أقلام

الفريق أحمد قايد صالح.. قراءات واسقاطات

أ.د. نورالدين حاروش                                                                                          

جامعة الجزائر3

كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية

harrouche.noureddine@univ-alger3.dz

      الحراك الشعبي في الجزائر متواصل والمدة بدأت تطول ولا حل في الأفق، وحتى لا ينحرف الحراك عن مطالبه يجب التفكير والمساهمة في إيجاد الوصفة المناسبة التي تسرع العملية وتحقق الأهداف المطلبية التي لا يختلف عليها اثنان ولا يتناطح عليها كبشان…فضربت أخماسي في أسداسي وفكرت طويلا في بعض المفاهيم أو المصطلحات أو حتى الأسماء التي يمكن التركيز عليها وتفسيرها ولما لا جعلها جزء من الحل، ومباشرة بادرت إلى ذهني هذه الكلمات: الفريق، القائد، صالح، أحمد؟ وعلى الفور بدأت في البحث عن تفاسيرها وتأويلاتها وكانت كما يلي:


     الفريق، فريق كرة القدم، أو كرة اليد، أو الفريق البيداغوجي، أو فريق العمل كل هذا لا يهم، الأهم  هو أن الفريق مجموعة من الأفراد يعملون مع بعضهم بشكل متناسق من خلال توزيع المهام والأدوار بغية تحقيق أهداف محددة ومشتركة في الزمان والمكان، هذا الفريق يتميز أفراده بوجود مهارات مختلفة فيما بينهم ولكنها متكاملة في النهاية بالإضافة إلى وجود مدخل مشترك للعمل معا.
هذا يعني أن الفريق في نهاية الأمر هو وسيلة لتمكين الأفراد من العمل الجماعي المنسجم كوحدة متجانسة، ومتناغمة لأن ما يميز هذا الفريق هو وجود المهارات المتكاملة  والمكلفة بأداء عمل متكامل يتطلب توافر هذه المجموعة من المهارات والقدرات المختلفة والمتنوعة .هذا الفريق بالضرورة يقوده قائد؟ فمن يكون؟

     القائد هو من يقود، وليس من يسوق، فالقائد يقود الأفراد وهو أمامهم والراعي يسوق الأنعام وهو خلفهم، والفرق بين، فالأفراد يبحثون عمن يقودهم وليس من يسوقهم؟

    هذا القائد هو ذلك الشخص الذي لديه القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم وتنسيق جهودهم لتحقيق أهداف مشتركة، وهي مسؤولية اتجاه المجموعة تحت القيادة للوصول إلى الأهداف المرسومة مسبقا والمعلنة لجميع أفراد الفريق أو المجموعة.

      القائد هو الذي يقوم بالأشياء الصحيحة والتي تساعد منظمته أو شركته أو مجموعته أو فريقه في تحسين رؤيتها، والقائد يمكن أن يكون سلطويا بحيث يعلم أفراده بما يجب فعله، ويكون الجزاء من جنس العمل، إما المكافأة أو المعاقبة، وقد يكون القائد استشاريا من خلال بذله جهودا كبيرة في الاستماع إلى أفكار وآراء أفراده قبل اتخاذه للقرارات، وفي الأخير هناك القائد التشاركي الذي يدفع بالأفراد أقل مستوى للانخراط في عملية صنع القرارات مما يقرب أفراد الفريق فيما بينهم. و هو الإنسان المبدع الذي يأتي بالطرق الجديدة والمبتكرة لتحسين العمل وتغيير مسار النتائج نحو الأفضل، ومهارة القائد تظهر في وضع وإعداد الخطة وفي طريقة تنفيذها، ومن ميزاته بث روح الحماسة والمثابرة عند الآخرين.

من سمات وصفات القائد: الدقّة والتنظيم، والرّؤية الثاقبة، و التحفيز، وثقته الكبيرة  بما لديه من قدرات وإمكانيّات ومبادئ، وقدرته على التّخطيط، و الذكاء الاجتماعي، فلديه المهارة الاجتماعيّة التي تُعطيه القدرة على التواصل مع الآخرين وإيصال ما لديه من أفكار، فهو مستمعٌ جيد، ومحاورٌ ماهر.، يقوم بعملية التفويض وهو على درجة عالية من الوعي والثقافة يُطور من نفسه، ويرفع من قُدراته،. يلتزم بالخطط، له التزام خُلقي، حيث يُراعي المبادئ والقيم أثناء عمله ومسيرته نحو النجاح،.من سماته أيضا طهارة القلب وسلامته من الأحقاد، والبعد عن الخُصومات والنزاعات مع الآخرين، وهو صبور … لذلك نقول أن القادة يُصنعون ولا يولدون، فهل هذا يعني أن القائد صالح؟

      صالح هو أحد الأنبياء ذكرت قصته في القرآن الكريم، حيث أرسله الله إلى قوم ثمود، وهي قبيلة من القبائل العربية البائدة، وكانوا قوما جاحدين آتاهم الله رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الأصنام وتفاخروا فيما بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن لا يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروا الناقة فعاقبهم الله بالصاعقة ونجى الله صالحا والمؤمنين. والصالح هو المستقيم المؤدي لواجباته،  القائم بحق الله وحق عباده، تقي مؤمن وعكسه فاسد، فهل يكون صالح أحمد؟

أحمد هو من تحلى بأفضل الصفات ولهذا يحمده الناس وهو من أسماء الرسول محمد عليه الصلاة والسلام مشتق من الحمد والثناء، أي يحمده الناس ويثني عليه على ما يملك من خصال طيبة وصفات حميدة يستحب التحلي بها، ولا شك أن لحامل هذا الاسم صفات تميزه عن الآخرين منها أنه محب للضحك والمرح والفكاهة، خفيف الظل طيب القلب، مثابر لا يركن إلى الراحة، يتطلع دوما إلى الأفضل بل المثالي في كل الأمور، ويحب الظهور بالتفوق في جميع مواقفه الحياتية والعملية، ويكره الغدر والكذب، ويتمتع بالخصوصية واستقلال الشخصية كما يتميز بأناقته وحنكته وشياكته والانفراد حتى في ارتداء أرقى أنواع الملابس، أنها صفات وسمات قيادية صالحة لقيادة فريق؟  فهل يمكن أن نجد حلا لمطالب الحراك الشعبي في الجزائر من خلال فريق، قائد، صالح، أحمد؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى