مرة أخرى وليست أخيرة، أثبتت المواعيد والمحطات الفاصلة في تاريخ البلاد، أن ثقافة المُواطنة غائبة، لدى بعض شرائح المجتمع وخاصة لدى مسمى النخبة، ولعل هذا الأمر اتضح جليا في موجة الترشح والأصح “التحرش” التي تدافعت عليها بعض الأطياف والوجوه السياسية والاجتماعية، لسحب استمارات الترشح، في إعلان عن نية المشاركة في السباق الرئاسي، وجوه بلا رصيد سياسي واجتماعي وأخرى غير معروفة حتى على مستوى قراها، لكن، للأسف، هي ثقافة الترشح واحترام الذات، من غابت عن الساحة، لتجعل من أوهام الترشح لعبة حظ..
إذا كان الدستور يتيح لكل مواطن حقه في الترشح، فإن الأخلاق السياسية، تلزم كل طامح، لأن يزن نفسه، قبل أن يبتلع وهمه، وكل ذلك احتراما لمبدأ، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه..
إذا علمنا أنه حتى الآن تدافع أكثر من 24 راغبا وراغبة في الترشح إلى سحب الاستمارات، فإن السؤال المعلق والموجه لهؤلاء: ترى على أي أساس صدق من لا وزن ولا رصيد له، نفسه لكي يمدد قدميه أطول من فراشه؟ والأكثر من ذلك، هل يعلم هؤلاء، أن الجزائر ليست لعبة حظ؟! ناهيك هل يدري معظم من تقدموا حتى الآن، أن هناك فرقا بين الترشح و “التحرش”؟!