
“اخطر أغاني وتدمن عليها بسرعة، تعطيك شعور ادرينالين عالي” ، ” فضيعة حسيتها مميزة ادمنتها ووصلت نشوتي ” ، ” أغنية لا تمل، رائعة” ، “حماسية كثيرا، أدخلتني إلى البعد الخامس”، وغيرها من التعليقات التي نجدها على فيديوهات “موسيقى الهلوسة” و التي تنصب شركات إنتاج الموسيقى عبرها، فخاً لاستمالة الأطفال والشباب للإدمان، مما يجعلها تحظى بمشاهدات عالية، وتُعرف ب “المخدرات الرقمية” أو “Digital Drugs” أو “iDoser”، وهي موسيقى تشبه “حبوب الهلوسة” تخدر العقل بالموجات وتنصب فخاً للإدمان، يتعرض لها الأطفال والمراهقون عبر الشبكة العنكبوتية، ومنصات السوشيال ميديا المختلفة، التي بدورها تؤثر على الخلايا العصبية، و تحول نظم التعاطى إلى تعاطٍ إلكترونى أو تعاطٍ رقمى يحدث التأثير نفسه الذي تحدثه المخدرات التقليدية بل أشد فتكا.
ما هي المخدرات الرقمية؟
عبارة عن مقاطع صوتية يتم تحميلها من خلال مواقع موجودة على الإنترنت وسماعها من خلال سماعات خاصة و عبر مكبرات صوتية، و تتكون من ذبذبات منشطة أو مهدئة لمراكز المخ والجهاز العصبي، وتختلف تلك الترددات في الأذن اليمنى عن الأذن اليسرى بمعنى إذا كان تردد الأذن اليمنى 100 هرتز فإن اليسرى تكون 70 وذلك حتى يقوم المخ بالموازنة بين الصوتين والعمل على توحيدهما والمساواة بينهما وتعويض ذلك الفرق من خلال زيادة إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن النشاط والسعادة ويعرف ذلك الجهد المبذول بالجرعة، ويدخل معها المتعاطي في نوبة استرخاء وهدوء ويشعر بتحسن في المزاج العام والرغبة في النوم، وتتراوح أسعار تلك المقطوعات من 3-30 دولار علي حسب الجرعة التي يتم الحصول عليها.
استخدمت لأول مرة عام 1970
نشأت المخدرات الرقمية واعتمدت على تقنية قديمة تسمى “النقر بالأذنين” اكتشفها العالم الألماني “هينريش دوف” عام 1839 واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف، الذين يرفضون العلاج بالأدوية، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج، كما أنها استخدمت في مستشفيات الصحة النفسية نظراً لأنه هناك خللاً ونقصاً في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية إفرازها تحت الإشراف الطبي، بحيث لا تتعدى عدة ثوان أو جزء من الثانية ويجب ألا تستخدم أكثر من مرتين يومياً وتوقف العلاج بهذه الطريقة آنذاك نظراً لتكلفتها العالية.
أجواء خاصة عند سماعها
يصف البعض هذه الطقوس أنها يشترط فيها اجواء خاصة، حيث أنه لابد من أن يكون في غرفة منفردة ذات إضاءة منخفضة، و الاسترخاء وتغطية العينين، يرتدي ملابس فضفاضة، يشرب ماء قبل الاستماع للمقطع وهذه هى كل الأدوات التى يحتاجها الفرد كي يتم الوصول لقمة التأثير والنشوة من جراء سماع هذه المقاطع.
أثارها واضرارها
إن التعاطي والإدمان على المخدرات الرقمية قد يكون سببا رئيسيا في إصابة الشخص بـالقلق والاكتئاب والاضطراب والشرود الذهني؛ حسب ما أشار إليه بعض الأطباء ، حيث اكتشفوا أن سماع الموسيقى الصاخبة يحدث تأثيرا سيئا على كهرباء المخ، مما يترتب على ذلك إصابة المستمع لها باللذة والنشوة على سبيل الوهم ويقل تركيزه بشدة في هذا الوقت؛ مما يحدث له انفصال عن الواقع.
وبما أن المخدرات الرقمية Digital Drugs حالها حال المخدارت الطبيعية، فبالتأكيد لها العديد من الأخطار والسلبيات على الصحة العقلية والجسدية للفرد المتعاطي، منها: يمكن أن تؤدي إلى العديد من الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والفصام، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي إلى العديد من المشكلات السلوكية، مثل العنف والجريمة، وكذا ن المشكلات الصحية الجسدية، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.
التعافي من الإدمان
يعتمد العلاج عن الإدمان على المخدرات الرقمية باتباع ما يلي:
البرامج العلاجية: هناك العديد من البرامج العلاجية التي يمكن أن تساعد المدمنين على التعافي، مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الجماعي.
الأدوية: هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في علاج الإدمان على المخدرات، مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق.
الدعم الاجتماعي: يلعب الدعم الاجتماعي دورًا مهمًا في علاج الإدمان، حيث يمكن أن يساعد المدمنين على التعافي من الإدمان والوقوع في الانتكاس.
المستشارة الأسرية ، نوال مكيد ليومية ” الوسط”: المخدرات الرقمية خطر تنامِ يداهم المجتمعات
حذرت المستشارة الأسرية ، نوال مكيد ، بخطورة افة ” المخدرات الرقمية ” التي أصبحت تداهم المجتمعات، بسبب الانفتاح على العالم الخارجي و شبكة الأنترنت الغير المتحكم فيها، لاسيما وأن شباب الجزائر يعاني اليوم من خلل في الهوية الشخصية و الدينية، وشعور الشباب بالوحدة أو الفراغ، الذي يدفعه إلى الاستكشاف والبحث عن كل ما هو مثير وجذاب، أبرزه الاستماع إلى مقاطع موسيقية ذات حبوب هلوسة أو ما يعرف ب ” المخدرات الرقمية”، عبارة عن مقاطع صوتية يتم تحميلها من خلال مواقع موجودة على الإنترنت وسماعها من خلال سماعات خاصة و عبر مكبرات صوتية، و تتكون من ذبذبات منشطة أو مهدئة لمراكز المخ والجهاز العصبي، وتختلف تلك الترددات في الأذن اليمنى عن الأذن اليسرى، و يتم الخضوع لها من خلال الجلسات المتاحة عبر شبكة الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي المجانية والمدفوعة، حيث نلاحظ البعض من الشباب يدفع مبالغ ضخمة للحصول على هذه الذبذبات.
كما نوهت ذات المتحدثة إلى خطورة هذه الذبذبات على الصحة العقلية والجسدية للجسم لاسيما وأنها تؤثر على كيمياء الدماغ و بإفرازها هرمون يؤثر على الفرد بنفس تأثير المخدرات العادية ، من النشوة و السعادة اللحظية والهيام والغياب عن الوعي، مشيرة أن الإدمان على هذه الذبذبات، تجعل الفرد يطلب المزيد من هذه الجرعات الرقمية ولايستطيع معايشة واقعه، والشعور بالقلق والتوتر.
إصدار تطبيقات للتحكم في شبكة الانترنت
وبخصوص إصدار الشركات تطبيقات للتحكم الأولياء في شبكة الانترنت لمراقبة أبنائهم ، تقول نوال مكيد :”محاولة جيدة، إلا أن عالم الأنترنت لا يمكن السيطرة عليه عن طريق التحكم، بسبب سرعة التكنولوجيا الهائلة، وبالتالي لايمكننا مجابهة هذا التقدم السريع للتكنولوجيا عن طريق التطبيقات الرقمية، و السنوات القادمة من عالم التكنولوجيا ستكون خطيرة، لا ينفعها منع الأبناء من استعمال شبكة الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي”.
التربية الصحيحة وغرس الهوية الدينية
و أكدت المستشارة الأسرية، نوال مكيد على أهمية التربية الصحيحة و غرس الهوية الدينية والمنظومة الاخلاقية القوية وقيم واضحة، اشتغال الأولياء على تعليم ومستقبل الإبن وشخصيته الكاملة وعلاقته القوية مع والديه.
نسرين بوزيان