إقتصاد

المستثمرات الكبرى لتربية الأبقار تهدد المربين الصغار

علامات استفهام حول استقرار سعر الحليب، منصور عيسى:

تخوّف الخبير الفلاحي عيسى منصور على مصير شعبة الحليب مع إنشاء المستثمرات الكبرى لتربية الأبقار الحلوب عبر الجنوب ( مستثمرات ذات 10000 رأس)، مؤكدا أن ذلك سيكون له حتما انعكاسات سلبية على المربين الصغار وعلى شعبة الحليب ككل، وكذلك على الأسعار، خاصة أن هكذا تجربة فشلت في تسييرها الصين لتعود إلى تجربة المستثمرات المتوسطة.

وتساءل الخبير الفلاحي في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، عن مصير المربين الصغار الذين يملكون رؤوس أبقار حلوب ما بين 2 إلى 8 بقرات، خاصة أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة والذين ينتجون حاليا رغم المشاكل والصعوبات الكبيرة وانعدام المرافقة التقنية أكثر من 3.5 مليار لتر حليب سنويا منها 2.5 مليار لتر من حليب البقر سنويا، متسائلا إن كان هؤلاء يستطيعون منافسة المربين الكبار؟ وما هو مصيرهم ومصير إنتاجهم ؟!

كما طرح منصور عيسى إشكالية أخرى تتعلق بتكاليف إنتاج الحليب في الجنوب التي ستكون باهظة جدا نظرا للعوامل الصعبة التي تمتاز بها مناطق الجنوب، متسائلا عن انعكاسات ذلك على الأسعار وإن كان سعر بيع الحليب بـ 50 دينار (36 دج ثمن بيعه للملبنات و 14 دج دعم الدولة للمنتجين) من شأنه أن يرضي هؤلاء المربين الكبار، وإن كان بإمكان هذا السعر أن يغطي تكاليفهم ويعطيهم هامش من الربح المطلوب، بالمقابل في حالة عدم الرضا حول ذلك فإن استمرار دعم سعر الحليب ( 25 دج) سيكلف الجهات الرسمية رصد أموال كبيرة جدا لدعم شراء الحليب من هؤلاء، وهذا ما سيعيد الأمر لنقطة الصفر، فما مدى نجاعة هذه المشاريع إن كان انتاجها ” الوفير ” لا يضمن ديمومة دعم هذه المادة الحيوية إلا بمضاعفة مبالغ الدعم، ما عدا إن كان في نية السلطات التخلي عن دعم هذه المادة.

من جهة ثانية استشهد بالتجربة الصينية فرغم أن دولة الصين أكبر مستهلك للحليب في العالم تبنت مثل هذه المستثمرات ولكنها بصدد التراجع عنها لصعوبة تسييرها والصينيون يفكرون حاليا و بجدية للرجوع إلى المستثمرات المتوسطة ذات 350 بقرة حلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى