ظاهرة الحرق العمدي للغابات تتربع على عرش أسباب
– إتلاف آلاف الهكتارات ونفوق مئات الحيوانات البرية عبر الغابات
– أعوان الحماية في مواجهة “مافيا الفحم” في الغابات الجزائرية
تعرض الغطاء النباتي والثروة الحيوانية بالجزائر لتهديد حقيقي بسبب الحرائق التي تعرفها أغلب الغابات عبر ربوع الوطن، والتي تزايدت بشكل كبير مع إقتراب العد التنازلي لحلول عيد الأضحى المبارك، حيث تتداول وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وجمعيات حماية البيئة صورا لكارثة إيكولوجية تتعرض لها الجزائر، إذ تسببت الحرائق في إتلاف آلاف الهكتارات ونفوق مئات الحيوانات البرية عبر الغابات والجبال، يأتي هذا في وقت تستغل عصابات الفحم الوضع من أجل تحقيق أرباح مادية بعد أن حولت الحرائق إلى تجارة سريعة الربح بحلول عيد الأضحى المبارك.
إعداد: م.ثيزيري
أهداف تجارية تقف وراء إضرام النار في الغابات:
أقدم بعض الأشخاص على حرق الغابات عمدا في مناطق مختلفة من ربوع الوطن، حيث أنهم يشعلون الحرائق في الغابات بغرض استغلال الحطب وبيعه كفحم، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث أن وراء التهاب الغابات بالحرائق نجد أن أهداف تجارية وراء إضرام الحرائق في الغابات، حيث يتم استغلال الحطب في بيعه كفحم خلال عيد الأضحى، حيث استغلت هذه البارونات أو كما يحلو لوسائل الإعلام تسميتها بعصابات الفحم الوضع لتوسيع نشاطها والتي تعمل على نهب مخلفات الحرائق وتحويلها إلى فحم يباع خلال فترة عيد الأضحى.
“بارونات الفحم” يبيدون الحيوانات مقابل 500 دينار
بعد ظاهرة إتلاف آلاف الهكتارات تعرضت المئات من الحيوانات البرية في الجزائر إلى النفوق، حيث شهدت هذه الحرائق إبادة عدة قردة في غابات تيزي وزو وهي الصور التي كانت أكثر تداولا عبر صفحات الفايسبوك، ناهيك عن موت العشرات من الذئاب في غابات منطقة الأخضرية التابعة لولاية البويرة ، وهو ما يظهر جليا أن الثروة الحيوانية باتت مهددة أيضا بفعل الحرائق، حيث نشرت جمعيات حماية البيئة ومديريات الغابات، عبر وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، صورا كارثية لأعداد من الحيوانات البرية نفقت بسبب الحرائق، منها أرانب برية وقردة وغزلان مهددة بالانقراض وسلاحف وخنازير برية وكذلك أبقار، وهو ما يعد في غاية الخطورة، حيث دقت جمعيات حماية البيئة ناقوس الخطر، مشيرة أن ما يحدث يهدد التوازن الإيكولوجي ويعد جريمة في حق البيئة والحيوان، مطالبة السلطات المعنية بضرورة العمل الوقائي من أجل وضع حد لهذه الحرائق التي باتت تهدد الثروة الحيوانية وأصنافا نادرة من الحيوانات والطيور البرية التي باتت مهددة بالانقراض بسبب الحرائق، هؤلاء الحيوانات ضحايا جشع “بارونات الفحم”، هذه هي الأجواء التي تعم غابات الجزائر الحبيبة بعد أن استولى عليها “بارونات فحم الشواء” مقابل مبلغ 500 دينار جزائري للكيس الواحد، وقد انتشرت عبر صفحات الفايسبوك وعلى مواقع الأسواق بصفة خاصة صورا لأكياس معبأة عن آخرها بالفحم من مختلف الأحجام عارضين مبلغه المقدر ب500 دينار جزائري.
إتلاف آلاف الهكتارات ونفوق مئات الحيوانات البرية عبر الغابات والجبال
بات الغطاء النباتي بالجزائر مهددا أكثر من أي وقت مضى بالاندثار، نتيجة عوامل طبيعية وأخرى إنسانية، تتطلب التصدي لها واستغلال إمكانيات بعيدة عن تلك التقليدية حفاظا على غاباتنا. وقد أحصت مصالح الحماية المدنية، خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، حوالي 20 حريقا على مستوى مناطق مختلفة من الوطن.
وخلفت هذه الحرائق خسائر مقدرة بـ 71.5 هكتار من الغابات، 25 هكتارا من الأدغال، 3 هكتارات من القمح، 100 هكتار من الحشائش، 6860 أحزمة تبن، 10 نخلات و2682 شجرة مثمرة، وهو ما يرفع حصيلة حرائق الغابات منذ جوان الماضي، في حين تشير آخر الأصداء إلى أن ظاهرة الحرق العمدي تتربع على عرش الأسباب، بالموازاة مع بروز “بارونات فحم الشواء” كلما حل الصيف واقترب عيد الأضحى.
أعوان الحماية في مواجهة “مافيا الفحم” في الغابات:
تجند عدد كبير من عناصر الحماية المدنية ومصالح الغابات ناهيك عن متطوعين لحماية الغابات المحيطة بالمناطق التي يقطنون بها من أجل مواجهة الحرائق حفاظا على الحزام الأخضر، إلا أن الحرائق والكوارث عرفت تصاعدا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية، ناهيك عن الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة التي تعتبر من بين أكثر أسباب اندثار الغطاء النباتي بالجزائر، في وقت تشير أغلب الآراء إلى أن بروز ظاهرة قطع الأشجار بشكل غير قانوني وغير مصرح به وحرقها لاستخلاص الفحم الموجه للشواء من بين أكثر ما يهدد غاباتنا، مع اتساع الظاهرة بحلول فصل الصيف وعيد الأضحى المبارك، وهي الفترة التي عادة ما يكثر فيها استغلال الشواء بازدهار تجارة بيع الفحم من طرف شبان يستغلون الفترات الليلية وغياب الرقابة بالغابات لقطع الأشجار وحرقها، ثم تكسيرها إلى قطع ومن ثم بيعها فحما بالجملة وبالتجزئة للمطاعم والمحلات.
حملات توعية عبر الفايسبوك:
شن عدة مواطنين حملة ضد “بارونات الفحم” على صفحات “الفايسبوك” مطالبين بذلك السلطات المعنية بالتدخل على جناح السرعة، لحماية هذه الثروة النباتية والحيوانية على حد سواء من الإندثار على يد “بارونات الفحم” وراحوا يضعون فيديوهات عبر صفحات الفيسبوك لإظهار الكارثة التي ألمت بالغابات المحيطة بمناطق سكناهم، هؤلاء المواطنين الغيورين على الجزائر، والذي نعثوا بارونات فحم الشواء بأقبح الصفات مستعرضين على رواد الفايسبوك تحول الغابات إلى رماد..
وشُبّان يتطوّعون لحماية غابات الجزائر:
وهو ما جعل السكان في المناطق المتضررة من الحرائق يطالبون بتكثيف درع حماية الغابات من أجل وقف أيادي التخريب والنه، وتجند هؤلاء لحراسة الغابات بدوريات مختلفة من أجل ردع بارونات الفحم من تجسيد نواياهم الشيطانية على أرض الواقع.