
• الوضع أكثر حساسية خاصة في المراكز الحضرية الكبيرة
قال الخبير الفلكي والبروفيسور في علم الجيوفيزياء، لوط بوناطيرو تجد نفسها في مواجهة مجموعة واسعة من الظواهر المناخية والجيولوجية، منها الفيضانات والزلازل وحرائق الغابات، وهذا شيء طبيعي خلال هذا الموقت من السنة وكذا الجفاف وتآكل السواحل والتربة، إلا أنه أشاد بالجهود الجادة المبذولة في البلاد للحدّ من المخاطر، لا سيما في إدارة الاستجابة للطوارئ وإعادة الإعمار، في ظل إطار قانوني حديث لإدارة مخاطر الكوارث.
هدى سعفان
وأشار بوناطيرو في تصريح خص به “جريدة الوسط” أن الوضع أكثر تعقيدًاخاصة في المراكز الحضرية الكبيرة، التي تظهر نموًا سكانيًا سريعًا وتجمع حصة كبيرة من النشاط الاقتصادي؛ إذ أن هناك احتمال اكبيرا لوقوع كارثة ذات عواقب وخيمة على المناطق الحضرية، خاصة وأن 86% من السكان يعيشون في المدن، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان الحضر بحلول عام 2030.
واستطرد الخبير الفلكي لوط بوناطيرو، أن الحرارة تكثر في فصل الصيف، حيث تسخن اليابسة وتجعلها قابلة أكثر من السماء و تتفاعل مع الارتفاع الشديد للحرارة و تجعلها تشتعل بشدة فتغير طبيعة المناخ و تجعلنا نعيش في نشاطات مختلفة مما ينتج موجة الحرائق التي شهدتها الجزائر خلال فصل الصيف الحالي. و قال بوناطيرو، إن الجزائر العاصمة هي الأكثر عرضة للأخطار و الكوارث الطبيعية ، ولا سيما الزلازل والفيضانات، بسبب الكثافة السكانية العالية و قربها من حوض الأبيض المتوسط ،معتبرا أن الصمايم تنذر يعرف بظاهرة القفزات الشمسية و يعرف بانقسام درجات الحرارة الصغرى و تستمر مدة 20 يوما و انتهت خلال الأيام القليلة الماضية،كما يطلق هذا المصطلح على الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، و التي تصل إلى أكثر من 50 درجة مئوية وتعتبر درجات حرارة موسمية،و يتسبب في حدوث أكثر من 60 زلزال ارتدادي و تعتبر الصمايم اختلال جوي ناجم عن تغيير المجال المغناطيسي و تأثير الشمس على الأرض حيث تشهدها مختلف المناطق مع اشتداد الرطوبة، معتبرا أننا لم نشهد ارتفاع في درجات الحرارة منذ 2018 ،مضيفا أن تشكل تيارات الهواء على مختلف المناطق الساحلية مع زيادة في سرعة الرياح يعتبر تغيير طبيعي للجو خاصة خلال نهاية موسم الصيف و دخول موسم الخريف فهذه الاختلالات الجوية تحدث تقلبات جوية واضحة و هذا ما ينتج موجات البرد و موجات الحرارة الموسمية.
واعتبر بوناطيرو أن تعاقب الفصول ينتج عنه اختلال في البنية المناخية خاصة باعتبار ان هناك عدد كبير من السكان يعيشون في المناطق الساحلية الشمالية التي لا تمثل سوى 12.6% من إجمالي مساحة البلاد، وقد أدى هذا الوضع إلى انتشار وتهميش الأحياء الفقيرة والمساكن المؤقتة، فضلاً عن الازدحام في وسائل النقل والتلوث والتعرض لمخاطر كبيرة وأن تعاقب الحرارة بين شدتها وبرودتها ينتج عنه نشاط زلزالي سرعان ما تتماسك وترجع لبنيتها الطبيعية.
من جهة أخرى اعتبر الخبير في علم الفلك لوط بوناطيرو أن التغييرات المناخية و التي تشهدها معظم البلدان، و التي أصبح العالم يناقشها في المؤتمرات الدولية تعتبر ظاهرة جوية، اختلفت في السنوات الأخيرة بحكم تغير الغلاف الجوي الذي أصبح يهدد اقتصاد البلدان من حيث توفير المياه و امتلاء السدود، و من بين هذه التغيّرات ازدياد في تركيزات غازات الباطنية التي تزيد أولاً من امتصاص الغلاف الجوي للإشعاعات المنبعثة من الأرض، وازدياد الجزيئات الجوية منها الجزئيات الدقيقة التي يحملها الهواء أو القطيرات التي تعكس إشعاعات الشمس الواردة وتمتصها وتغيّر خصائص السحب الإشعاعية،هي نمطية فيزيائية و طبيعية في نفس الوقت مرتبطة بالدرجة الأولى بالدورة العامة للغلاف الجوي.