هناك إجماع شبه كلي على ان الجزائر تتعرض عن سبق تخطيط وترصد لمؤامرة خارجية وداخلية، وإذا كان المتآمر الخارجي مكشوف الوجه والأهداف كما ان تحرشاته لم تعد سرا وهو ممثل في اللوبي الصهيومغربي، فإن الخطر الحقيقي يكمن في متآمر داخلي باع ذمته للشيطان ليتحول لخنجر في خاصرة البلد وهذا اللوبي أو المتآمر الداخلي اشد خطرا من عدو نعرفه ونتوقع منه كل شيء.
حين نلاحظ القلاقل الاجتماعية وحين نتابع مسلسلات التثوير المنتهجة لتأجيج الجبهة الاجتماعية الداخلية، حين نرى كل ذلك، نفهم ان الخطر الحقيقي هو عدو الداخل ممن نسميه “خاين الدار ” الذي تصعب مراقبته، ولعلى تلك الأزمة في التهاب أسعار البطاطا مثلا وتمددها لتشمل مواد أخرى، ماهي إلا صورة مصغرة عن مخططات الضرب تحت الحزام وتحت البطن.
وهنا يجب أن ننبه لشيء مهم، وهو، كيف سمحنا لأزمة البطاطا وغيرها من ازمات متراكمة أن تطول لهذا الحد؟ وذلك رغم أن وضوح المؤامرة التي لا لبس فيها؟ والإجابة أن انتهاج سياسة الترقيع وتسيير المشكلة بدلا من حلها من جذورها، هي من يمدد المعضلات، وليس أمام الحكومة من خيار أمام هذا الواقع الا خيار المواجهة بالوصول العاجل لجذور الأزمات بدلا من انتهاج سياسة المواكبة والتسيير، فالمؤامرة حقيقية والترقيع ليس حلا لا اليوم ولا غدا.