العالم

تحذير من تحفيز الصراع بين القاعدة وداعش

* نشر وحدة “تاكوبا” العسكرية لمواجهة الإرهابيين

شكلت فرنسا وعدد من حلفائها قوة عسكرية جديدة تسمى “تاكوبا” مؤلفة حصرا من قوات النخبة بدعوى مواجه التنظيمات الارهابية في منطقة الساحل الإفريقي  
و يساهم في القوة 13 بلدا تتقدمهم فرنسا وبلجيكا و التشيك و الدانمارك و استونيا و ألمانيا ومالي وهولندا و النيجر و النرويج و البرتغال و السويد و بريطانيا
خلص المؤتمر الذي عقده المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، عن بعد، الخميس الفارط، حول بحث سبل منع تحول منطقة الساحل والصحراء الإفريقية، إلى نقطة ارتكاز ميدانية جديدة، للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، إلى الاتفاق على ضرورة تحرك الأجهزة الأمنية، لتوسعة مساحة الخلاف بين تنظيمي داعش والقاعدة، وإحداث اختراق في أساس تلك الجماعات، يمهد لوضع إستراتيجية أكثر نجاعة لإنهاء عملية تحويل المنطقة إلى بؤرة عالمية للإرهاب.


الفرصة لتمركز التنظيمات المتطرفة

أوضح الباحث الأميركي في مكافحة الإرهاب، كولن كلارك، إن قضية تفشي الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء متشعبة للغاية، والوجه الأهم هو خصوصية ذلك الإقليم على المستوى الديموغرافي، بالإضافة أن منطقة الغرب الأفريقي ذات طبيعة مفتوحة نسبيا وحدود سهلة العبور، بين نيجيريا والنيجر والكاميرون، وبوركينا فاسو ومالي وتشاد، ما يسمح بالتوسع والتنقل بسهولة بين تلك البلدان، خاصة مع عدم قدرة جيوشها على دحر الإرهاب، مشيرا بالمقابل أن إقليم الساحل من أفقر أقاليم العالم، وبالتالي يتأثر سكان تلك المنطقة بشدة، بارتفاع أسعار المواد الغذائية، وسرعة نمو السكان، وانتشار الفساد والتوترات الداخلية التي لا تجد حلولا، إلى جانب خطر العنف الأصولي بين القبائل.
حيث أفصح كلارك، أنه بالنظر لخارطة الأزمات الداخلية بالساحل، والتي تمتد فيها الأزمات المستعصية، بداية من الأزمات الاثنية في تشاد، وصولا إلى الانقسامات الداخلية والتهديدات الأمنية التي تعرفها النيجر ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو، بسبب الطبيعة الاجتماعية المعقدة، ما يجعل مستوى التجانس ضعيفا وحركيات الاندماج صعبة، مبينا في ذات الوقت، أن هذا التمدد الجغرافي يكشف أن التنظيمات المتطرفة، بالساحل والصحراء، تتمتع بديناميكية وقدرة على الاستقطاب، في مجتمعات محلية مدججة بالصراعات القبلية المعقدة، وتلك هي أبرز السمات المعتادة لتنظيم داعش، الذي يبحث دائما عن المساحات التي لا تحكمها حدود طبوغرافية، وحافلة بالعناصر البشرية الناقمة، والبيئة الرخوة التي تتكيف معها.
 

أغلب المنضمين إلى الإرهاب لا يمتلكون دافعا دينيا

 من جهة أخرى، اتفقت الباحثة المتخصصة في الحركات المتشددة بأفريقيا، جولي كولمان، مع كلارك، في أهمية تحليل سمات الشعوب الموجودة، في تلك المنطقة، كمفتاح لفهم سبب انتشار العشرات من الجماعات المتطرفة، في إقليم الساحل الأفريقي، وفشل المنظومة الأمنية في ردع ذلك.
وقالت كولمان أن 75 في المائة من المنضمين إلى الجماعات الإرهابية، لا يمتلكون دافعا دينيا حقيقيا، وبالتالي هم مساقون بدوافع دنيوية، أبرزها الإغداق المالي على أسرهم، وفوضى التعليم وأزمات البطالة،
 

فشل تحالف القاعدة مع داعش

من جهته الباحث الهولندي في الأمن السيبراني، ألكسندر فون روسنباخ، فقد ذهب إلى الاعتقاد، أن تلك التحولات، قد عصفت بالقدرات الأمنية والإستراتيجية، أمام مكافحة الإرهاب، وأفقدتها فاعليتها مع التوسع السريع، في كل الدول الأفريقية بوتيرة وصلت إلى تنفيذ هجوم إرهابي، بصورة شبه يومية، في بعض دول الساحل.
حيث أشار روسنباخ، أن قدرات الإرهاب تطورت، لتشمل ضربات مباشرة، للجيوش الأفريقية السبعة المتحالفة مبرزا أن المسألة لم تقف عن ذلك الحد، ولكن العشرات من الوثائق والمعلومات، أكدت وجود محاولات حثيثة، على مدار الأعوام الماضية، بين داعش والقاعدة لتحقيق تفاهمات، في منطقة الساحل لتوفير انتشار ونفوذ أوسع.
ويعتقد الباحث الهولندي في الأمن السيبراني، أن هناك عمودين أساسيين للإرهاب، في منطقة الساحل والصحراء، وهما القدرة على التسلل داخل المجتمعات دون شعور بوجود دخيل، بالإضافة إلى طبيعة نشأة المواليين لداعش والقاعدة، فرغم الاختلاف الفكري، فإن أنصار التنظيمين تجمعهما درجات من الاختلاط الأسري، والجيرة لقدومهم من قرى مشتركة، بمناطق في مالي وكاميرون وبوركينا فاسو.
مريم خميسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى