
بعد مرور سنة كاملة على انتخابهم
-
سليمان سعداوي يصنع الاستثناء و بابا علي يغرد خارج السرب
أجمع الشارع المحلي بولايات جنوب البلاد الكبير، على أن نواب البرلمان الذين تم انتخابهم قبل سنة كاملة من الآن فشلوا على طول الخط في تقديم الإضافة لسكان الجنوب خاصة ما تعلق بالفوضى والشوائب التي تخيم على ملفات السكن ، الصحة ، الفلاحة وبدرجة أكبر ملف التشغيل.
قال أكثر من متحدث في الموضوع أن برلمانيي ولايات ورقلة ، تمنراست ، ايليزي ، أدرار ، الوادي ، غرداية ، الأغواط ، بشار ولاية تيندوف الحدودية، لم يكونوا محل الثقة التي وضعها فيهم الناخبون خلال تشريعيات ماي 2017، حيث طالب هؤلاء من برلمانيي مختلف التشكيلات السياسية و القوائم الحرة بتقديم توضيحات عن سر عجزهم في تشكيل تكتل قوي للضغط على الطاقم الحكومي والدفع به نحو التجاوب الجاد بعيدا عن سياسة الهروب للأمام في معالجة الملفات الشائكة وعلى سبيل المثال لا الحصر الغموض الذي يكتنف مصير قطع الأراضي الصالحة للبناء الحضري بمعظم عواصم تلك الولايات دون الحديث عن التعثر الكبير الذي شهدته مختلف البرامج السكنية كالترقوي المدعم، الريفي ، عدل 1 و 2 اضافة لنمط الاجتماعي الايجاري العمومي ،ومما يحز في نفوس محدثينا أن برلمانيي تلك الولايات فشلوا حتى في الالتزام بالوعود التي قدموها لهم بخصوص السعي خلف رفع التجميد على المشاريع الصحية التي ظلت مجرد حبر على ورق على غرار المستشفى الجامعي بورقلة و تأخر تجهيز مستشفى 60 سرير بدائرة الحجيرة بنفس الولاية، ناهيك عن التماطل غير المبرر في انطلاقة تجسيد مشاريع مستشفيات الولايات الحدودية وتجهيزها على غرار تمنراست، أدرار والوادي، حيث أن هذا الوضع المزري بات يلزم غالبية مرضى تلك الولايات الى تحمل عناء التنقل ومشقة السفر على مسافة تتراوح بين الـ1500و 2000 كلم للبحث عن سبل العلاج بمستشفيات ولايات شمال الوطن.
إلى جانب ذلك فقد شدد الفلاحون والمستثمرين بهذه الولايات على ضرورة تدخل مستعجل وبرمجة أسئلة شفوية و أخرى مكتوبة من طرف ممثلي الشعب بالمجلس الشعبي الوطني على الوزير الأول ووزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري من أجل الكشف عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف رفض الحكومة رفع يد التجميد على المشاريع الخاصة بالكهرباء الفلاحية والمسالك الريفية لتمكين الفلاحين والمستثمرين على حد سواء لتمكينهم من انتشال محاصيلهم الزراعية ومنتوجاتهم الموسمية من الضياع.
من جهة ثانية لم يفهم عدد من النشطاء الحقوقيون و الجمعويون وعديد الجمعيات المحلية المهتمة بملف الشغل سر التزام برلمانيي جنوب البلاد الكبير الصمت وعدم إبداء رأيهم خصوصا ما تعلق بموجة الاحتجاجات العارمة التي تشهدها ولايتي ورقلة النفطية و أدرار الحدودية تنديدا واستنكارا بالتجاوزات والخروقات التي ظل مسكوتا عنها خاصة ما تعلق بالتلاعب بعروض العمل المقدمة من طرف الشركات النفطية إضافة إلى تفشي مظاهر التوظيف المباشر بالشركات النفطية الكبرى دون مرور على الوكالات المحلية للتشغيل وهو الأمر الذي يتنافى حسبهم مع تعليمات الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال الرامية لمنح أولوية التوظيف لفائدة بطالي الجنوب.
ومما لا يختلف عليه اثنان فإن النائب البرلماني سليمان سعداوي من حزب جبهة التحرير الوطني والمنحدر من ولاية النعامة الوحيد الذي نج من مصيدة الانتقادات اللاذاعة التي يتعرض لها برلمانيي الجنوب وذلك نظير مداخلته القيمة التي دفعت بعدد من الوزراء الى التجاوب معها من خلال إيفاد لجان تحقيق للولايات التي تعيش تخلف تنموي أو اتخاذ قرارات تلزم مسؤولي مختلف القطاعات إلى إعادة النظر في قرارات المسؤولين المحليين ، عكس ذلك فقد وصف مهتمون بالشأن المحلي تدخلات و التماسات البرلماني بابا علي من تمنراست بمجرد ذر الرماد في العيون.
أحمد بالحاج