أقلام

المغرب.. من صناعة الهجرة إلى تحويلها لحق “وطني” !!

بالعودة إلى الأرشيف نجد بأن الحسن الثاني، ملك المغرب، هو أول من تنبه لأهمية الهجرة، وبأنه لا ينبغي أن نفرق بين الخيط الأبيض من الأسود،عند التفكير في تطوير الهجرة،وتحويلها إلي موضوع سياسي، وربما إلى “حق وطني”، لكل مواطن مغربي. ومنذ ذلك الوقت يتم الحديث عن ما يعرف ب: (مغاربة العالم)، والترويج للدعاية التي تصور المغرب بأنه: “حارس أوروبا”،الذي لا ينام !!

وعلي الدوام. كان النظام المغربي على استعداد لدفع التكلفة البشرية لتلك التجربة المميته من أبناء الشعب المغربي الذي يسهل تعويضه؛ خاصة، أن البلد يتوفر على خزان بشري، يعرف باسم: (المغرب  غيرالنافع).

وعلي مدار العقود الأخيرة، كان الأفارقة الذين يتم استقدامهم على متن طائرات الخطوط الجوية المغربية، بالإضافة إلى المغاربة، هم العصا البشرية التي يستخدمها المخزن لأغراض سلمية وغير سلمية، للضغط على الأوروبيين بهدف مسايرته في مواضيع كثيرة على رأسها، قضية الصحراء الغربية.

ومنذ تولي محمد السادس الحكم، خضعت كل سياسات هذا البلد المترنح للمزاجية والانفعال والمغامرات نتيجة الأوضاع القهرية التي لم ينفع لها علاج. في هذا الخضم تعرضت أسبانيا، ومن وراءها الاتحاد الأوروبي، إلى عدوان بشري بعد أن تعمد المغرب إغراق الشواطئ الإسبانية بالمهاجرين.

الدلالة الكبرى لهذا العدوان، هي أن إسبانيا اضطرت إلى استدعاء قواتها المسلحة لدرء العدوان المغربي على وشاطئيها.

كل ما تم القيام به -حتى الآن- على المستوى الأوروبي، يؤكد بأن الجانب المغربي قد أصيب في مقتل بعد خيبة أمله في توظيف ورقة الهجرة بهذه الطريقة الفاضحة والمكشوفة.

الاستنفار الأوروبي، الذي تم على مستوى المؤسسات، قد يؤدي إلى إلغاء اتفاقية أفقرت الشعوب الأوروبية، دون نتيجة، وربما تؤدي بهم إلى تبني خطط جديدة لإدارة الصراع مع جار لا يفهم غير منطق القوة، بما في ذلك، الاستفادة من استعمال حق الشعب الصحراوي في حمل السلاح، للدفاع عن حقوقه المشروعة، في درء النوايا المغربية المتهورة من الخلف، خاصة، وأن إسبانيا تربطها علاقات متشعبة بالشعب الصحراوي، الذي يحمل أغلبه جنسيتها.

بقلم:أزعور إبراهيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى