أقلام

القدس

هي المدينة، التي نعشقها والتي، تسكن أرواحنا ، وأفئدتنا ، والتي مهما قدمنا لها لا نفيها حقها ، وهي اليوم بأمس الحاجة ، لنا جميعا ،اذ لم يعد يكفي ان نتغزل بها شعرا ونثرا ومشاعر ، وعندما نكتب عن القدس ، فإننا نصاب بالغصة والالم والغضب ، خاصة ونحن نرى وجه المدينة يتغير كل يوم ، وتزداد مساحة الممارسات الاسرائيلية من استيطان وتهويد وطرد للمواطنين وحملات اعتقال وتمصادرة بيوت وهدم منازل المواطنين ، 

كل ذلك يجري ، ونحن نلوك الوجع والحسرة ، ونصاب بالدهشة كتعبير عاجز عن عدم قدرتنا على ما يساهم ولو بقسط بسيط بما يرفع كل هذا الظلم والجنون الاسرائيلي عن مدينة هي بمثابة الروح لنا ، العرب جميعهم ، والمسلمون ، اشبعوا القدس دعما لفظيا وشعارات لا تسمن ولا تغني ، كلهم يتبارون بالقصائد والاغاني والعنتريات دعما للقدس ، ويكتفون بذلك ثم يقومون للصلاة وكأنهم قدموا ما عليهم من واجب ، القدس اليوم احوج ما تكون للدعم الحقيقي ، واكثر حاجة للافعال وليس لمجرد الكلام ، ولو ان الاشقاء العرب والمسلمين يقدموا ولو الشيء القليل من اموالهم وقدرتاهم لاختلف الوضع ، ولا يضطر ابناء القدس للهجرة من المدينة تحت ضغط الحاجة وفقدان الامل ، وهناك حالات عديدة من ابناء المدينة اما هاجروا او يبحثون عم سبيل للهجرة ، 

ومن يزور القدس في هذه الايام يراها حزينة كئيبة وحيدة، بسبب الاجراءات الصهيونية، ويرى الفقر في وجوه ناسها ، لكنه ايضا يرى اصرار اهلها على البقاء والمقاومة والصمود مهما بلغ حجم الضعط عليهم ،

لذلك ، لم يعد يجدي الاكتفاء بدعم القدس لفظيا . بل هي بحاجة ماسة للدعم الحقيقي المادي والمعنوي والاقتصادي وعلى كافة الاصعدة ، وستبقى القدس في عيوننا وقلوبنا مهما تخلى عنا الاشقاء ودعاة الدين .

بقلم : زعل ابو رقطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى