أقلامالأولى

بين مومياتهم ومساجدنا ،من يفتخر بمن؟

الحفناوي بن عامر غول 

 

الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام والقنوات العالمية لمسيرة الموميات الفرعونية تعبر عن ارتباط التاريخ المصري بماضيه الفرعوني الحضاري دون أن يؤثر ذلك على عقيدته الإسلامية وانتمائه العربي القبطي ، والعالم يجمع على أن الفراعنة شيدوا حضارة مازالت إلى غاية اليوم لم تفك رموزها وكل يوما في اكتشاف جديدة ، ولا يخفي على أحد أن السياحة بمصر تدر الملايير من مداخيل العملة الصعبة بتعداد يفوق عشرات الملايين من السياح الذين يريدون اكتشاف ما تزخر به مصر وما يجعل من المصريين مصدر فخر وتباه .

السياحة في الدول المتطور وزارة ذات أهمية بالغة ورقم فاعل ومتحرك في الحكومة ولنا خير مثال في جارتينا تونس والمغرب والأرقام تنطق بذلك ، والجزائر بما تزخر به من تنوع إلى غاية اليوم لم تهتدي لخطة لتبرز أهم معالمها وآثارها والممتدة لحقبات تاريخية مهمة رغم تعاقب الوزراء ، لكن لا مبالاة القائمين على القطاع جعل من قطاع السياحة مجرد مكاتب والمنتسبين لها مجرد موظفين لا حول لهم ولا قوة فشلوا في أول امتحان خاص بترميم المعالم والبناءات التاريخية اللهم إلا جميلة عين الفوارة التي استنفرت الحكومة والسلطة للتدخل في الوقت المناسب وكأن الأثداء أهم من الشواهد التاريخية وعلى رأسها احد أهم المساجد في تاريخ الجزائر والذي شيد بمدينة ميلة العتيقة سنة 59 هجريا (678 ميلادي) ويعد ثاني أقدم مسجد في دول المغرب العربي بعد مسجد القيروان في تونس .

والذي كان ضمن برامج (متهالكة)  انطلقت في إطار بعض النشاطات الثقافية التي تدخل في إطار حماية الثوابت وإعادة الاعتبار للهوية التاريخية والعقائدية للشعب الجزائرية ، فكانت تلمسان عاصمة الثقافية الإسلامية ثم قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وقبلهما بسنوات انطلقت عملية حماية القصبة وإعادة ترميمها ورصدت لكل المشاريع مبالغ بالملايير،ذهبت الاحتفالية وبقيت الحسابات على الأوراق تنتظر من يحقق فيها لما شاب العملية من تلاعب دون أن نرى ولو عملية ترميم واحدة ، خاصة وان مناقصات الترميم منحت لمقاولات البناء والأشغال ولم تمنح لمؤسسات مختصة في هذا المجال أو لمحترفي فن الترميم . وإذا كانت معالمنا التاريخية والحضارية تعرف وضعا مزريا جراء قدمها وهشاشتها أو محاولات التخريب الرسمية التي طالتها بحجتها تهديمها وإعادة بناءها ،فإن ما يستغرب له إلى غاية اللحظة عدم الالتفات إلى نداءات الاستغاثة التي أطلقتها العديد من الجمعيات والهيئات لإعادة الاعتبار لأول مسجد بني بالجزائر بعد بزوغ شمس الاسلام وفي عهد الفاتح أبو المهاجر دينار ومازال قائما إلى غاية اليوم رغم الظروف الصعبة التي مر بها رغم أنه مصنّف كموقع أثري،و مازال محافظا على طابعه المعماري وشكله الهندسي الجميل مثل التي عليها اليوم المسجد الأموي بسوريا ومسجد القيروان بتونس وقد امتدت إليه يد الإجرام الفرنسي بمحاولة تغيير شكله وإهانته بتحويله إلى ثكنة وتعرض لبعض التخريب حيث هدمت وشوهت الكثير من معالمه ذات الطابع المعماري الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى