تركيا تسحب البساط الفرنسي من افريقيا بعلاقات استراتيجية رابح/رابح

بن جدو ل” الوسط ” :علاقات تركيا وروسيا مع افريقيا أكثر عدلا من فرنسا

أجمع المحللون السياسيون أن قمة تركيا افريقيا المنعقد أمس الأول نجحت في سحب بسا الهمينة الفرنسية على افريقيا. من خلال تتويج القمة بخريطة طريق شراكة جديدة تمتد لغاية 2026.ومن شان رفع تركيا لصوتها من اجل تمثل عادل للقارة السمراء في مجلس الأمن ان يخلط أوراق فرنسا في افريقيا. لاسيما من قبل الدول الرافضة للاستعمار المغربي للصحراء الغربية .

وفي قراءة متأنية يبدو واضحا أن البيان الختامي الذي اعلن عنه الرئيس التركي الطيب أردوغان. في ختام قمة تركيا افريقيا التي شارك فيها الجزائر بواسطة الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. ان هذه الأخيرة استندت في علاقاتها الجديدة مع القارة الافريقية على علاقات استراتجية تقوم على مبدأ رابح رابح .عكس العلاقات الفرنسية التي كانت متجذرة في الدول الافريقية في زمن غير بعيد والتي تقوم على مبدا الربح الاحادي لفرنسا من خلال استغلال الثروات الطبيعية لدول القارة خاصة مستعمراتها القديمة دون منافع على شعوب القارة الافريقية .

ويتضح جليا ان تركيا لن تنتهج في علاقاتها الجديدة مع افريقيا براغماتية متطرفة كما كانت عليه فرنسا في السابق. من خلال رفع صوت تركيا عاليا للمجتمع الدولي والداعي الى ضرورة الإسراع في اصلاح مجلس الأمن الدولي. بما يتيح تمثيل عادل للقارة الافريقية بهذه الأداة التي تسيطر على العالم وتمنع تطبيق الشرعية الدولية. كما يتجلى من خلال دعم فرنسا عضو مجلس الامن لاحتلال المغرب للصحراء الغربية منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي الامر الذي يعجل بالقضاء على المصالح الفرنسية لاسيما بالدول الافريقية التي سبقت الى هذه الدعوة على غرار الجزائر وجنوب افريقيا .

وفي هذا السياق يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن العلاقات التنائية او الجماعية التي تجمع دول افريقيا مع روسيا وتركيا .اكثر عدلا من العلاقات الفرنسية الافريقية مشيرا الى ان الأولى تقوم على مصالح متبادلة في جميع المجالات وليس الاقتصادية والعسكرية فقط . مؤكدا في نفس السياق ان دعوة تركيا لاصلاح مجلس الأمن لانصاف افريقيا سيخلط حسابات فرنسا التي تواجه وضعا معقدا في افريقيا لاسيما بدول الساحل الافريقي , مبرزا أهمية مراجعة قادة الدول الافريقية لعلاقاتها مع فرنسا وفق منطق رابح /رابح مع تعزيز العلاقات التنائية بين الدول الافريقية والتوجه نحو التكامل الافريقي في جميع المجالات .