
جلال نشوان
حالة من النشوة انتابت كافة قراء ومتابعى المشهد السياسى الأمريكى برحيل ترامب ، وتولى بايدن دفة الأمور وسيداً للبيت الأبيض ، لكن سرعان ما تبددت كافة الآمال ،حتى غدا العالم لا يعرف مضامين تلك السياسة المبهمة التى أذهلت كل صناع القرار فى العالم ، ولعل ذهول المراقبين انبثق من معطيات كثيرة وهى أن الرجل أمضى أكثر من نصف قرن فى السياسة الخارجية ونائباً للرئيس الأسبق أوباما ، فتارةً يرسل مستشاريه ويحاور الحوثيين ويغلق ملف ادراجهم في قائمة الارهاب ،وتارة يدير مفاوضات سرية مع الايرانيين ،وتارة يتهم الرئيس الروسى بوتين بأنه قاتل ، وقبل يومين يود أن يلتقى بوتين لبحث الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك التى تهم العالم بأسره
سياسته الخارجية المبهمة و غير الواضحة المعالم جعلت كل المهتمين فى حيرة من أمرهم ويبدو أن الرجل إلى تعثر أكثر من مرة على سلم الطائرة ، أصبح يتعثر سياسياً ، وأن ما خلفه ترامب من إرث سياسى مدمر ،جعل الرجل فى حالة من الارباك والتيه ،حتى اختلطت عليه الامور ، وربما أن هذا سيجعل الكثيرين يختلفون معي في ذلك ،ولكن أداء الرجل فتح الباب على مصراعيه للكثير من التساؤلات التي تداهم أي مهتم بالسياسة الأمريكية
الكثير من التحديات تواجه الرجل وخاصة الداخلية ومنها الانتشار الواسع لجائحة الكورونا فى كافة الولايات الأمريكية الأمر الذى أثقل كاهل الاقتصاد الأمريكى وأضعفه ،حيث ضخ ميزانيةً تكاد تكون فلكية وهى 1.٩ تيريلون دولار ، هذا من جانب ،ومن جانب آخر الشعبوبية الترامبية التى تضرب المجتمع الأمريكى بقوة ولعل اقتحام الأمريكى لإحدى نقاط التفتيش الأمنية بجانب مبنى الكونغرس خير دليل على ذلك
سياسة خارجية عرجاء جعلت بايدن يخفق فى كافة الملفات الخارجية ومنها إرسال وزير دفاعه إلى إسرائيل لبحث العديد من القضايا والتباهى بأن إسرائيل يجب أن تتمتع بالقوة وبالتفوق العسكرى ليجعل منها قوة مركزية فى الشرق الأوسط وعلى الجميع أن يحتكم إليها ،وهذا أثار تكهنات عديدة حول عملية السلام التى لفظت أنفاسها وأصبحت فى طى النسيان ،ولو أن الرجل لديه مشروع سياسي حول الصراع العربي الإسرائيلى ،لبادر واتصل بالقيادة الفلسطينية ودعا إلى بحث آلية حل الدولتين وكيفية تطبيقه على الأرض
بايدن المتعثر يتعثر سياسياً ،حيث وضع كل بيضه فى سلة وزير خارجيته بلينكن مساعده الأسبق الذى يتقدم تجاه القضايا الدولية بسرعة السلحفاة ،
وغنى عن التعريف أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية يديرها أباطرة من الدولة العميقة من السي اى ايه والخارجية والأمن القومى وهى التى أغلقت ملف ترامب ،إلا أن ملامح السياسة الخارجية أصبحت مثار تساؤل كافة المراقبين للمشهد الأمريكي