
لتفهم وتعرف الفرق بين الاحترام والاستعباد ، بين رئيس لشعب وبين ملك لرعية، بين التقدير و”المذلة” ،يكفي أن ترى كيف تعامل الشعوب حكامها حين تقف وجها لوجه أمامهم ، لتكتشف الفرق الشاسع بين رئيس يقبله “اطفال” شعبه بكل عفوية في رأسه وعلى جبينه ، وبين ملك يجبر كباره قبل صغار رعيته على تقبيل يده وهم راكعين وذلك كنوع من الولاء الذي يحمل صفة “الخضوع” باسم طقوس العرش وليس باسم شعب فقد كرامته حين أطلقوا عليه اسم “رعية” مولاهم..
الصورة العفوية لطفلة وهي تقبل رأس رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على هامش مباراة القمة لكأس الجمهورية ، والتي الهبت مواقع التواصل الاجتماعي وصنعت الحدث ، تلك الصورة العفوية، تحولت لحدث كونها تكشف الفرق بين “قبلة” الاحترام التي يكنها الشعب لرئيسه وسياسة “تقبيل “الأيادي التي تلزم رعايا المغرب مثلا على “لعق” أيادي امرائهم ومليكهم باسم الخضوع المطلق، وهنا يكمن البون والفرق الشاسع بين شعب يقدر حاكمه و”رعايا” يخضعون لملكهم..
الرسالة واضحة ومكمن الوضوح، “صورة” عفويو حملت أكثر من دلالة ومعنى، لذلك لا غرابة أن وجدت تلك اللقطة ذلك التفاعل الجماهيري، كونها أوصلت الرسالة الكاملة للجارة “الجائرة” على أن بالجزائر شعب يقبل رأس رئيسه حبا واحتراما وليس اذلالا وخضوعا، فيا أيها المخزن حرر شعب المملكة من تقبيل الأيادي فإنها العار الذي يسمى مملكة وطقوس امتلاك