إقتصادالأولى

المواقف الدولية تتطابق عندما تلتقي المصالح

الأستاذ الدكتور رابح لعروسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر3 لـ”الوسط”:
المواقف الدولية تتطابق عندما تلتقي المصالح
الأزمة في مالي أنعشت النشاط الإرهابي في المنطقة

دافعت الجزائر من أجل تعزيز التعاون الوثيق بين الدول الإفريقية في مجال مكافحة الإرهاب، خلال مشاركتها في القمة الاستثنائية لدول الاتحاد الإفريقي المنعقدة بـ ” مالابو ” عاصمة غينيا الاستوائية وتضمن التقرير المقدم اقتراحات عملية للتصدي لظاهرة الإرهاب، ولمعرفة ماهية و أبعاد الرؤية الجزائرية لتعزيز الأمن الإفريقي في هذا المجال حاورت “جريدة الوسط” الأستاذ الدكتور رابح لعروسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر3 و كان هذا الحوار.

هدى سعفان

ماهي أبعاد الرؤية الجزائرية لتعزيز الأمن الإفريقي لمكافحة الإرهاب؟

الجزائر من الدول التي ساهمت في تطوير الأطر الإفريقية لمكافحة الإرهاب وتدخل مبادرة الجزائر ضمن سياق إعداد وصياغة إستراتيجية افريقية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وهذا يدخل في إطار تعزيز مقترحات التعاون التي تقدمت بها الجزائر والمستمدة من تجربتها الطويلة في محاربة الإرهاب حيث استعملت كل القوة الإستراتيجية لمحاربته، وكانت مرافعة الجزائر من اجل قيام تعاون بين دول الاتحاد الإفريقي لمكافحة ظاهرة الإرهاب المستنبطة من التجربة الوطنية الرائدة والناجعة في هذا الميدان على مدار عشرية كاملة.

كيف تستطيع الجزائر تثبيت رؤيتها الإستراتيجية وتطبيقها على الواقع في ظل النزاعات التي يشهدها العالم؟

الجزائر تحتاج إلى دعم من قبل المجموعة الدولية على مستوى الأمم المتحدة خصوصا و نحن نشهد اليوم متغيرات جديدة على الساحة الدولية تتشابك فيها المصالح و لاخيار أمام إفريقيا سوى أن تكون كتلة واحدة و أن تتحدث لهذا العالم بصوت واحد فالإتحاد الإفريقي تبنى كذلك اقتراحا تقدمت به الجزائر خلال قمة ” مالابو “و يتضمن إنشاء “وكالة افريقية للشئون الإنسانية” بهدف توحيد الجهود و التضامن خلال الكوارث الطبيعية و هو الأمر الذي يعتبر فكرة مبتكرة و خطوة إضافية لتعزيز التعاون و روح التضامن،فالتقرير المرفوع إلى أشغال قمة “مالابو” هو بمثابة خارطة الطريق لمستقبل المسعى الإفريقي المشترك في مجال التصدي لظاهرة الإرهاب في القارة الإفريقية.

ماهي الطريقة التي يجب اعتمادها لتعاطي ظاهرة الإرهاب التي تهدد استقرار افريقيا؟

يجب تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب إلا أن تقرير الجزائر يعتبر إضافة كبيرة للعمل الإفريقي المشترك في مجال التعاطي بجدية وحزم مع الظاهرة الإرهابية التي تجتاح عديد الدول الإفريقية وتعرقل مجهود التنمية في القارة.

ما مدى تحكم الجزائر في مواجهة النزاعات الإقليمية من خلال السياسة الخارجية المنتهجة؟

الجزائر كانت ولا تزال تتمسك بالمبادئ الصلبة للسياسة الخارجية سيما عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفي المقابل ترافع الجزائر دوما للمقاربة السياسية والتي تقوم أساسا على مبدأ الحوار السياسي والابتعاد عن لغة السلاح وما اتفاق المصالحة الموقع في الجزائر بين فرقاء مالي سوى دليل على الطرح الجزائري و لكن بتفاقم الأزمة في مالي من جديد سيما بعد الانقلاب العسكري السنة الماضية، وإعلان بداية الانسحاب للجنود الفرنسيون تصبح التداعيات بالنسبة إلى منطقة الساحل وسيما البلدان المجاورة أشدّ سوءاً وخطرا،في ظل تزايد حدة العوامل المخلّة بالأمن التي تنطلق من شمال مالي،وبالرغم من الدور الجزائري والإقليمي وحتى الدولي في محاولة إخماد نار الفتنة والحد من الفوضى في مالي، إلا أنها لم تفضي إلى بناء استقرار دائم، في غياب حلول حقيقية طويلة الأمد.

ماهي تداعيات أزمة مالي على بلدان الساحل؟

إن تعاظم الأزمة في مالي سيزيد من حدّة التأثيرات الأمنية وتداعياتها على بلدان الساحل، وهي أكثر وقعا وحضورا،فالأزمة في مالي أنعشت من جديد النشاط الإرهابي في المنطقة، والأخطر ان تصبح مالي نقطة انطلاق للإرهابيين، أو وجهة نهائية لنشاطه،و من ناحية أخرى فإن عدم الاستقرار في مالي أفسح المجال للجريمة المنظمة أمام المهرّبين للتحرك والانخراط في الشبكات الإقليمية والعالمية للاتجار غير المشروع بالمخدرات والأسلحة والبضائع والأشخاص.

كيف تقيمون المواقف الدولية جراء هذا الصراع؟

المواقف الدولية تتطابق لما تلتقي المصالح وهذا ما يعرفه العالم اليوم من تحولات كبيرة في خضم العمليات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا وهي اللغة المتفق عليها في ظل كل هذه الصراعات التي تعيشها الدول حاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى