
أجواء عيد الأضحى تخيّم على الجمعة 25
أحيا المتظاهرون الجمعة 25 من الحراك الشعبي، هاتفين لاستمرار الحراك وإنشاء دولة المؤسسات وفقا للشرعية الشعبية، مع اختيار تكبيرات الحج في رسالة منهم أنهم يحجون للحراك الشعبي، مقابل الهتاف ضد كريم يونس ومختلف وجوه اللجنة مطالبين بلجنة كفاءات لقيادة الحوار.
وعلى مستوى العاصمة انطلقت الهتافات عقب أداء صلاة الجمعة، فمن أمام مسجد الرحمة انطلقت أولى الهتافات قبل أن يعود الصمت لتنظيم صلاة الجنازة، ودعوة مختلف المتظاهرين القادمين للصمت و شهدت تظاهرة أمس تراجعا ملحوظا للأصوات التي نادت بالعصيان المدني مقارنة مع الجمعة الماضية.
ويأتي ذلك في ظل انطلاق اجتماعات لجنة الحوار، التي تعرف مدا وجزرا وضغطا كبيرا عليها، فمن جانب ثناء السلطة على نشاطها تأتي ضغوط نطاق واسع من الشارع والمعارضة بخاصة ما تعلق ببعض الوجوه إضافة لما وصفت بشروط التهدئة، ومن بين اللافتات المرفوعة بعضها وصفه ب”حوار الطرشان” وبخصوص عيد الأضحى لم يفوّت المتظاهرون تهاني العيد ضمن لافتاتهم “صح عيدكم، قولوا ما شئتم، افعلوا ما شئتم، لن نكون كما شئتم”، كما ركزت الشعارات على السيادة الشعبية مع الرهان على استمرار الحراك بهتاف ” يا حنا يا نتوما يا حنا يا نتوما ما راناش حابسين”، مع لافتات تضم الشرعية الشعبية “المادة 7 و8 الشرعية الشعبية” والهتاف لها ب “سلطان الشعب المادة 7”.
المعتقلون كان لهم نصيب من الجمعة25 على غرار العادة، بالهتاف لإطلاق سراح المعتقلين بالحراك، بالإضافة لرفع صور الرائد لخضر بورقعة.
على مسار طريق شارع حسيبة أحيى المتظاهرون أجواء العيد والحج، في صورة نحج للحراك الشعبي “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك”، مختلطين من مختلف الأطياف، ملتحين وغير ملتحين، متحجبات وغير متحجبات، وصولا لنفق حسيبة بن بوعلي، المغلق من طرف حاجز أمني، ليغيروها لتكبيرات العيد ” سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد”، في حين هتفت أفواج لاحقة ب”يتنحاو بإذن الله”، قبل أن تعود الوفود اللاحقة لملف لجنة الحوار والهتاف ضد رئيسها كريم يونس، وأيضا لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية تعيد الشرعية للشعب. كما ردوا على تصريحات وزير الدفاع السابق خالد نزار “لا نزار لا قايد هذا الشعب هو السيد”.
كما جدد قاطنو العمارات المقابلة لشوارع التظاهر مساندة المتظاهرين برشهم بالماء، في حين أخرج آخرون خراطيم للمياه، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ولم تخلوا المسيرة 25 من مناوشات، تركزت حول الصحافة بشارع حسيبة، بعد طرد بعض المتظاهرين لبعثة صحفية، وحتى رميهم بالمياه بحجة رفضهم تصويرهم وتسجيل فيديوهات لهم مقابل رفض آخرين للأسلوب.
آخر الأفواج عبروا شارع حسيبة ما بعد الثالثة زوالا قادمين من حي بوروبة، رفعوا شعار نريد حوارا جادا تقوده شخصيات موثوقة رافعين صور علي بن محمد ويوسف الخطيب وأحمد بن بيتور وطالب الإبراهيمي والسعيد بوشعير، مقابل صور بعض أعضاء لجنة كريم يونس مشطوبة كعلامة رفض لهم .
من جانب التعزيزات الأمنية، عرفت رصا لعربات الأمن على كل محيط البريد المركزي باتجاه ساحة بورسعيد السكوار أو بالاتجاه المقابل من البريد المركزي بشارع عبد الكريم الخطابي وصولا لأودان، في حين عرفت الصبيحة هدوء نسبيا بسبب أجواء عيد الأضحى.