
في استخفافٍ تجاوز كل حدود الاستهانة بمسمّى “رعاياه” أو “شعبه العزيز” كما يحلو له أن يسميه، رفع ملك المغرب سقف السخرية والتلاعب والاستعباد إلى عنان السماء، بعدما كانت سياسة مخزنه مقتصرة على تمييع ما فوق الأرض، فإذا بحماقة القصر الملكي تقفز إلى شعائر الله، جاعلةً منها طربوشًا للملك، إن شاء ثبّته وإن شاء خلعه.
آخر “اختراعات”، أو بالأحرى صدمات، مملكة الحشيش تمثلت في جرأة القصر على شعائر الله، حيث أصدر الديوان الملكي، وبناءً على أوامر محمد السادس، مرسومًا بإلغاء شعيرة أضحية عيد الأضحى، ليكتفي الشعب المغربي المقهور بالاحتفال بذبيحة الملك، التي ستنوب عنهم في أضحاهم.
وتحت ذريعة الجفاف الذي أضرّ بالأغنام ولم يضرّ بالحشيش والقنب الهندي، أهدى المخزن لشعب المملكة، عشية رمضان، إلغاءَ شعيرةٍ من شعائر الله، وكأنما لا دين إلا “دين الملك”.
الملاحظ في ردود فعل الشعب المغربي أن العلة لم تعد في تعفّن النظام فحسب، بل في شعبٍ رضِي حتى بالتصرّف في دينه. وفي انتظار إلغاء الصلاة، والإعفاء من الحج، والتخفيف من الصوم، فإن ملك المغرب يقول لرعاياه بكل وضوح: لا دين، ولا شرع، ولا شريعة إلا ما يقرره الملك. وحقًّا، لله في مملكة الحشيش شؤون وشؤون.