
- بقلم الدكتورة لوني فريدة /جامعة البويرة
يعتبر التعليم عن بعد والمعروف أيضا بـالتعليم الالكتروني ويسمى بالانجليزية ( Distance Learning) أحد طرق التعليم الحديثة نسبيًا، ويعتمد مفهومه الأساسي على وجود المتعلم في مكان يختلف عن مصدر التعليم الذي قد يكون الكتاب أو المعلم أو حتى مجموعة الدارسين، كما يعرف بأنه نقل برنامج تعليمي من موضعه في حرم مؤسسة تعليمية ما إلى أماكن متفرقة جغرافيًا، ويهدف هذا النظام إلى جذب طلاب لا يستطيعون تحت الظروف العادية الاستمرار في برنامج تعليمي تقليدي.وكان هذا النظام يعتمد على دورات بالمراسلة حيث يتراسل الطالب مع المدرسة عبر البريد، أما اليوم فيتضمن التعليم عبر الأنترنت، وكان هناك خطأ شائع في اعتبار أن التعليم عن بعد هو مرادف للتعليم عبر الإنترنت، وفي واقع الأمر فإن التعليم من خلال الانترنيت هو أحد وسائل التعليم عن بعد، ولكن نظرا لانتشاره أولا فإنه اعتبر في أحيان كثيرة مرادفا للتعلم عن بعد، يتم استخدام عدد من المصطلحات الأخرى للتعبير عن التعليم عن بعد مثل: التعلم الموزع والتعليم الالكتروني والتعليم عبر الهاتف المحمول، والتعليم عبر الإنترنت، والفصول الدراسية الافتراضية. وقد كانت جامعة لندن هي أول جامعة تقدم شهادات التعلم عن بعد ، وأنشأت برنامجها الخارجي في عام 1858، وتكمن خلفية هذا الابتكار في حقيقة أن المؤسسة كانت غير طائفية والتي عُرفت لاحقًا باسم يونيفير سيتي كوليدج لندن ، ونظرًا لكثافة المنافسات الدينية في ذلك الوقت، فإنه سرعان ما اختصرت المسألة في تحديد المؤسسات التي تتمتع بصلاحيات منح الشهادات والمؤسسات التي لا تتمتع بصلاحيات.
تجارب مختلفة
بدأ التعليم عن بعد من خلال بعض الجامعات الأوربية والأمريكية في أواخر السبعينات، والتي كانت تقوم بإرسال مواد تعليم مختلفة من خلال البريد للطالب، وكانت هذه المواد تشمل الكتب، شرائط التسجيل وشرائط الفيديو، حيث كان الطالب بدوره يقوم بإرسال فروضه الدراسية باستخدام نفس الطريقة، وكانت هذه الجامعات تشترط حضور الطالب بنفسه لمقر الجامعة لأداء الاختبار النهائي الذي بموجبة يتم منح الشهادة للطالب.ثم تطور الأمر في أواخر الثمانينات ليتم من خلال قنوات الكابل والقنوات التليفزيونية وكانت شبكة الأخبار البريطانية رائدة في هذا المجال، وفي أوائل التسعينات ظهرت الانترنت بقوة كوسيلة اتصال بديلة سريعة وسهلة ليحل محل البريد العادي في إرسال المواد الخفيفة والفروض.
في أواخر التسعينات وأوائل القرن الحالي ظهرت المواقع التي تقدم خدمة متكاملة للتعليم عن طريق الويب، وهي الخدمة التي شملت المحتوى للتعليم الذاتي بالإضافة لإمكانيات التواصل والتشارك مع زملاء الدراسة من خلال ذات الموقع أو البريد الإلكتروني، وحديثا ظهرت الفصول التفاعلية التي تسمح للمعلم أو المحاضر أن يلقي دروسه مباشرة على عشرات الطلاب في جميع أنحاء العالم دون التقيد بالمكان بل وتطورت هذه الأدوات لتسمح بمشاركة الطلاب بالحوار والمداخلة.يهدف التعليم عن بعد إلى الإسهام في رفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع وسد النقص في أعضاء هيئة التدريس والمدربين المؤهلين في بعض المجالات كما يعمل على تلاشي ضعف الإمكانيات، وكذا العمل على توفير مصادر تعليمية متنوعة ومتعددة مما يساعد على تقليل الفروق الفردية بين المتدربين وذلك من خلال دعم المؤسسات التدريبية بوسائط وتقنيات تعليم متنوعة وتفاعلية إضافة إلى خلق فرص وظيفية أعلى لمن فاته التعليم المنتظم ممن هو على رأس العمل حتى يكون مفيدا.
يعتبر ظهور الإنترنت هو السبب الأساسي في ظهور هذا النوع من التعليم، فالتعلم هذه الأيام لا يقتصر على التعليم الأكاديمي فقط، ولكن هناك العديد من الطرق التي يُمكن الدراسة بها والحصول على شهادة بدون التسجيل في جامعة مُحددة، كما أن هناك العديد من الفُرص أيضا للتسجيل في جامعات في دول مختلفة والحصول على شهادات في أكثر من مجال، كل ذلك بفضل الدراسة عن بعد.
إيجابيات وسلبيات
لهذا النظام عدة إيجابيات من أهمها المرونة فلم ينجح نظام الدراسة أو التعليم عن بُعد بدون سبب، ولكن لأنه يُقابل احتياجات الكثير من الطُلاب حول العالم، ولعل سر نجاحه يكمن في ذلك، فأي شخص يستطيع التسجيل في دورة تعليمية في أي جامعة في العالم من مكانه، فمثلا هناك الكثير من الأشخاص يعملون ويرغبون في إتماما الدراسة بالتزامن مع العمل؛ والتعليم عن بعد يُتيح لهم ذلك، كما أنه مناسب أيضا لمن لا يستطيعون السفر سواء لعدم القدرة المادية أو المالية، والأكثر من كل ذلك أنه مفيد للكبار أيضا ممن لم يستطيعون الحصول على القدر الكافي من التعليم في الصغر أو يرغبون في تطوير ذاتهم. كل هؤلاء يمنحهم التعليم عن بعد فُرصة لتعلم أشياء جديدة وفقا لجداولهم الزمنية وظروفهم.وكذلك عدم الحاجة للتنقل باعتبار أن الكثير من الظروف قد تمنع أي شخص ليس فقط من السفر من دولة لدولة، ولكن ربما من التنقل داخل دولته كم هو الحال في ظل جائحة كورونا، فقد أدت جائحة كوفيد 19 إلى صعوبات اقتصادية، نتيجة لفرض حالة طوارئ وفرض تعليمات السلامة والحد من تنقلات الأشخاص سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
فبعد مرور عدة أشهر على تصاعد أزمة جائحة كوفيد 19 ودخول العالم في حالة حظر شامل من غلق للمطارات، وتعطيل معظم الأنشطة الاقتصادية والحياتية، من أجل الحد من انتشار هذا الفيروس القاتل، سادت حالة من الارتباك الدولي سواء من حيث تحليل تلك الجائحة أو وضع آليات للتعامل معها لذلك فالتعليم عن بعد هو السبيل الأمثل للتعلم في المنزل، و هذا الأمر قد يكون مناسب للطلبة الذي لا يستطيعون تحمل نفقات السفر، أو الزوجات والأمهات اللاتي يُردن استكمال مسيرتهن التعليمية وفي الوقت ذاته التواجد مع أسرهن، بشكل أو بآخر يوفر التعليم عن بعد اختيار رائع لمن يصعب عليهم الانتقال بهدف الدراسة خاصة في ظل هذه الجائحة التي فرضت التباعد الاجتماعي.
كما أن التعليم أو الدراسة عن بعد توفر الكثير من مصاريف الدراسة التقليدية، فربما توفر الكثير من الجامعات منح مجانية للدراسة للطلبة، ولكن بقية التكاليف تنقسم بين السكن والمواصلات وشراء احتياجات الدراسة والذهاب باستمرار لحضور المحاضرات، كل هذه المتطلبات تختفي مع التعليم عن بُعد، فكل ما تحتاجه هو الكمبيوتر والإنترنت وتكون متصلا مع دراستك.
إن التحكم في الوقت عموما من أبرز مميزات التعليم عن بُعد، فالتعليم التقليدي يُحتم استهلاك الكثير من الوقت للذهاب والعودة وربما البقاء في الجامعة لانتظار بدء المحاضرات، أما التعليم عن بُعد فيُساعد على تقسيم اليوم حسب مواعيدك والأشياء التي تُريد إنجازها، كما يُساعد هذا الطلاب وحتى أي شخص يرغب في التعلم على توفير الوقت وإنجاز الكثير من الأشياء بالتزامن.
تختلف المهارات الفردية لكل شخص وفي الكثير من الأحيان قد يُعاني بعض الأشخاص من فكرة التعلم وسط مجموعة، لذلك فالتعلم عن بُعد قد يكون مُفيدا للبعض لإظهار مهاراتهم الفردية، كما أنه يُساعد على الاعتماد على النفس والبحث عن المعلومة من خلال مصادر مختلفة.
إن التعلم عن بُعد يمنح القدرة على التعامل مع وسائل تكنولوجية مختلفة قد لا يتعامل معها بنفس الطريقة من خلال التعليم التقليدي، فالمُتعلم من خلال الإنترنت يبدأ في التأقلم مع أدوات التعليم عن بُعد ومع الاستمرارية يُصبح متقنا لاستخدام هذه الأدوات و يجعله متميزا في مجاله.
يفتح التعلم عن بُعد آفاقا جديدة لتعلم لغات مختلفة، فعند التسجيل في جامعة أو دروس أونلاين سيدرس المتعلم بلغة هذه البلد أو الجامعة وبالتالي سيتعلم هذه اللغة، مما يجعله مُتميزا لأنه سيكتسب لغة مختلفة عن لغته الأصلية، وفي كل مرة يتعلم يُمكنه التعلم بلغة جديدة ليُتقنها، البعض قد يرى هذا عيبا لأن الطلاب يجدون صعوبة في التعلم بلغة مختلفة عن لغتهم ولكن اكتساب لغات جديدة سيكون دائما ميزة مهمة.
أما عن سلبيات الدراسة عن بعد خاصة في ظل جائحة كوفيد 19 فهو أن هذا النوع من التعليم يعتمد على الانترنيت خصوصا، وفي الدول النامية ومنها الجزائر هناك الكثير من المناطق التي لا تحتوي على تغطية أو شبكة انترنيت ويطلق عليها اسم مناطق الظل، وبالتالي فإن الكثير من الطلبة لن يتمكنوا من التعلم عن بعد، وحتى وإن كانت هناك تغطية فهي ضعيفة ومتقطعة، كما أن الظروف المعيشية الصعبة تحول دون حصولهم على وسائل التعليم عن بعد مثل الحاسوب والهواتف النقالة الذكية والتابلات والآيباد…الخ، سواء بالنسبة للطلبة أو حتى الأساتذة، كما أن تكلفة الانترنيت ليست في متناول الجميع بسبب أخذ هذه الفئة بعين الاعتبار في تخفيضات ثمن الانترنيت مقارنة بباقي القطاعات كقطاع التربية والأمن، ويبقى للأسف قطاع التعليم العالي والبحث العلمي مهمشا في هذه المسألة بالرغم من أنه بأمس الحاجة لشبكة الانترنيت للقيام بالبحوث العلمية.
جهل بالطريقة
كما أن الكثير من الطلبة يجهلون طريقة القيام بهذه الطريقة التعليمية نظرا لعدم القيام بدورات تدريبية لتوجيه الأساتذة والطلاب على حد سواء، بطريقة إلقاء الدروس عن بعد أو وضعها في الأرضية الرقمية خاصة في الجامعات الجزائرية، حيث لاحظنا معاناة كل من الطلبة وحتى الأساتذة في الولوج للأرضية الرقمية لوضع الدروس أو تحميلها في ظل الظروف الاستثنائية التي عاشتها الجزائر على غرار باقي الدول بسبب جائحة كوفيد 19 سواء للأسباب السالفة الذكر أو لضعف التكوين في هذا المجال.
إن عدم وجود تفاعل بين الطالب والمعلم، هذا التفاعل بين الطلاب والمُعلم أو بين الطلاب وبعضهم البعض بسبب أسئلة الطلبة أو المناقشات العلمية يجعل العملية التعليمية أعمق وأكثر تأثيرا، ولكن بالرغم من وجود التكنولوجيا الحديثة التي جعلت الأمر أسهل ليستطيع أي طالب حضور المحاضرات أونلاين، مازال هناك جزء أو حاجز يجعل التفاعل الواقعي بين الأشخاص أكثر أهمية.
على الرغم من الفُرص المتعددة التي فتحها التعليم عن بعد للعديد من الأشخاص حول العالم، إلا أن هذا التعليم الإلكتروني أو عن بُعد لا يصلح مثلا للتعليم العملي الذي يحتاج لتدريب الطلبة عمليا، فمثلا الكليات العلمية مثل الطب أو الهندسة أو الصيدلة أو الفنون مثل الرسم والنحت، لا تحتاج لدراسة نظرية فقط ولكن تطبيق عملي توفره الجامعات من خلال إمكانيات أكبر مثل المعامل والورش وهكذا، كما أن التعليم الصناعي أيضا والزراعي لا يُمكن أن يكون عن بُعد.
الأشخاص الذي لا يستطيعون تقسيم وقتهم أو إلزام أنفسهم بواجبات مُعينة، يجدون صعوبة في الالتزام في عملية التعليم عن بُعد، فالتعليم التقليدي قد يُلزمك بشكل لا إرادي على الحضور والمواظبة، ولكن في التعليم عن بُعد أنت المسئول عن نفسك وهذا قد يكون مُشتت للبعض ولا يستطيعون الاستفادة بالشكل الصحيح.
الاعتراف بشهادات التعلم عن بعد
بالرغم من أن الكثير من الجامعات وحتى أماكن العمل في الوقت الحالي تعترف بشهادات التعليم عن بُعد خاصةً إذا كان من جامعة موثوق فيها، إلا أنه من عيوب هذا النظام إلى يومنا هذا أن الكثير من الأماكن أيضا لا تعترف به كتعليم أكاديمي، لذلك يجب التأكد من توثيق الشهادة أو التسجيل في جامعات مشهورة ومُعترف بها.
إن الوجود في مجموعات دراسية قد يُفيد أيضا من حيث تبادل الخبرات والتواصل وتبادل الثقافات أيضا، ولكن التعليم عن بُعد قد يحرم الطلاب من هذه الميزة، حيث أنه في بعض الأحيان قد يتواصل الطلاب من خلال الإنترنت ولكن وجودهم الفعلي في نفس المكان أمر مختلف يُنمي مهاراتهم الاجتماعية ويُحثهم على المشاركة بشكل فعّال.
وأخيرا وليس آخرا، الدراسة عن بُعد اختيار مُميز لمن يعرفون كيف يستغلون مميزاتها، فمن خلال هذا النظام يُمكنك تعلم آلاف المجالات والتواصل مع جامعات ومنح ربما لا تستطيع الوصول لها بالشكل التقليدي، ولكن بالمقابل يجب توفير الإمكانيات اللازمة للقيام بهذه العملية على أكمل وجه، وكذا فتح المجال أمام هذا النوع من التعليم عن طريق التعريف به في مختلف وسائل الإعلام.
حالة من الصدمة والإرباك
لقد جعلت جائحة كوفيد19 المؤسسات الجامعية بحالة من الصدمة والإرباك جعلتهم يكتشفون مدى تقصيرهم وضعفهم في مواكبة تكنولوجيا التعليم، فبينما كان خبراء علم الفيروسات يحاولون إنتاج مصلٍ يقتل أو يوقف الجائحة عند حدها، كانت المؤسسات الجامعية والأساتذة والطلبة يتخبطون في تجريب التطبيقات التعليمية لممارسة التعليم الالكتروني.
هنا بدأت تتكشف العيوب لكثير من البرامج بحسب وجهة نظر البعض، التي كانت تستخدم في السنوات السابقة ويتفاخر بها أصحاب تلك المؤسسات، لذا لجأ بعض الأساتذة باجتهاداتهم الشخصية لاستخدام اليوتيوب حيث يكاد لا يسمع صوتهم، وآخرون يستخدمون الفايسبوك و الواتس آب في التواصل مع الطلبة من خلال إنشاء مجموعات لكل فصولهم، مما جعل بعض الأساتذة يكتشفون حجم التورط الذي وضعوا أنفسهم به بسبب الإزعاج وفقدان الخصوصية.
كل ذلك هي جهود فردية يشكرون عليها ولكن كل هذه التجارب التي عانى منها الأساتذة والطلبة كان يمكن تفادي الوقوع بها بمزيدٍ من الاستعداد والتمكين لمستقبل التعليم، ويشتكي بعض الأساتذة من سلوك الطلبة عند استخدام الحصص الافتراضية المباشرة عندما قام بعض الطلبة بحذف زملائهم وحتى أساتذتهم، فتخيلوا فصول افتراضية بتطبيقات تعليمية حديثة من غير أستاذ.
المشكل في البرامج أم العقول
ربما ليست المشكلة في البرامج بقدر ما هي في العقول التي تتعامل مع هذه البرامج والتطبيقات بطريقة عشوائية تفتقر إلى الخبرة والكفاءة، هذه التجربة أظهرت الضعف الذي تعاني منه الجامعات الجزائرية وبعض العاملين عليها في مجال متابعة التطور التكنولوجي في التعليم، وقد أظهر بلا شك مدى تقصيرهم في إعداد أستاذ المستقبل فضلاً عن إعداد جيل المستقبل، لذلك يمكن تقديم مجموعة من الاقتراحات أهمها:
– التطور السريع في المعايير القياسية العالمية، مما يتطلب إجراء تعديلات كثيرة في المقررات الالكترونية.
– عدم وجود وعي كاف لأفراد المجتمع بهذا النوع من التعليم، لذلك يجب التوعية بأهميته عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية منها والسمعية.
– الخصوصية والسرية حتى لا يكون هناك اختراق للمحتويات والامتحانات.
– وضع فريق خاص بالإعلام الآلي في كل الجامعات وعلى مستوى كل الكليات والمعاهد لتكوين الأساتذة والطلبة في هذا النوع من التعليم والقيام بدورات تدريبية في هذا المجال، والتشجيع على استعماله لمواجهة الظروف الاستثنائية على غرار جائحة كوفيد19، خاصة وأن الجامعات الأجنبية في الدول المتقدمة قد قطعت أشواطا في هذا المجال، ولما لا العمل على الاستفادة من تجاربها لتطوير التعليم الالكتروني في الجامعات الجزائرية.