اهتمت وسائل الاعلام والكثير من المنابر الإعلامية خلال الأيام القليلة الماضية بالحركة الاحتجاجية التي قام بها عدد من مناصري حركة استقلال الريف عن الدولة المغربية وهومؤشر على حجم المتاعب التي تواجه قادة المخزن و عجزهم عن احتواء الاحتجاجات الاجتماعية المتوالية التي تساندها كثير من الفعاليات الاجتماعية و النقابية.
نقل محتجون من حركة أحرار الريف عن المغرب احتجاجاتهم إلى قلب العاصمة الفرنسية باريس وبالضبط في -منطقة كركاسترات- مطالبين بتسليط عقوبات ضد آلة الاضطهاد المغربية التي طالت المواطنين العاديين والصحافيين ونشاط حقوق الانسان قال الناشط سعيد بلحيرش أصيل مدينة الحسيمة في تصريح تابعته الوسط أن الهدف من الاحتجاج هو دعوة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى معاقبة حكام المغرب نظير الانتهاكات الصارخة ضد حقوق الانسان التي حصدت كثيرا من الضحايا طيلة 20 سنة الأخيرة.
وأشار ذات المتحدث إلى أن منطقة الريف تشهد تصعيدا أمنيا غير مسبوق مرفقا بتجاوزات لا يمكن السكوت عنها في السياق ذاته قال الناشط كريم الحيان من منطقة تارودانت والمشارك في الحركة الاحتجاجية أن الوضع الميداني يشهد احتقانا كبيرا لا يمكن التحكم فيه ومن الضروري أن تتدخل الهيئات الدولية لإنقاذ سكان الريف من البطش الذي تمارسه قوات القمع المغربية. وأضاف الحيان أنه يساند استقلال الجمهورية العربية الصحراوية عبر أراضيها المحتلة من نفس منظمة القمع التي تتولى تشديد الخناق على مواطني منطقة الريف.
ويشارإلى أن الحراك الشعبي في الحسيمة أو حراك الريف هو سلسلة من الاحتجاجات في مدينة الحسيمة في منطقة الريف منذ مقتل الشاب محسن فكري يوم 28 أكتوبر 2016 من أبرز قادة الحراك ناصر الزفزافي الذي اعتقل يوم 29 ماي 2017، وفي ليلة الثلاثاء 26 جوان 2018 تم الحكم على معتقلي الحراك بأحكام قاسية أكبرها السجن النافذ لمدة 20 سنة على ناصر الزفزافي وثلاثة آخرين. بالإضافة إلى أحكام أخرى على باقي المعتقلين السياسيين. يوم الجمعة 28 أكتوبر 2016 صادرت السلطات المحلية داخل ميناء مدينة الحسيمة سلعة الشاب محسن فكري، بحجة أن السمك الذي كان يبيعه ممنوع صيده، بعدما صادرت السلطات سلعته ورمت السمك في شاحنة الأزبال، وكخطوة احتجاجية صعد الشهيد محسن ورفاقه إلى شاحنة الأزبال لمنع عملية إتلاف السلعة، حسب شهود عيان فإن ممثل السلطة المسؤول عن العملية أعطى تعليمات بتشغيل آلة الطحن، مستعملا قولته الشهيرة: «طحن مّو» بالرغم من علمه لوجود الشباب هناك، وقد تمكّن أصدقاء محسن فكري من القفز والنجاة من الموت، إلا أنه لم يتمكّن من ذلك لأنه كان ممدداً داخل الآلة التي سحقته بسرعة كبيرة ولقي مصرعه في الحال في تلك الليلة بدأت وقفة في المدينة تزعمها الشاب ناصر الزفزافي وحاور فيها عدة مسؤولين، ناصر سيصبح لاحقا قائدا للحراك وناطقا باسمه، تأسست لجنة متابعة ملف محسن فكري في البداية لمتابعة سير التحقيق ونظمت عدة مسيرات في المدينة، مع مرور الوقت، تطورت اللجنة إلى لجنة للحراك الشعبي اشتملت على عدة مطالب اجتماعية واقتصادية. للتذكير جرت الحركة الاحتجاجية المشار إليها أعلاه احتفالا بذكرى معركة أنوال وهي معركة وقعت في 17 جويلية، 1921 بين الجيش الإسباني ومقاتلين من منطقة الريف .
وداد الحاج