
الملاحظ ذلك التدافع الغربي من طرف حكام الدول الأوربية لتهنئة المسلمين بشهر رمضان الكريم، يكاد أن يجزم، أن أوربا وكذا أمريكا، فيهما من الإنسانية ما فيهما من حقوق التعايش، ما يرسخ أن العالم يعيش زمن المدينة الأفلاطونية الفاضلة، فمن تهنئة الرئيس الفرنسي إلى رؤساء كندا والدنمارك وبريطانيا وايطاليا، ناهيك عن خرجة “جون بايدن” فإن لسان حال الجميع، أن الحضارة الغربية، متفهمة للمسلمين وتحترم شعائرهم ودينهم، فيما الحقيقة التي نراها في “غزة”، تستصرخ ضميرا عالميا لوقف المذبحة، كما تعري كل ذلك النفاق الغربي وذلك التلاعب المفضوح ليس فقط بشعائر المسلمين ولكن بحياتهم ووجودهم..
ما هو ثابت في درجة النفاق الذي انتهى إليه العالم، أن من قتلوا القتيل في غزة لخمسة أشهر من مذبحة فاتورتها ثلاثين ألف ضحية، هم من يتاجرون عشية رمضان، بالرحمة والسماحة والأخلاق، ليوهموا المسلمين بتعاطفهم واحترامهم لدينهم، ولنا أن نتصور مفارقة النفاق الخرافي، في حضارة الجزار الذي يذبح فريسته ثم يتباكى على طهيها..
مجمل الكلام ونتيجته، أن لعبة دموع التماسيح بشكلها المعولم، تجاوزها الزمن، ودماء غزة المنتهكة، لم تترك لأحد فرصة لكي يخدع المسلمين، فمن قتل وجوع ودمر غزة، ليس كيانا صهيونا، ولكنها حرب دينية، شجعها ومولها وحصنها الغرب وأمريكا، وأي كلام عن تهاني وتعايش وتعاطف بين الغرب والمسلمين، مجرد لعبة جزار يتباكى على فريسته التي رمى بها إلى حطب الطبخ، ليذرف على لهبها دموع التماسيح باسم حضارة التسامح الوهمية..