الأولىالجزائر

المؤتمر الثامن يهدد بتمزيق حركة مجتمع السلم وتكرار سيناريو سنة 2008

جماعة مقري تحاول تعديل اللوائح لتمديد عهدته والمعارضون يطالبون العودة الى حضن السلطة

تقرير : محمد بن ترار
تعيش قواعد حركة مجتمع السلم على وقع صراعات داخلية جديدة فجرتها التحضيرات لعقد المؤتمر الثامن الذي سيكون نهاية ربيع السنة المقبلة من اجل تزكية وانتخاب رئيس جديد لحركة حمس خلفا لعبد الرزاق مقري الذي تنتهي عهدته بعدما ترأس الحركة لعهدتين منذ سنة 2013 الامر الذي قد يعيد ازمة حمس الى الوجود على غرار تلك التي حدتث سنة 2008 .

هذا وقد عاد الصراع القديم مابين ابناء الراحل محفوظ نحناح بعد تنصيب اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن بداية الشهر الحالي التي ستتكفل بالتحضير للمؤتمر ، وانطلقت الصراعات حول توجه الحركة بين احباب المعارضة الذي يقوده مقري وجناح الموالاة والمشاركة في الحكومة وهو الجناح المحسوب على الرئيس السابق ابوجرة سلطاني ، حيث من المنتظر دراسة نتائج التوجه الذي اتخدته الحركة منذ أكثر من 08 سنوات والبحث عن سبل جديدة لدخول مرحلة سياسية جديدة خاصة الاستحقاقات المزمع عقدها سنة 2025 على غرار الرئاسيات والمحليات والانتخابات التشريعية ، بالاضافة الى دراسة موقف الحركة من اهم الاحداث السياسية وفي مقدمتها استكمال مخطط المصالحة .

هذا ويعد اهم صراع ذلك الذي جاء به جناح عبد الرزاق مقري الذين يشكلون الاغلبية في محاولة طرح فكرة استمرار الرئيس الحالي في منصبه بحجة استكمال برنامجه الانتخابي الذي جاء به خلال المؤتمر السابق وهو ما يخالف المادة 36 من القانون الأساسي لحركة مجتمع السلم التي تنص بأن “رئيس الحركة يُنتخب لعهدة مدتها 5 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة” ويحاول دعاة هذا الاتجاه المساس بلوائح الحركة وادخال تعديلات جديدة عليها وفي مقدمتها فتح العهدات لضمان استمرارية القيادة الحالية في اتمام ادائها السياسي خاصة وان العهدة الثانية لم تكن كافية بفعل ظهور عدة عراقيل اثرت على الساحة السياسية في مقدمتها الحراك الشعبي ووباء الكرونا اللذان اقتطعا قرابة 03 سنوات من العهدة الثانية (2019-2021) ا وهو الوقت الذي وصفوه بالضائع الذي يستوجب تعويضه بتمديد العهدة لتحقيق النتائج والتصورات التي يؤمن بها هذا الجناح ، في حين يطالب العديد من المحسوبين على جناح المعارض لمقري والمكون من عديد المناضلين على ضرورة القيام بمراجعات فكرية في تسيير الحركة التي تراجع ادؤها السياسي خلال العشرية الماضية وتشتت قواعدها بفعل الانقسامات في الحزب التي أدت الى نشوء أحزاب جديدة خرجت من رحم حمس .

هذا وانطلقت عمليات التحضير بقوة من خلال ظهور شخصيات تسعى الى خلافة مقري على رأس أهم حزب سياسي وسطي في الجزائر في مقدمته عضو المكتب الوطني الحالي عبد العالي حساني، وكذا رئيس مجلس الشورى الحالي والوزير السابق عبد القادر سماري، من جانب اخر عاد عبد المجيد مناصرة الى الظهور مجددا ومباشرة النشاط وهو الذي يرى نفسه قد حرم من حق الرئاسة ولم يحكم الا فترة وجيزة لم تتعدى ال06 اشهر بعد الاتفاق على حل حزب جبهة التغيير الوطني سنة 2017 واليوم يحاول ان يكون الرئيس المقبل من المحسوبين على جناح التغيير الذي ينادي به ، وقد انطلق في حملة واسعة لمنافسة غريمه عبد الرزاق مقري على اختيار الشخصية الخامسة التي ستترأس حركة مجتمع السلم بعد كل من الراحل نحناح وابوجرة سلطاني ومقري ومناصرة الذي سارع الى تنشيط المخيمات الولائية وكسب اعضاء المؤتمر في التصويت لصالح جناحه ، من جانب اخر يواصل عضو مجلس الامة والرئيس الاسبق لحمس ابوجرة سلطاني المحسوب برئيس جناح الموالاة مع السلطة الغياب حيث لم يظهر بعد في هذا الصراع ، كما لم يظهر غريمه ابن البليدة عبد الرحمن سعدي الذي يعد سبق ان شغل رئيس مجلس الشورى الوطني والمحسوب على جناح عبد الرزاق مقري وقد يكون صاحب فكرة التمديد لصالح الرئيس الحالي عن طريق تغيير اللوائح والدوس على المادة 36.

م بن ترار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى