الأولىالجزائر

ترشح الأئمة لتشريعيات 12 جوان يثير جدلا

أمين بن لزرق

عاد التخوف مجددا إلى المشهد السياسي خشية إستغلال منابر بيوت الله في المشهد السياسي، من خلال إقتحام بعض الأئمة غمار الترشيحات وخوض تجربة سياسية خلال التشريعيات القادمة المزمع إحراؤها يوم 12 جوان 2021.

وتقدم العديد من أئمة المساجد التابعين لقطاع  وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، للترشح للتشريعيات المقبلة، ممن أدرجت اسماءهم في قوائم حزبية وأخرى حرة عبر مختلف ولايات الوطن.

ولوقت قربب جدا ظل رجال الدين في الجزائر ممنوعون من ممارسة السياسة وترشحهم لمختلف الإستحقاقات غير وارد لحكم مهامهم النبيلة التي تفرض عليهم التزام الحياد، بالمقابل يتهافت رجال السياسة في مختلف المناسبات الإنتخابية على مختلف المساجد والزوايا والمدارس القرآنية لنيل رضاهم وكسب دعاوي الخير حسب اعتقادهم وتبييض صورتهم في المجتمع لعلها تكسبهم  ود الناخبين.

ولعل ما يتخوف منه الكثيرون هو أن يسقط رجال الدين في السياسة فتشغلهم عن رسالتهم التي خلقوا من أجلها وحينها لا يجدون مبررا لتحول  بينهم وبين مهامهم المنوطة بهم، وهناك من يدعوا جميع الأئمة إلى أن يترفعوا عن العمل الحزبي لكونهم يمثلون ”حزب الله” لاغير، وأن رجال الدين عندما يلجون ميدان السياسة يسقطون في فخ الخطاب السياسي الرديء والماكر،وحينها يصبح الإمام محل شك وينقص من قيمته وهيبته كإمام في المجتمع، 

ويتخوف متابعون للشأن السياسي في الجزائر من تأثير رجال الدين على الناخبين من خلال استغلال المنابر بطريقة أو بأخرى واستغلالها سياسيا لصالحهم، لكن وزارة الشؤون الدينية ضحدت مل هذه الإحتمالات من خلال منع  الإمام المترشح من مزاولة عمله وإلقاء الخطب وإحالته على عطلة استثنائية طيلة مدة ترشحه  إلى غاية انقضاء الفترة الزمنية المخصصة للتشريعيات.

الإمام المترشح زروقي منير 

الإمام مثله مثل باقي أفراد المجتمع

قال زروقي منير الإمام الخطيب المترشح للتشريعيات المقبلة بولاية غليزان، جلول حجيمي، في تصريح خص به ”الوسط”، إن ”الإمام مثله مثل باقي افراد المجتمع ولم ير أي مانع للترشح وخوض غمار التشريعيات  إذا وجد نفسه سيفيد وينفع المجتمع، مؤكدا أن الإمام المترشح لابد أن يعامل مثله مثل المترشحين الآخرين ولا ينظر إليه بنظرة مختلفة. 

ويقول الإمام المترشح بغليزان:” ترشحت وأنا على يقين بأنني سأجد بعض التعليقات حول ترشحي رغم أن ترشحي جاء إيمانا مني أنني أستطيع أن أنفع بلدي وأبناء بلدي، وهناك من شجعني على الترشح كثيرا حتى قبل ان تأتيني الفكرة.”

ويضيف زروقي منير أن ”  لم أكن أفمر على الإطلاق في الترشح لكن بعد أن تلقيت بعض التشجيعات والعروض للترشح،  اخترت الدخول الى غمار التشريعيات عبر قائمة حرة غير محزبة ” 

وبخصوص اختياره الترشح ضمن قائمة حرة يقول الإمام المترشح أن ” اختياري للترشح ضمن قائمة حرة جاء بناءا على تفضيلي عدم التحزب والبقاء حرا لأنني لا اثق كثيرا في الأحزاب،  وحتى لا الطخ سمعتي ونظرة الناس إليا على أنني أنتمي لحزب ما،  فأنا حر وسأبقى حر، وترشحت لأخدم بلدي وأبناء بلدي من خلال تسطير برنامج خاص يتناسب ومدينتي التي أقطن بها.” 


وفيما يتعلق بإستغلال المنابرمن قبل الأئمة المترشحين في هذه الحملة الإنتخابية، أكد زروقي على أنه يتوحب التفريق بين حزبية المنبر وتسييس المنبر، فالإمام تقيده السياسة العامة لرسالة المسجد  التي كلف بها وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرواللحمة الوطنية والتضامن والتعاون ،وفعل الخير أما أنه يكون يمثل تيار سياسي أو حزب فهذا أمرمناف تماما للرسالة المسجدية.


جلول قسول 

ترشح الإمام لا يبعده عن رسالة المسجد  


 لم يجد إمام مسجد القدس بحيدرة، جلول قسول، أي حرج في ترشح الإمام لهذه الإستحقاقات و أن الأئمة جزء لا يتجزأ من المجتمع بل هم من القادة في مجتمعهم يتكلمون عن كل انشغالات المجتمع ويوجهونه ويرافقونه في تحقيق بعض المطالب ومن ثم يمكن له ان يكون مناقشا فعالا في التشريع  زيادة على ذلك يعتبر ذلك امانة في عنقه والإمام على حد قوله قادرعلى مناقشة الامور القانونية باعتبار مستواه العلمي وتجربته في معالجة القضايا المجتمعية.

ويضيف جلول قسول أن ترشح الإمام لا يبعده عن رسالة المسجد لأن من يعرف الرسالة التي كانت تعالج القضايا الكبرى وفض النزاعات والتشريع وغيرها  بل ان بعض الناس يريدون تقويض دور المجتمع في القيادة الروحية وهم الرافضين في المشاركة حتى في الانتخاب فما بالك في الترشح للانتخاب…والأعجب من هذا أنهم  يتكلمون باسم الاسلام  !؟ ويهتمون بالشعائر الدينية …ولا يعلمون أن الانتخابات واجب ديني وضرورة اجتماعية..
وتابع جلول قسول حديثه الخاص للوسط حول ترشح الأئمة لهذه التشريعيات بالقول: ” إذا كان من البرلمانيين في العهدات من لايقرأ …برلمان !!!!….وعندما يأتي الإمام للترشح يقولون لك لا يمكن له  أن يناقش القوانين المعروضة ،علما ان اغلب الائمة المترشحين …دكاترة !!!

ورفض إمام مسجد حيدرة جلول قسول أن يتم استغلال المسجد من طرف الإمام للدعوة لحملته الانتخابية، لأنه هناك من يترصدهم في المجتمع ولا يقبل أخطائهم وهفواتهم مشيرا الى أن العرف في الجزائر أن الإمام  ذو توجه حيادي لا حزبي ولا توجه سياسي، لأن “دعوته هي دعوة عامة وتصلي خلفه جميع  أطياف المجتمع بما فيها النخب السياسية والمتحزبة ”. 

عامر رخيلة

قانون الإنتخابات لم يخص الأئمة بإجراء إستثنائي  

كشف الدكتور المتخصص والخبير في القانون عامر رخيلة في تصريح خص به الوسط أنه لم يستثن قانون الانتخابات الأئمة من الترشح ولكنهم كباقي الفئات المهنية، ملزمون في حالة ترشحهم إخطار مديرية الشؤون الدينية برغبتهم لتؤمن من يتولى الامامة في أوقات الصلاة طيلة المدة القانونية التي تبدأ بإعلان نية الترشح الى إعلان نتائج الاقتراع.

ويضيف رخيلة أنه لم يخص قانون الانتخابات فئة الأئمة بأي إجراء استثنائي فالإمام كمواطن تخضع عملية دراسة ملفه لما يحكم أي مواطن مترشح.
ومن حيث المبدأ وبصرف النظر عن رؤية المجتمع للامام كشخصية جامعة، يقول الخبير القانوني أنه يحق له ممارسة حقه الدستوري والقانوني في الترشح..

وتابع رخيلة قائلا: ” حقيقة ان المجتمع لايستصيغ مشاركة الامام في العمل السياسي القائم على الاختلاف والتباين في وجهات النظر الذي قد يصل الى التنابز والإساءات اللفظية في ظل ما تفرضه الحملة الانتخابية من تجاوزات قد تصل الى المس باعتبار الإمام وفي ذلك مس بمكانته المعنوية وسط المجتمع.

براهيم قارعلي  

حذاري أن تدنس وظيفة الإمام وسط مستنقع السياسة  

يقول الإعلامي والبرلماني السابق براهيم قارعلي أن الإمام مواطن مثل بقية المواطنين والإمامة وظيفة مثل بقية الوظائف ، وعلى هذا الأساس من حق الإمام أن يترشح مثل بقية المواطنين وفق الشروط القانونية التي يجب أن تتوفر في المنتخبين لمختلف المسؤوليات الانتخابية من ولائية وبلدية وبرلمانية .
لكن يتحفظ قارعلي على ترشح الأئمة، من خلال تأكيده على أن مهنة الإمام  بالنسبة إليه أنه يرى من غير اللائق أن ينخرط الإمام في الانتخابات ، فالإمام يحمل رسالة سامية بل رسالة سماوية ، وأتذكر أنه في إحدى المواعيد الانتخابية السابقة اتصل به إمام يأخذ مشورته كان أحد الأحزاب عرض عليه فكرة الترشح فقال له: ” حذار أن تفعل ، فهم يريدونك لأصواتك وليس لشخصك وسوف تتلطخ سمعتك في المستنقع السياسي ” وقد اقتنع برأيه على حد قوله 

 وختم الإعلامي قارعلي كلامه بأنه يعتقد أن الإمام صمام أمان ، لذلك عليه أن يحذر من أن تدنس وظيفته المقدسة ذات الرسالة الروحية والحضارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى