في سابقة قياسية، سجلت الجزائر خلال موسم الحصاد لهذا العام 2024 رقما تاريخيا في إنتاج الحبوب، حيث سياسة الأمن الغذائي، التي تحولت إلى رهان للدولة، أتت أكلها وثمارها من خلال أرقام، صنعت الفارق، كما كشفت أنه يكفي أن تتوفر الإرادة حتى تحدث معجزة التحول، وهو الأمر الذي تجلى وأصبح واقعا في حصاد هذا العام، وما نتج عنه من مخزون “القمح”، حيث من المتوقع حسب الإحصائيات الرسمية، أن يصل إلى 7.5 مليون طن، وهو رقم تاريخي مقارنة، بما كانت تعيشه البلاد من تهاو اقتصادي..
حين نعلم أن هذه القفزة النوعية في إنتاج مادة حيوية هي اقتصاد العالم كله، نعي جيدا، أن رهان الأمن الغذائي، الذي كثيرا ما راهن عليه رئيس الجمهورية، كبديل عن الفوضى التي كانت سائدة، أصبح قاب قوسين أو أدنى، فمن ينجح في القمح ينجح في كل شيء، وجزائر اليوم، جزائر الإرادات وفقط..
الجميل فيما تم الإعلان عنه من أرقام رسمية في مجال إنتاج القمح، أنه في الضفة الآخرى لمملكة إنتاج الحشيش، ثارت ثائرة المخزن، وأبواقه الخارجية، للطعن والتشكيك، والسبب أن مملكة تزرع “الحشيش” لتقتات منه قمح رعاياها، لا يمكنها أن تستوعب، كيف تتحول أراض الجزائر إلى حقول للذهب الأصفر، وفوق هذا وذاك، تتحرك إرادة التغيير تجاه صناعة اكتفاء ذاتي كرهان اقتصادي على أن جزائر الغد، لن تكون إلا سيدة قمحها واكتفائها الذاتي، فترى، ما الذي أغضب مملكة الحشيش، من قمح الجزائر؟