الأولىالجزائر

المخزن وراء انهيار الاتحاد المغاربي

الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية الدكتور عمار سيغة لـ “الوسط:

الجزائر تسعى لتأسيس عهد جديد

تغليب المقاربة التنموية لدرء المخاطر والتهديدات

 

تسعى الجزائر لانشاء تكتل مغاربي جديد في ظل الجمود الذي شهده الاتحاد المغاربي التقليدي  منذ تأسيسه بسبب الاختراقات الخارجية، ومحاولة توظيف  بعض الدول الأعضاء لتنفيذ أجندات دخيلة لضرب استقرار المنطقة ، حيث اتفق رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظراءه من تونس وليبيا على عقد لقاءات كل ثلاثة أشهر، من أجل إعادة إحياء الاتحاد المغاربي. وتظهر هذه الخطوة المهمة التزام الدول الأعضاء بتعزيز التعاون فيما بينها في شتى المجالات، سيما في ظل المستجدات الدولية الراهنة والتحديات الأمنية التي تعيشها المنطقة، مما يفرض عليها إنشاء تكتل قوي للحد من تأثير الأزمات العالمية وتداعياتها على اقتصادات الدول الثلاث، والتي تستدعي تحصين البيت المغاربي وتمتينه من جديد وفق مصلحته.

 

التوصل إلى اندماج اقتصادي بين الدول

 

وفي هذا الشأن، اعتبر الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية الدكتور عمار سيغة، أن الجزائر تطمح لتأسيس عهد جديد وعلاقات متجددة تختلف عن ما اعتادت عليه من علاقات جوار، فحسب ليتعدى إلى علاقات اقتصادية بدءا من التعاون ما بين الدول الثلاث، ثم التكامل وصولا الى الاندماج الاقتصادي وهذا ما مأمول من خلال التأسيس لهذا التكتل الاقتصادي الجديد ،وأشار المتحدث الى أن انشاء مناطق التبادل الحر تمهد لتوحيد العملة وتوحيد الإجراءات القانونية والجمركية فيما يتعلق بتبادل السلع .

 

استخدام المغرب كأداة وظيفية لضرب الاستقرار

 

كما توقع الخبير الأمني عمار سيغة أنه سيتم ضم دول جوار أخرى تتشارك وتتقاطع في الرؤى مع الدول الثلاث (الجزائر، تونس وليبيا)، على رأسها دولة موريتانيا التي بإمكانها أن تكون أحد أعمدة هذا التكتل الثلاثي حسب رأيه ،مما سيسهم في تقوية العلاقات الاقتصادية بما يتماشى مع المصالح العليا للدول باعتبار أن كل الظروف اليوم مهيأة، حسب ما عبر عنه قادة الدول الثلاث ، بعكس ما كان يشهده التكتل التقليدي القديم من جمود بسبب دخول بعض الخلافات السياسية غير المجدية بين دول الجوار على رأسها مسألة قضية الصحراء الغربية، التي زادت من حدة التشنج و التوتر، ضف الى ذك التصرفات العدوانية المتكررة للملكة المغربية تجاه الجزائر ،ناهيك عن مسألة الاختراقات الخارجية وتوظيف  بعض الدول لتنفيذ أجندات في منطقة المغرب العربي وفي غرب افريقيا على العموم، وسبب ذلك يعود الى الاختراق الكيان الصهيوني لمنظومة المملكة المغربية وكيف تم استخدام المغرب كدولة وظيفية لإثارة المزيد من المشاكل والفوضى في الفضاء الإقليمي للمغرب العربي،  وقد تعدى للأسف هذا التوظيف الى محاولة زعزعة الاستقرار الاتحاد، يضيف عمار سيغة.

 

الجزائر تفتح أبوابها لموريتانيا

أما بخصوص التقارب اللافت بين الجزائر وموريتانيا خلال الآونة الأخيرة، أكد أنه يعكس مدى إمكانية أن تكون الجزائر بديلا حقيقيا لعلاقات اقتصادية مع موريتانيا التي وجدت في الجزائر السند والدعم، من خلال فتح معبر حدودي هام بين الجزائر وموريتانيا ،ومد طريق يربط بين تندوف ومنطقة زويرات والذي سيشكل شريانا اقتصاديا هاما بالنسبة لاقتصاد الجزائر وموريتانيا . مشيرا في ذات السياق، إلى توتر العلاقات بين موريتانيا وبين المملكة المغربية التي كانت أحد داعمي وممولي اقتصاد السوق الموريتانية، وذلك بسبب المواقف التي تبنتها موريتانيا وعلى رأسها مبدأ الحياد حيال قضية الصحراء الغربية وحتى لا تكون أداة طيعة في يد المملكة المغربية لتحريك مختلف التوترات واستغلال الظروف التي تمر بها المنطقة لضرب استقرار الجزائر. وأكد الدكتور عمار أن سلوكيات المملكة المغربية تترجم انزعاجها من التحرك الاقتصادي ووتيرة تصاعد استغلال الثروات الطبيعية في الصحراء، ودخول غار جبيلات حيز الاستغلال التي لا تزال تحتفظ بأطماعها التوسعية وأكاذيبها في أحقيتها في الصحراء، وهرطقات كثيرة تضاف الى سجل المملكة المغربية الحافل بالانتكاسات و الحافل بالهفوات والسقطات الدبلوماسية التي أفقدت هذا النظام كل الشرعية فيما يخص علاقاته البينية بين دول المغرب العربي وحتى في الفضاء الافريقي.

 

 

 

تغليب المقاربة التنموية لدرء المخاطر والتهديدات

 

من جهة أخرى ، يرى الدكتور عمار صيغة أن ما ميز الجزائر بصفتها قائدا وراعيا رسميا لهذا التكتل الجديد ،هو قدرتها على المبادرة لإيجاد تحالفات وتكتلات اقتصادية في فضاءها الجغرافي، وفي اطار دول الجوار التي تجمعها علاقات وميزات متشاركة، وكذلك وحدة الرؤى والموقف حيال مختلف القضايا التي يعرفها الفضاء الإقليمي للدول الثلاث والفضاء الدولي، و كذلك رغبة الجزائر في احتواء كل الأزمات الأمنية والتهديدات والمخاطر التي تعاني منها دول الجوار الإقليمي، سيما منها الجريمة المنظمة والإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية، والتي من شأنها أن تكون أحد الأهداف المسطرة من خلال بعث تكامل اقتصادي، وتغليب المقاربة التنموية في سبيل احتواء مختلف التهديدات، لذلك فان تغليب المقاربة التنموية سيكون كفيلا لدرء جميع المخاطر و التهديدات التي تواجه المنطقة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى