
في الوقت الذي أقرّ فيه ما يسمى بأمير المؤمنين في “مملكة الحشيش” عدم ذبح الأضاحي لهذا العام، في تعدٍّ صارخ على حدود الله وشعائر الإسلام، حيث تحول الملك المغربي إلى “رسول” يحلل ويحرم، ويجيز ويبطل ما يشاء من الشعائر الدينية الثابتة. في المقابل، اختارت الجزائر، من خلال قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تعظيم شعائر الله، حيث أمر باستيراد الأضاحي، أولًا لكسر الأسعار، وثانيًا لتمكين كل الجزائريين من تقديم أضحياتهم دون كلفة باهظة أو عجز. فرق كبير بين جمهورية تقف مع شعبها، تشاركهم أفراحهم وأعيادهم، وبين مملكة اختار “سادسها” أن يحرم رعاياه من حقهم الديني، ليتحول – بسبب عجز نظامه الاقتصادي والسياسي – إلى “ربٍّ” يشرّع للناس ما يجب وما يُلغى من معلوم الدين.
والمفارقة الغريبة بين جمهورية هي الشعب ومخزن هو المملكة، أن النظام الملكي، العاجز عن توفير أدنى الضروريات الحياتية لرعاياه، لا يكتفي بما فعل في دين الله وفي مواطنيه، بل لا يفوّت فرصةً للتحرش بوطن الجمهورية، محاولًا إخفاء عيوبه؛ ونقول: مجاعة شعبك مسؤوليتك، أما كرامة الجزائريين فهي مسؤولية جمهورية هي الشعب ومن الشعب. فهل وصلت رسالة دولة تضحي لأجل شعبها، ومملكة تضحي بدينها وشعبها؟