أجمع المشاركون في الملتقى الدولي “نضال المرأة الجزائرية من ثورة التحرير إلى مسيرة التعمير” المنظم أمس السبت تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية بمناسبة ستينية الاستقلال، على الدور الفعال الذي لعبته المرأة خلال الثورة التحريرية إلى جانب أخيها الرجل من أجل الاستقلال والحرية، متطرقين إلى عينات يشهد عليها التاريخ وأعترف بها العدو قبل الصديق، معرجين على دور المرأة اليوم في قيادة سفينة البناء والتشييد، وذلك بفعل دعم الدولة الجزائرية لمكانة المرأة الجزائرية وترقيتها في مجتمعها.
أكد الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن خلال مداخلته الافتتاحية للملتقى الدولي حول نضال الـمرأة الجزائرية “من ثورة التحرير إلى مسيرة البناء والتعمير” إن الـمرأة الجزائرية أثبتت مكانتها في ساحة النضال والكفاح من أجل استقلال البلاد، وقدمت صورة مشرفة ورائعة عن وقوفها مع أخيها الرجل أمام همجية الاستعمار، استلهمت منها العديد من حركات التحرر عبر العالم تجاربها، خاصة في ظل الاعتراف الدولي بنضال المرأة الجزائرية، مؤكدا أن التاريخ يكشف أن الجزائر كانت درعا صلبا وحصنا منيعا للذود عن حمى الوطن ومحاربة كل أشكال التحقير والادلال عبر كافة مراحل التاريخ المعاصر فلا يزال التاريخ يحتفظ التاريخ بصور ومشاهد ناصعة رسمتها الـمجاهدة لالة فاطمة نسومر ورفيقاتها ممن سرن على دربهن من الـمجاهدات الثائرات ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم على غرار حسيبة بن بوعلي، فضيلة سعدان، مليكة قايد، وجميلات الجزائر: جميلة بوحيرد، وجميلة بوعزة، وجميلة بوباشا والقائمة طويلة من حرائر الجزائر اللواتي قمن ببعض العمليات الفدائية النوعية التي لم يكن بإمكان حتى الرجال القيام بها، حيث لعبت المرأة دور الفدائية والكاتبة والـموزعة لـمنشورات الثورة، وأيضا الـطبيبة والممرضة والـمداوية لـمصابي جيش التحرير والمجاهد والحاملة للسلاح الأمر الذي جعل مكانتها جلية خلال الثورة.
وبعد الاستقلال اكد الوزير ان الجزائر أعطت اهمية بالغة لدور المرأة من خلال العمل على ترقيتها وضمان حقوقها خاصة في ظل توفر الإرادة السياسية التي شجعت على تعزيز مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية، بالشكل الذي يستجيب لتطلعاتها، ويرقى إلى مستوى التضحيات التي قدمتها في سبيل الوطن وهي الارادة التي ترجمتها الدولة كمبادئ دستورية راسخة وتجسدت على أرض الميدان، حيث تجاوزت اليد العاملة النـسوية في بعض القطاعات نسبة 50 %، كقطاع الصحة، والتربية، والتعليم، كما تجاوز عـدد الطالبات فـي الجامعة عـدد الطلبة بكثــير، وحتى تلك الـمهن التي كانت، إلى وقت قريب، حكرا على الرجال، كأسلاك الأمن، والجمارك، والحماية الـمدنية، قد سجلت منحى تصاعديا في توظيف العنصر النسوي، وفتحت الباب أمامها لتولي الـمناصب القياديــة والـمسؤولية، والأمر كذلك فـي صفوف الجيش الوطني الشعبي، وسلك القضاء الذي عرف فيه العنصر النسوي حضورا لافتا في السنوات الأخيرة، وذلك بفعل حرص رئيس الجمهورية، عبد الـمجيد تبون، على إيلاء الـمرأة أهمية كبيرة ضمن برنامجه، الذي تعمل الحكومة على تطبيقه، حيث التزم بمواصلة العمل على التمكين الإقتصادي للمرأة وتحسين وضعها، وتعزيز حقوقها وحمايتها من كل أشكال العنف، وإنشاء آليات لتعزيز المقاولاتية النسوية لا سيما في الـمناطق الريفية.
أكدت وزيرة التضامن كوثركريكو، في كلمتها الافتتاحية أن نضالات المرأة الجزائرية في سبيل استرجاع السيادة الوطنية وتحرير الوطن لا تنسى وهي واضحة للعيان من خلال مشاركة المرأة الجزائرية في كل مفاصل الثورة التحريرية إلى جانب أخيها الرجل وهي اليوم تشارك في بناء الجزائر الجديدة ضمن المشاركة والمساهمة الإيجابية، وعن الملقى، أكدت كريكو أن هذا الملتقى يعتبر صرحا جامعا لترسيخ وقفة تحية وعرفان لنضالات وتضحيات المرأة الجزائرية
كما أكد وزير المجاهدين العيد ربيقة خلال مداخلته في افتتاح الملتقى الدولي حول نضال الـمرأة الجزائرية “من ثورة التحرير إلى مسيرة البناء والتعمير” إن المرأة الجزائرية قطعت أشواطا طويلة أثبتت من خلالها قدراتها في شتى المجالات لما تجمعه من نضال، تميز وإبداع، بعدما كانت دائمة الحضور في معارك ثورة التحرير الوطنية وكانت دائما جنب الرجل في سبيل الاستقلال ولم يقتصر دورها على تربية رجال أشداء بل كانت سيدة مؤمنة بالقضية وخلدت اسمها في سجل الخلود، حيث دونت حضورها خارج الوطن في مؤتمرات للتعريف بالثورة الجزائرية وكانت رمزا للتضحية من أجل الوطن، وأصبحت المرأة الجزائرية اليوم تساهم في صنع مستقبل الوطن من خلال مسيرة البناء والتعمير، من خلال تميزها وأدائها لواجبها وتمثيلها للجزائر أحسن تمثيل في كافة النشاطات الاقتصادية والعلمية، الرياضية والثقافية.
أشادت هيفاء شاكر محمد زاكي أبو غزالة الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، على الدور الكبير الذي لعبته نساء الجزائر إبان الثورة التحريرية ودورهن الإيجابي في استرجاع السيادة الوطنية من خلال ما قدموه للثورة، ـ فالجميع يشهد لنساء الجزائر أنها تجندت وتدربت على أساليب الحرب وحمل السلاح، إلى جانب أخيها الرجل ضد الاستعمار الفرنسي.