
في انقلاب لم يشمل فقط تعطيل القوانين وإزاحة الشرعية الدستورية بجمهورية مالي، ولكن تعداه للإنقلاب على استقرار الشعب وكذا دول الجوار، لا زالت الكمشة العسكرية التي سطت على الحكم، تتلاعب بمصير ملايين الماليين وخاصة مع التطورات الأخيرة التي إنقلب فيها مجلس العسكر على قرارات سلام، كانت الجزائر قد ساهمت فيها ورعتها، قبل سنوات، لإنقاذ الشعب المالي من شبح الحرب الأهلية، لكن مع كمشة العسكر الجديدة، وما فعلته من إلغاء للاتفاقيات الموقع بين أطراف الصراع الداخلي، فإن الغد مفتوح على كافة احتمالات التعفين..
مغامرة عساكر المالي بالانقلاب على كل ما سبق من اتفاقيات، لم تأت صدفة، كما أن ابعادها أكبر من قرار داخلي، ولكنه مؤامرة مغربية اماراتية بأيادي انقلابية والهدف ليس فقط استقرار الشعب المالي ولكن تهديد الاستقرار في دول الجزائر، وهي الغاية من كل تلك المخططات، لذلك فإن اللعبة القذرة التي يقودها عساكر مالي، لعبة ضد محيط جغرافي كامل، وليست فقط شأنا داخليا يخص الماليين..
ما هو قادم على باماكو، بعد الردة التي تورط فيها قادة الحكم العسكري بمالي، أمر خطير ويتعلق بمصير الماليين أنفسهم وخاصة بعد أن لاحت بوادر الحرب الأهلية، لذلك فإن كل الخطوات التي سعت لها الجزائر لتجنيب هذا البلد الجار كابوس التعفين، إنقلب عليها حكام مالي اليوم، فترى هل يعلم الشعب المالي، أن اللعبة برمتها تحركها الإمارات والمغرب برعاية صهيونية بحتة، وأن المستهدف من ذلك التعفين، المنطقة كلها؟!