من أجل بناء دولة القانون
جدد الطلبة، أمس مسيرتهم الـ 22 الداعمة للحراك الشعبي، هاتفين لتأسيس دولة القانون والمؤسسات، مع الرهان على حوار تقوده الكفاءات، والهتاف “لعدالة حرة وصحافة مستقلة”.
وانطلقت المسيرة 22 للطلبة حوالي 10.45 من ساحة الشهداء، بترديد النشيد الوطني متبوعا بالنشيد الخالد “من جبالنا”، وجملة من الأناشيد الوطنية “فلتعش حرا مدى الزمن”، وهتف الطلبة على مدار المسيرة بجزائر حرة ديمقراطية ولتأسيس دولة القانون والمؤسسات هاتفين ب”دولة مدنية” مطولا.
وبخصوص ملفات المرحلة راهنوا على الهتاف لصالح تأكيد بناء “قضاء مستقل”. أما سياسيا فجددوا الالتزام نظام سياسي بعيدا عن الوجوه السابقة باسم “المادة 7 سلطان الشعب”، ومخاطبة الوجوه القائمة ب”ارحلوا ارحلوا” و”سيستام ديقاج ايتديون سونداج”، هاتفين لأن يكون الحوار جديا ” ديروا حوار مع الكفاءات”، وليس مع من وصفوهم بالعصابة “لا حوار مع العصابات” ولا “هاتف ولا اتصال، القانون هو الشرعية” مع تجسيد “إعلام حر”.
كما خاطبوا الحكومة ومختلف الهيئات الرسمية بإفتقادها للثقة التي هي أساس الشرعية، على رأسها البرلمان بغرفتيه، والتوجه لقيادة الأركان مطالبة أيها بتأكيد موقفها بالوقوف بجانب الحراك من خلال التخلي عن وجوه النظام البوتفليقي، هاتفين بوجود حلول دستورية تتيح ذلك.
وإلتحق العديدون بالمسيرة مع بلوغ ساحة الأمير عبد القادر ليتضاعف العدد، مع العودة لهتاف “كليتوا البلاد يا السراقين،”، والهتاف بحكومة توافقية. مع تجديد سحب الثقة من الحكومة القائمة، رغم احترام الهتافات لنطاق الدستور بتأكيد “كاين حلول دستورية”. وتابعت المسيرة باتجاه البريد المركزي، حيث تجمع المئات من الطلبة بمحيط البريد المركزي قبل تنقلهم باتجاه شارع عميروش، وهو المسار الذي دئبوا عليه مؤخرا، مع ترديد نفس الهتافات على طول المسار.
ورغم تناقص حجم مسيرات الطلبة، نظرا لغلق الإقامات الجامعية وانتقال العديد من الطلبة لمسقط رأسهم، إلا أن الحاضرين هتفوا بالتمسك بالحراك ودعمه، هاتفين بـ”ما راناش حابسين”، معتبرين أنهم كفئة نخبة من واجبهم دعم الحراك الشعبي والتمسك بالسير به بر الأمان لافتكاك مطالبه، وانقاذه من محاولات ركوب موجته أو اختراقه، وهو ما بينوه من خلال النقاش ومن خلال الهتافات وحتى الشعارات.
وسبقت انطلاق المسيرة قرابة العاشرة صباحا بساحة الشهداء ، مناقشات نظمها الطلبة بالتوالي، خصت الحراك الشعبي وأساليب دعمه، ومدى وسبل دعم الطلبة له، متطرقين للحوار المدعو له مؤخرا، مع التطرق لمختلف الصعوبات التي تعرقل مسار الحراك اجمالا والحراك الطلابي خصوصا، مناقشين مختلف التقييمات الايجابية والسلبية، لتفادي أي انزلاق بعيدا عن مطالب الحراك، مع التركيز على عدم المساس بالثوابت الوطنية والتمسك بخدمة الحراك بعيدا عن أي اختراقات ومحاولات الاستغلال، مع دعوات لإنشاء لجنة طلابية للمتابعة بدل السماح بتمثيل المرحلة من طرف أشخاص كانوا سابقا متواطئين على حد تعبيرهم.
سارة بومعزة