
افتتاح برلماني بنكهة الرئاسيات
عمد رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوجحة الى الرد على مبادرات أحزاب المعارضة مهاجما إياها، ومؤكدا في ذات الحين على أن عهد المراحل الانتقالية في الجزائر قد ولى في حين دعا للتجند في إطار مبادرة الرئيس “للجبهة الشعبية”، “مخاطبا النواب بأن تلك هي مهمتنا”.
هاجم رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، أمس، في كلمته الافتتاحية للدورة الثانية للمجلس أحزاب المعارضة، حيث رد على كل جهودها على مدار الصائفة من خلال كلمته، قائلا أن جزائر اليوم هي دولة مؤسسات وأن عهد المراحل الانتقالية قد ولى، وأن الاختيار الديمقراطي راسخ في بلادنا، إعلانا منه لرفض مبادرة حزب العمال الخاصة بمجلس تأسيسي، “الحديث الذي يردده البعض عن جمعية تأسيسية قد تجاوزه الزمن”، بالمقابل دعا للتجند وراء مبادرة الرئيس لمواجهة المناورات السياسوية وكذا مختلف الآفات وعلى رأسها الفساد والمخدرات.
كما عاد بوحجة إلى الجدل الذي أقحم المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي وأثير بداية من تصريحات رئيس حمس عبد الرزاق مقري، حيث قال بوحجة أن الجيش الجزائري هو جيش كل الجزائريين ويرفض الزج به في الصراعات السياسية، معلقا “ويدين بالولاء لفخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما أنه يعرف جيدا نطاق مهامه الدستورية”، مضيفا أنه جيش احترافي وهو ما يعني القيام بواجباته المحددة ضمن الدستور بعيدا عن الجانب السياسي وأنه يعمل بكفاءة لخدمة المصالح العليا للبلاد وضمان النظام الجمهوري للدولة.
وصعّد بوحجة من خطابه إلى درجة نعت من وصفهم بأنهم يقفون وراء الآراء والتخمينات الخاصة بتدخل الجيش في السياسية بأنهم يهدفون لنشر للإشاعات المسمومة بهدف زرع الخوف وإعطاء صورة مشوهة عن مؤسسات الدولة، رادا عليها “أما الحقيقة الثابتة فهو أن بلادنا قد أرست نظاما مؤسساتيا قائما على الإرادة الشعبية والاحتكام إلى الدستور”.
وضمن سلسلة الردود التي شنها بوحجة، جاء رده على المنظمات غير الحكومية التي سبق وأن أدرجت الجزائر ضمن عدة ملفات حقوقية على رأسها المهاجرون غير الشرعيين الأفارقة، موضحا أن تلك المنظمات التي تدعي الدفاع عن اللاجئين الأفارقة، في حين أنها تسهم في تحقيق مآرب دفينة من خلال استغلال مأساة انسانية لأغراض سياسوية، للتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر تحت غطاء مشبوه، مسجلا استنكارهم للحملات المغرضة التي تشن ضد مواقف الجزائر، وأن الجزائر ليست بحاجة إلى تلقي الدروس من أي كان من منطلق السيادة، خاصة ما تعلق بالتدخل في شؤوننا الداخلية.
تعليمات الرئيس صارمة بخصوص المخدرات
وبخصوص المخدرات التي أحدثت جدلا عقب ملف حجز 701 كلغ من الكوكايين، أكد بوحجة أن تعليمات الرئيس صارمة بخصوص محاربة الفساد والآفات بجميع أشكالها، على رأسها المخدرات، قائلا أنها سياسة راسخة في الدولة، “في إطار القانون وفي ظل الشفافية”.
أما حول الدخول الاجتماعي فقال أن كل الأجواء تشير إلى أنه يتم في أجواء طبيعية وعادية، رغم محاولات البعض تقديم صورة قاتمة عن الوضع، متداركا أنها وجهة نظر معينة ولكن بعيدا عن التقليل من المصاعب وفي نفس الوقت بعيدا عن التهويل والتخويف، داعيا مختلف الشركاء الاجتماعيين إلى الالتزام بالحوار وتفهم امكانيات البلاد وظروف الدولة.