الأولىثقافة

بوعلام رمضاني يوقع “محارب ثقافي اسمه جاك لانغ”

· كتابي الجديد هدية إلى روح أخي دراجي

وقع أمس الكاتب والصحافي الجزائري بوعلام رمضاني كتابه الجديد ” محارب ثقافي اسمه جاك لانغ” الصادر حديثا عن دار الأمير بمكتبة العالم الثالث بالجزائر العاصمة وسط حضور عشاق القراءة والمطالعة على رأسهم الإعلامي الشهير بالإذاعة والكاتب خليفة بن قارة ،ونخبة من الصحفيين من بينهم فيصل شريف وعبد العزيز سعيداني و مرزاق صيادي وصديقه علي مباركي.
وأفاد الكاتب بوعلام رمضاني في تصريح ليومية “الوسط” أن كتابه الجديد” محارب ثقافي اسمه جاك لانغ” أهديته إلى أخي دراجي الذي كان من ضيوف محاضراتي ولقاءات توقيع كتبي رحمك الله ستبقى سجين قلبي ما حييت.

مشاركة في سيلا 26

وكشف الكاتب بوعلام رمضاني لـ “الوسط” أنه سيتواجد في أكبر حدث قرائي في الجزائر ،والمتمثل في فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب سيلا 26، الذي سينظم من الفترة الممتدة من 25 أكتوبر إلى 04 نوفمبر 2023 بقصر المعارض، الصنوبر البحري، بالجزائر العاصمة.

جاك لانغ شخصية ثقافية حقيقية ونادرة

وأكد المؤلف رمضاني أن هناك أسباب كثيرة تبرر أهمية هذا الكتاب بعيدًا عن كلّ تأويل شخصي وإيديولوجي ما، مؤكدا أن جاك لانغ لم يكن صديقي، مثله مثل الراحل أندريه ميكيل وميكيل، لم يكن معروفًا عند عدد كبير من الفرنسيين والعرب رغم عمر طويل قضاه يكتب عن الإبداع العربي والإسلامي لغة وأدبًا وتاريخًا وجغرافية بعيدًا عن روح استشراقية سلبية حتمًا وهذا ما يجعل جاك لانغ شخصية ثقافية حقيقية ونادرة مثل الراحل ميكيل، ويستحق بدوره اهتمامًا تمليه حاجة قرّاء يجهلون مسيرته الاستثنائية. شخصية تركت بصماتها في المشهد الثقافي الفرنسي كوزير ثقافة قبل أن يصبح وزيرًا للتربية ورئيسًا لمعهد العالم العربي (2013 – إلى اليوم) وخلافًا للأديب أندري مالرو وزير الثقافة الذي ارتبط اسمه بالجنرال والرئيس شارل ديغول، كما ارتبط اسم لانغ بالرئيس فرنسوا ميتران، أحدث وزير الرئيس اليساري ضجات كثيرة بسبب شهرة فسّرها البعض بحب الظهور، في الوقت الذي أكد فيه آخرون أنها نتيجة موضوعية لحضور ثقافي غير مسبوق في تاريخ فرنسا المعاصر حضور شهد عليه كاتب هذه السطور الذي تقرّب من جاك لانغ عدة مرّات كصحفي ثقافي راح ينقل الحياة الثقافية للقراء منذ عام 1991 تاريخ إقامته في العاصمة الفرنسية، كاشفا رمضاني أن هذا الكتاب الذي خططتُ له منذ البداية متابعًا مسيرة شخصية مثيرة للحب والكره، والإعجاب والنفور، إضافة جديدة في صرح اجتهادي الثقافي الذي تكلّل قبل اليوم بكتبٍ ولدت من رحم متابعة يومية لحياة ثقافية غنية تسمح بنقل ما يفيد عامة وخاصة الناس في عاصمة أوروبية تنفرد بزخم فكري وأدبي وحضاري شهد عليه العالم وعليه فلولا هذا الزخم، لما أصبح “جاك لانغ” عنوان عهد ثقافي اعترف بنجاعته ومعناه ونتائجه الملايين من الفرنسيين والأجانب بما فيهم العرب الذين تعاملوا معه على مستويات سياسية رسمية وثقافية نخبوية وشعبية عامة.

توسع في تدريس اللغة العربية

وأشار ذات المتحدث ،إلى أن الأعداء الكثر لجاك لانغ في مجتمع يسمح بحرية التعبير، حقيقة أخرى يحفل بها الكتاب على النحو الذي يثبت أنه أقلق جهات كثيرة، وعلى رأسها الجهات اليمينية المتطرفة التي راحت تنعته بـ «لانغ العربي» حينما راح يوّسع من تدريس اللغة العربية داخل وخارج معهد العالم العربي. تسبّب أيضًا في انزعاج من أسماهم بالحمقى من اليمين واليسار على السواء في حديث أجريته معه بمناسبة صدور كتابه «اللغة العربية كنز فرنسي»، وعلى رأسهم الكاتب إريك زمور الذي هاجم رئيس معهد العالم العربي بعنف في استديو قناة تلفزيونية خاصة.

رصد تجربة رجل قضى عقودًا يدافع عن أفكاره

وحسب المؤلف يلقي هذا الكتاب الضوء على قناعات رجل تنّفس الثقافة بشكل غير مسبوق، يكتشف القرّاء تجربة رجل قضى عقودًا يدافع عن أفكاره ومواقفه وإنجازاته بمنقاره وأظافره، وكسيزيف عصره يرد الصخرة المتدحرجة نحوه بكل ما أوتي من قوة وإيمان بالمهمة التي يقوم بها، مشيرا إلى أنه كتاب أردته تأريخًا صحفيًا (الصحفي مؤرخ اللحظة على حدّ تعبير ألبير كامو)لتجربة تستحق التعريف والدراسة والتأمل بغض النظر عن هوامش الاتفاق أو الاختلاف مع صاحبها حول قضايا ما، قضايا ثقافية فرنسية ناقشتها معه كوزير سابق للثقافة، وقضايا خاصّة تتعلق بكل ما له علاقة بالعالم العربي والإسلامي كأشهر شخصية ترأّست معهد العالم العربي.

مناقشة مستقبل معهد العالم العربي

وقال رمضاني، في تصريح لـ “الوسط” لقد ناقشت مع هذا الرجل الذي ارتبط اسمه بالمعهد أكثر من أي اسم آخر، القضايا التي جاءت متسلسلة تاريخيًّا انطلاقًا من تعيينه على رأسه عام 2013، مرورًا بإعادة تزكيته للمرة الثانية والثالثة، وحتى تاريخ اليوم، وسيلاحظ القرّاء في الحوار الأول وفي الحوارات اللاحقة، كيف طرحت على جاك لانغ الأسئلة التي فرضها السياق في كل مرة، وكيف ناقشت معه علاقة ماضي وحاضر ومستقبل معهد العالم العربي بالمشهد السياسي والإعلامي واللغوي والاجتماعي. لم تقتصر أسئلتي على دفعه للتحدث عن كيفية قدرته على رفع تحديات المعهد، ومنها تجاوز نخبويته، وتوسيع رقعة الجمهور، وتمويله وإدارته في ظل تقاعس بعض الدول العربية على الالتزام بواجب مشاركتها في تمويل مؤسسة أسست للتعريف بثقافتها.

لانغ قام بتكريس اللغة العربية

وأوضح صاحب كتاب ” محارب ثقافي اسمه جاك لانغ ” أن تحدي نقص الاهتمام الإعلامي بها، وتوظيف ماضيه الثقافي كوزير للثقافة، ومراهنته على المعارض كنشاط محوري، وعلى الفنون بوجه عام، كانت من القضايا الحاضرة بقوة في الحوارات الأولى، لأنّ الصحفي يقارب الأحداث بعين نقدية تعكس معرفته بخلفيات وتحدّيات ومدى نجاعة وأهداف المشاريع والبرامج، أزعم أنني كنت في مستوى معطيات أحاطت في سياق يعكس عدائية محيط إيديولوجي كامل، وهذا أثرته مع جاك لانغ حينما حاول تجاوز الانغلاق الفرنسي حيال اللغات الأجنبية، والحملة المسعورة التي شنت ضده بعد تسطيره برنامج تدريس اللغة العربية، أضحى ذلك واضحا بشكل جلي، حينما راح رئيس معهد العالم العربي يعلن عن الشروع في تعليمها حتى خارج المعهد بحماسة لافتة في سياق ترك إريك زمور يتحدث عن تكريس اللغة التي ينطق بها الإرهابيون الإسلاميون، وخاصّة بعد نشره كتاب «اللغة العربية كنز فرنسي». لأنه لا يمكن الحديث عن مسار جاك لانغ دون ربطه بمسار الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، كان لا بد لي من العودة إلى تجربته كوزير للثقافة لعقد كامل وكوزير للتربية لعامين بعد قراءة كتبه التي تعكس هويته السياسية والفكرية والفنية، وقناعاته الراسخة التي أقلقت يساريين مثله.

معالجة القضايا الإيديولوجية والثقافية

ويقول بوعلام رمضاني عن هذا الكتاب لقد أسدلت الستار على رحلتي عبر تجارب أشهر وزراء الثقافة في فرنسا وأبرز رؤساء معهد العالم العربي بحوار أخير تمّ في عز انتشار خبر ترشحه لعهدة رابعة للبقاء على رأس المعهد الذي أصبح مبرر وجوده الثقافي، وهو الأمر الذي نفاه أثناء محاورته للمرة الأخيرة بطريقة دبلوماسية ومنهجيًّا، يمكنني القول إنّ الحوارات التي شكّلت الكتاب لم تكن ذات طابع صحفي واستهلاكي عابر تمامًا كما فعلت مع الراحل أندريه ميكيل، سيلاحظ القارئ تدرّجي في مناقشة جاك لانغ منذ تعيينه على رأس معهد العالم العربي طارحا أسئلة تتجاوز مهمته، وتعالج قضايا تتعلق بالأصعدة الإيديولوجية والثقافية والاجتماعية والتاريخية والتربوية والحضارية، ومن هذا المنطلق، لا يعد الكتاب إطلالة على الرجل كشخصية اجتماعية وسياسية شهيرة يمكن أن نختلف حول أفكارها ومواقفها، لكنها إطلالة شاملة عن تجربته الثقافية الفريدة من نوعها فرنسيًّا وأوروبيًّا وعالميًّا.

سيشهد التاريخ أن جاك لانغ دافع عن الثقافة كضرورة وجودية

وفسر صاحب هذا الكتاب القيم، أن تكرار الحديث عن خصوصياته المهنية، والذي سيبدو في مقدمات الحوارات، كان ضروريًّا منهجيًّا للتأكيد على تنوع مساره،وعلى مواكبة قضايا وتحديات واجهته في كل المراحل التي غطت رئاسته لمعهد العالم العربي، لانغ الذي عيّن على رأس المعهد بقوة حصاده كوزير ثقافة، هو لانغ الذي حقق إنجازات مازالت شاهدة على علاقته العضوية والشخصية والسياسية والثقافية مع الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران الذي كان يسافر بكتاب من فرط حبه للقراءة، وانتخب رئيس جمهورية بدعم من الكتاب والفنانين ، وبالتالي فحينما كنت أكتب هذه المقدمة يوم 26 من شهر مارس2023، كان لانغ على رأس المؤسّسة الفريدة من نوعها في العالم كما قال لي ذلك عدة مرات، رغم أن الصحافة الفرنسية كانت قد تحدثت عن فرضية رحيله الوشيك منها قبل هذا التاريخ. مصير جاك لانغ في يد ايمانويل ماكرون حسب العديد من المصادر الإعلامية رغم تأييد سفراء دول عربية لاستمراره على رأس مؤسسة أعطاها زخمًا غير مسبوق، ماكرون الذي كان يواجه محنة سياسية غير مسبوقة يومها بسبب رفض أغلبية الشعب الفرنسي لإصلاح نظام التقاعد كما يريده، هو نفسه الذي بارك بقاءه على رأس معهد العالم العربي لعهدة ثالثة عام 2020 مبرزا إلى أنه سواء بقي لانغ على رأس معهد العالم العربي أم لا، سيشهد التاريخ، أنه دافع عن الثقافة كضرورة وجودية حيوية ومصيرية في حياة الإنسان، كما يدافع المؤمن عن الله، لم يخطئ من هذا المنظور إثر انتشار خبر ترشح جان إيف لودريان لرئاسة معهد العالم العربي، وبالتالي خلافته حينما قال في ندوة صحفية: «رئاسة معهد العالم العربي ليست منصبًا، بل هي مهمة روحية».

الكاتب بوعلام رمضاني في سطور ….

و الجدير بالذكر أن الكاتب والإعلامي الجزائري بوعلام رمضاني من مواليد 09 أوت 1957 بحسين داي بالجزائر العاصمة حاصل على ليسانس وماجستير في الإعلام من جامعة الجزائر 1981 ، تحصل على شهادة الدراسات المعمقة حضارات ومجتمعات من جامعة باريس – 3 السوربون الجديدة سنة 1993 .صحفي ثقافي منذ 1981 ، عمل محررا ثقافيا في جريدة ” الشعب” من 1981 حتى 1990 ،ثم في صحيفة ” المساء”1991 مسؤولا عن القسم الثقافي ، و الإذاعة ، مراسل لعدة صحف وطنية وعربية من باريس منذ 1991 من بينها موقع ضفة ثالثة الثقافي التابع لصحيفة ” العربي الجديد “اللندنية، ولديه مجموعة من المؤلفات والمتمثلة :” المسرح الجزائري بين الماضي والحاضر” صدر سنة 1985 ، و”11 رؤية عن 11 سبتمبر” الصادر عن دار الحكمة 2008، وصدر له كتاب “أحب وطني رغم أنفكم … يوميات صحفي وسط الحراك ” عن دار خيال للنشر والترجمة سنة 2019 ، وقد شارك به في فعاليات الطبعة 24 من معرض الجزائر الدولي للكتاب سيلا 2019 الذي أقيم بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة ، وصدر له حديثا كتاب جديد بعنوان ” أنوار في ليل كورونا من دفتر محجور ثقافي” الصادر عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع بالأردن ، عام 2020 ، ثم طبعة جزائرية 2021 صدر باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية 2021 /”صيد ثقافي على ضفاف السين” 2022 /”أندريه ميكيل …الحكيم …عاشق الشرق” 2023 وكتاب “محارب ثقافي اسمه جاك لانغ” الصادر حديثا عن دار الأمير في سنة 2023.
تغطية: حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى