عكس الحملة الكبيرة التي خاضها المخزن الملكي وأزلامه، على مدار أيام من الشحن الاعلامي، لجعل مباراة فريقه مع الفريق الجزائري، حربا بين الشعبين ورهانا ملكيا لخياطة غشاء التطبيع، على العكس من ذلك تماما، حيث انتصرت أولا علاقة الشعبين في روح رياضية كانت هي عنوان اللقاء الكروي، وبعد ذلك انتصرت بفوز الفريق الوطني، راية فلسطين التي رفرفت بسواعد جزائرية، أثبتت أن اللعبة ولو كانت كرة، يمكنها أن تكون قضية.
الفريق الوطني، و بالنقيض من منافسه، لعب مباراة كرة بهدف قضية تسمى صفع التطبيع ورفع علم فلسطين، فيما كان رهان المغرب على لعب مباراة كرة، هدفها الوحيد الفوز على الجزائر لترقيع ما يمكن ترقيعه على مستوى مملكته من خيانة لأم القضايا التي أراد أن يخفيها تحت شجرة هزيمة الفريق الجزائري في “ماتش” كرة.
والنتيجة فيما حدث بعدها، أنه كما أسقطت واقعة أم درمان ذات ملحمة كروية بالسودان، خطة ومشروع توريث الحكم في مصر، فإن نفس الملحمة تكررت أحداثها في قطر، وهذه المرة تم إسقاط مشروع التطبيع، لتظهر المغرب كنظام بائد، بشكل عار، إلا من هزيمة كروية تحولت بفعل الراية الفلسطينية التي جاب بها الرجال الملعب، لهزيمة سياسية، فبرافوا للخضراء، فقد كسب انتصارين في مباراة واحدة. انتصار رياضي وانتصاري سياسي عنوانه، فلسطين ليست كرة يا ملك “شعبي العزيز“.