أقلام

تحدي بناء الثقة.. رهان فئة الشباب والمشاركة السياسية

كل الديمقراطيات الحديثة تؤمن بأن الشباب هو محرك التحول الديمقراطي و أن الانتقال الديمقراطي لا يمكنه أن يتحقق سوى على أكتاف الشباب لكن على مستوى الواقع نلاحظ عزوفا واضحا للشباب بخصوص المشاركة السياسية التي تعتبر كأحد مبادئ الديمقراطية و كأداة لتحقيق الحرية السياسية في صنع القرار و في رسم الخريطة السياسية.

و إذا كان الحراك المبارك  الذي اطاح بالعصابة قد خلق صحوة سياسية عند الشباب جعلتهم ينخرطون بشكل تلقائي و عفوي في حركات احتجاجية مطالبين بالتغيير و الإصلاح و محاربة الفساد بجميع أنواعه؛هذه الصحوة التي أظهرت عكس النظرة التيئيسية التي كان ينظر إليها للشباب بخصوص عدم اهتمامهم و اكتراثهم بالسياسة ; و أظهرت أن الشباب لديه وعي سياسي و ملم بكل الأحداث السياسية ببلاده و إن لم يكن له وزن على مستوى انخراطه في الهيئات السياسية و النقابية ببلادنا 

و من المؤكد أن الحديث عن الشباب والسياسة باعتبارهما وجهين لعملة سوسيولوجية واحدة يستدعي في بداية الأمر التوقف عند العلاقات القائمة بينهما أو بالأحرى التوقف عند التساؤلات التي تستهدف نوعية هذه العلاقة والتي تختلف زوايا رصدها داخل المجتمع الواحد أو ربما تختلف قراءات رصدها داخل الزاوية الواحدة، بين المتفائلة الباعثة على الارتياح والطمأنينة وبين متشائمة إن صح التعبير، تتخذ من عدم الثقة عنوانها العريض، الذي يحمل في طياته كل معاني اليأس الممزوج بالسخط وعدم الرضا على الوضع.

مع الإشارة إلى أن كل هذا وذاك ما هو إلا تأكيد على ما سبق ذكره من الاختلاف في الفهم الخاص بظاهرة الشباب من مجتمع لآخر أو حتى داخل نفس المجتمع، وهو اختلاف يوازي مثيله في الاعتراف بأهمية هذا العنصر داخل مجتمع ما كما هو الشأن في المجتمع الجزائري الذي تبرز فيه مفاهيم سوسيوسياسية أخرى للشباب تظاهي  نظيرتها في باقي المعمور.

 من أهمها تلك التي تجعل الشباب عنصر مهم ووسيلة أساسية لتحسين الصورة الديمقراطية من خلال إشراكه في العمليات الانتخابية.مع العلم أن هذه النقطة الأخيرة هي بمثابة الحجر الذي يصيب العصفورين؛ فمن جهة هي الأيادي التي تبني الديمقراطية ، ومن جهة أخرى  تضمن للشباب حق المشاركة السياسية، هذه المشاركة التي تتخذ أشكال أخرى من قبيل ممارسة العمل الجمعوي والنقابي أو الاهتمام بالشأن العام والانخراط السياسي.

وعلى ذكر المشاركة السياسية يسعنا القول أن المتتبع للخطاب العمومي الجزائري بكل مستوياته السياسية والثقافية والاجتماعية أيا كان مصدره سواء تعلق الأمر بالفاعلين السياسيين أو السلطة أو الصحافة، يلاحظ حضوراً كثيفاً للشباب كموضوع ومقولة في البناء الدلالي لهذا الخطاب.

 

استدعاء الهيئة الناخبة

 

وبعد أن  وقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مرسوما رئاسيا لاستدعاء الهيئة الناخبة تحسبا للانتخابات المسبقة للمجالس الشعبية المحلية. المقررة يوم 27 نوفمبر القادم حسب بيان الرئاسة .

لتظهر لحظة الوفاء للوطن من طرف أبنائه وشبابه و فرصة لتجديد العهد مع قيم الانتماء  وقيم الارتباط وقيمة المواطنة . لحظة من لحظات استكمال البناء بنفس الأمل والإرادة .

فليمسك الشباب بقيم نبل السياسة والتضحية من أجل الوطن، وليساهم في الرقي بمؤسساته الديمقراطية. ليحذر من دعوات التأييس والتبخيس ، ويملك زمام  الارادة في التفكير والتقرير.
تلك القوة ، هي كامنة في استقلال الارادة عن شبكات النفوذوالزبائنية ومركبات الفساد وبنيات الاستبداد .
دعونا لبعض الوقت نشارك جميعا ونساهم في هذه اللحظة من تاريخ هذا البلد بالذهاب جميعا نحو المستقبل نحو استحقاق انتخابي،  في ظاهره عملية روتينية ، لكن في جوهره موجة تغييرية  

 ولأننا على بعد أشهر من الانتخابات القادمة ، هاهى  فرصة التسجيل في القوائم الانتخابية اثناء المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية في وجه كل الشباب.

لهذا كله  هذه دعوة صادقة من القلب إليكم أيها الشباب للانخراط والتسجيل من أجل المساهمة في إخراج مجالس تعبر عنا وعن همومنا ، وعن حياتنا اليومية، لا الذين يستغلون صمتنا ولامبالاتنا من أجل الوصول إلا مصالح شخصية وأطماع حزبية .

إن انخراط الشباب في مراحل الاستحقاقات المقبلة يشكل تحديا لنا جميعا  بما في ذلك التسجيل في القوائم الانتخابية مسؤولية الجميع ،  لأنه بدون إشراك الشباب في العملية السياسية نكون قد اسسنا لثغرة ديمقراطية كبيرة،  تنعكس حتما على اختياراتنا التنموية لأن الشباب هو المؤهل للمساهمة في وضع سياسات عمومية خاصة به وتفعيلها. 

و أخيرا يجب خلق ما يسمى بالثقافة السياسية لدى الشباب و هي مسؤولية الجميع من أسرة و مدرسة و أحزاب و مؤسسات الدولة و هيئات المجتمع المدني حتى ينعكس إيجابا على مشاركتهم السياسية عبر الترشح و التصويت؛ فالثقافة السياسية ستخلق طموحا سياسيا لدى الشباب في التغيير و في صنع القرار و في تحمل المسؤولية .

 

شعيب بن فردي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى