
في صوته ٳرنانات قصف الرعود… وٳلماحات بروق خضراء باتساع الجرح السيّال… وعلى كتفيه صخرة الوجع الفلسطيني وسؤال الحرية الناري الذي يعلي سياق المنازلة والتحدي الأكيد… له تواضع الشجر العالي… وبراءة الغيم وكبرياء الخيل الرمّاحة في سهوب الصبر والٳصرار الجامح… يدنو كلما هبت ريح مرّة لتعصف بالصغار وبالشتول وحبّات الضوء الريّانة… فيلقي بعباءة الرحمة والعطف على الحزن والليل والغبش الكيّاد فإذا هو زاهق… يبتعد عن النهش الكابي والقلوب الصفراء المريضة ويعلي قنطرة الحب والخير العام ليعبر الصغار إلى سواتر النار بشارة النصر الفتي بكامل الوثوقية والاقتدار… يغضب فترى شجرا يتقصّف بين يديه العاليتين الممطرتين… فتلمح بين عينيه قدْح شرارات لافحة… وفوران الماء الحربي وقسوة تكسر سيف الاستباحة المخاتل، وحديد اللحظة المرّة… * ٳنه ياسر عرفات… سادن الحق الذي أحاله ٳلى حقيقة تسعى من غير سوء على “أرض الغزالة والأرجوان” وجغرافيا السحر الإلهي كما وصفها الشاعر العربي.. يأخذ سياق العناد المقدس المحمول على سبخات دم الشهداء منذ ما يزيد على مئة عام… ويندفع في الأتون اللاهب غير هيّاب ولا رجّاف… ويهدأ كريح صلبة في عين العاصفة وحمأة التوتر الساخن… بقلب مضيء وهدوء واثق… ثابت على الثابت مهما أوغلوا في الغدر والموت والخيانة والهدم من حواليه… يشعل الوقت الخؤون بصاعق التحدي ويصرّ على الشهادة الخالدة… * ٳنه ياسر عرفات… المتقشّف كبحر عارم… والغنيّ كحنان الأمهات وأنساغ الشجر المحارب. سار في طريق الآلام حتى آخره… وعلى الرغم من وحشة الدرب وٳظلام الطريق، أعلى منارة الحرية لشعبنا العظيم وأخذ من ٳرث البطولة الوسيع ما يكفيه لاقتراح الصمود الأسطوري على تراب كنعان العفي… ظلّ ممسكاً بالحقيقة والحق وثابت البلاد حتى الرمق الأخير… * ٳنه ياسر عرفات… عوج بن عناق الكنعاني الفلسطيني الخارج من رماد الأساطيرٳلى ضوء الأمل والحلم والحرية المشتهاة… وظلّ يردد قوة الحياة نحو الغد الفلسطيني غد هذه الفلسطين التي لفّها بكوفيته المرقطة فصارت شعارا ووشما هتّافا لكل الشرفاء الأحرار في العالم.. لنصرة بلادنا المعاندة والباقية… * ٳنه ياسر عرفات، الاسم الحركي للثورة المعاصرة ولهذه الفلسطين التي تنتظر وعدها ويومها المشهود بالاستقلال من الماء ٳلى الماء والعودة الناجزة والقدس العاصمة * ٳنه الياسر العرفات… أيتها البلاد… وليردّد شعبنا العظيم قولته: “على القدس رايحين… شهداء بالملايين”… وسيأتي اليوم الذي يحمل شعبنا العظيم رفاته ٳلى القدس ليخلد فيها… كآلهة الرومان فوق شرر الماء… في طقوسية أسطورية تليق بالبطل التراجيدي سليل الدمع والغربة والنزال المرّ… والفعل الباقي الجسور.
بقلم: مراد السوداني
الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين