
. عبد الكريم بن مالك: الإضراب جاء بعد تراكمات لسنوات
. أيوب برابح: أطراف تسعى للاصطياد في المياه العكرة
يطرح تواصل إضراب طلبة الطب تساؤلات عديدة، خاصة بعد استجابة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لأغلب مطالب ممثلي هؤلاء الطلبة، ولا يستبعد متابعون سيناريو محاولات استغلال أصحاب المآزر البيضاء لضرب استقرار الجامعة، من طرف أطراف دخيلة، هدفها ركوب موجة هاته الاحتجاجات لتحقيق أجندات مشبوهة.
الإضراب جاء بعد تراكمات لسنوات
ويعتبر عبد الكريم بن مالك نائب الأمين للاتحاد العام الطلابي الحر في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن هذا الإضراب الوطني جاء بعد تراكمات لسنوات لم يتم فيها التكفل الأمثل بهذه الانشغالات، خاصة تلك المتعلقة بجودة التكوين وقيمة المنحة الجامعية الثابتة من السنة اولى غاية سنة سابعة على خلاف باقي التخصصات التي يتم فيها رفع قيمتها من طور الى آخر ومن مستوى لآخر، وكذلك تعويض الطبيب الداخلي عن التربصات والمناوبات، لافتا أن المطلب الذي أفاض الكأس هو رفع التجميد عن عملية توثيق الشهادات والتحقق منها، التي تم توقيفها منذ سنتين، في ظل شح مناصب العمل ونقص عدد مناصب امتحان التخصص.
و أكد عبد الكريم بن مالك على أن الوزارة الوصية عملت على تنظيم جلسات حوار منذ الأيام الأولى للإضراب من أجل حل هذه المشاكل العالقة، وقد كان لتتابع اللقاءات دور مهم في التكفل بالمطالب الآنية والتعهد بتلبية باقي المطالب التي تحتاج إلى إجراءات تنظيمية وقانونية لتجسيدها، داعيا الطلبة في مختلف الكليات إلى التمسك بالمكاسب التي تحقيقها مع الاستمرار في العمل وفق خارطة طريق تكفل تحقيق النتائج المرجوة وتضمن السيرورة الحسنة للمقررات الدراسية والتربصات الميدانية.
و لم يستبعد المتحدث سيناريو التدخلات المشبوهة من جهات داخلية وخارجية، بغرض التشويش والتأزيم، مما يستدعي توخي الحيطة والحذر في الأوساط الطلابية لغلق الأبواب أمام هذه المحاولات، في حين اعتبر أن السبب المباشر لاستمرار الإضراب هو رغبة الطلبة في رؤية نتائج ملموسة وإصدار قوانين ومراسيم تحميها، والتي يتطلب إعدادها وقتا، مما يطرح سؤال حول مدى ثقة الطلبة في هذه الوعود الموثقة في محاضر الاجتماع على الرغم من برمجة لقاءات متابعة.
و ثمن نائب الأمين للاتحاد العام الطلابي الحر الشعارات الأخيرة التي رفعها الطلبة وتعبيرهم عن ثقتهم الكبيرة في مؤسسات الدولة الجزائرية وفي رئيس الجمهورية، منددين بكل مساعي إخراج احتجاجاتهم عن سياقها البيداغوجي، مما يستدعي من الوزارة الوصية والسلطات الى سرعة اتخاذ تدابير جديدة وقرارات حاسمة لمعالجة الانشغالات المطروحة بشكل جذري ونهائي كفيل بتحقيق الرضا الواسع في صفوف الطلبة من أجل عودتهم لمقاعد الدراسة .
. أطراف تسعى للاصطياد في المياه العكرة
من جهته حذر أيوب برابح عضو مكتب وطني بالمنظمة الطلابية الجزائرية الحرة من سعي بعض جهات الأجنبية تحاول الاستثمار في القضية و تأجيج الوضع من أجل ضرب أمن و استقرار الدولة لتحقيق أجندات مشبوهة، داعيا الطلبة إلى التحلي بالفطنة و عدم الانسياق وراء الدعايات المغرضة، قائلا:” الكثير لا يريدون الخير للجزائر ولا تعجبهم القفزة النوعية التي خطتها الدولة في سبيل التقدم و الإزدهار نحو الأفضل، قائلا: “نحن نؤكد أن مطالب طلبة الطب في الجزائر لا تعكس سوى تطلعاتهم نحو تحسين أفضل لجودة التعليم والتدريب في العلوم الطبية”.
وثمن أيوب برابح تجاوب السلطات مع مطالب الطلب، مؤكدا أن الحوار والتعاون بين جميع الأطراف هو الحل الأمثل لتحقيق ما نصبو إليه من تطور، قائلا في ذات الصدد:” انطلقت الوزارة الوصية رفقة كل من وزارتي الصحة و العمل في تنظيم سلسلة من الاجتماعات و اللقاءات رفقة ممثلي طلبة العلوم الطبية من أجل الاطلاع أكثر على مشاكلهم و كذا اقتراحاتهم، التي من شأنها تحسين أوضاعهم نحو الأفضل و هذا ما يدل على الأهمية الكبيرة التي توليها لهم مختلف الوزارات المعنية، و قد تواصلت هذه الاجتماعات ليعمل خلالها مختلف الأطراف على إيجاد حلول لمختلف النقاط المطروحة ليكلل ذلك بحل جل المشاكل العالقة، و أبرزها الانطلاق في عملية توثيق الشهادات لمختلف تخصصات العلوم الطبية، و كذلك رفع عدد مناصب امتحان التخصص لهذه السنة و العمل على رفعه أكثر للسنوات القادمة ، بالإضافة إلى رفع المنحة ليبقى باب الحوار مفتوح من أجل تسجيل أي مقترحات أو انشغالات أخرى”.
و شدد المتحدث أن الحوار أبان عن حقيقة المستوى العالي للطلبة و اسهامهم في النقاش الناضج، مشيرا:” انطلقت منذ مدة احتجاجات خرج طلبة الطب فيها رافعين الكثير من المطالب، من بينها زيادة المنحة لطلبة العلوم الطبية بمختلف سنواتها وزيادة منحة التربص المقدمة من طرف وزارة الصحة وكذلك تفعيل منحة المناوبة و منحة العدوى بالإضافة إلى فتح توثيق الشهادات لمختلف تخصصات العلوم الطبية و رفع عدد مناصب امتحان التخصص، و ما اعتبرته الوزارة الوصية و كل الشركاء الاجتماعين و من بينهم نحن المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة مطالب شرعية”.
إيمان لواس