إفتتاحية

“الكرة” التي فضحتنا!!

‪ ‬‬

أحداث العنف التي شهدها ملعب الرويسات في ورقلة، بين مناصري فريق الحراش وفريق الرويسات، كشفت مفارقة عجيبة انحدر إليها المجتمع الجزائري. ففي عشية شهر التسامح والرأفة والتآخي، كانت صدمة الشارع، وبالذات في مواقع التواصل الاجتماعي، عنوانًا كبيرًا لانحدار مخيف بلغته بعض الفئات، حيث إن كرة القدم، التي من المفترض أن تكون مجرد لعبة، أضحت سببًا في تأجيج الفتن، وتبادل الشتائم، ونشر الكراهية والتعصب، وهو ما تجلّى في ردود الفعل عقب المواجهات المخزية بين الفريقين.
بعيدًا عن تحديد المسؤوليات، وهو ما ستتكفل به التحقيقات، إلا أن “الكرة” هذه المرة، وللأسف، فضحتنا، وذلك بسبب بعض كائنات الفيسبوك، التي زادت من حدة الكراهية، بعد أن ركب بعض “الخلاطين” موجة الأحداث لتأجيج الفتنة بين المناصرين، وحتى بين المناطق، عبر فيديوهات التحريض، والشتم، والقدح، التي وظفها البعض للطعن في جهات من الوطن.
لكن الجانب الإيجابي في القضية أن مصالح الأمن والقضاء لم يقفا متفرجين، بل كانت الأجهزة القضائية والأمنية بالمرصاد لمؤججي الفتن، ما أدى إلى اعتقال العديد ممن يسمون أنفسهم “مؤثرين” أو صناع محتوى، على خلفية ما اعتُبر تحريضًا على الفتنة. والأهم في كل ما جرى، أن كرة القدم كشفت حقيقة صادمة عن المجتمع، حيث أثبتت تداعيات ما حدث في ملعب الرويسات أن هناك خللًا عميقًا يجب معالجته من جذوره، فالقضية ليست مجرد مباراة كرة، بل هي انعكاس لوضع مجتمع “مركول”، عرّته جلدة منفوخة، في عزّ رمضان الفضيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى