الأولى

تساؤلا عن مصير الحراك الشعبي في رمضان

ثنائية الجيش و الحراك

مامصير الحراك الشعبي وما مستقبله في ظل المستجدات في الساحة الوطنية ، وكيف سيكون الحراك الشعبي الذي انطلق يوم 22من شهر فيفري ، كيف سيكون بعد دخول شهر رمضان ، وبعد دخول من وصفه الحراك رأس العصابة السجن وهو السعيد بوتفليقة ، إضافة إلى دخول الجنرال توفيق وطرطاق السجن .

فمن المتوقع أن يأخذ الحراك الشعبي الذي انطلق في22فيفري السابق و استمر ل11أسبوع ، من المتوقع أن يأخذ منحنيات أخرى ، ومنعرجات أخرى ، للعديد من الأسباب سواء الظرفية ، أو سواء ما تعلق برد الفعل النتائج التي حققها الحراك نفسه بفضل وقوف الجيش مع الحراك .

الأسبوع الأخير من الحراك أو الجمعة رقم 11، لوحظ شبه تناقص في الحراك الشعبي ولاحظ العديد أن الحراك بدأ يتناقص ولم يكن مثل السابق ، أرجعه العديد من المتتبعين إلى بداية فهم المواطنين و الشعب للآلة السياسية ، واستشعاره بوجود تجاوب مع الحراك من قبل طرف في الدولة و الذي جاءا بناءا على خطابات الجيش ودعواته لإيجاد الحلول المناسبة  ، وزاد ارتياح الحراك عندما راح يشاهد كبار أفراد العصابة يدخلون السجن على غرار علي حداد ، كونيناف ،ربراب ، وكذلك محاكمة وجنرالات على غرار احمد اويحيى ، ولوزير المالية لوكال ، إضافة إلى مدير الشرطة السابق عبد الغني هامل ، وغيرهم من رجال الأعمال الممنوعين من السفر .

كل هذه النتائج المحصلة كانت بالنسبة للعديد من المدركين للواقع جيدا من الحراك ، أنها نتائج فعلية و تشكل تقدما ملحوظا ، بل نتائج باهرة لم يكن يتوقعها أحد من قبل ، فيما بقيت فئة أخرى من  الحراك مازالت تنظر بعين الريبة لم يتحقق من النتائج ولاسيما التحقيقات ضد شخصيات كبيرة في الدولة ، لدرجة أن البعض كان يعتبرها على الفايسبوك مجرد مسرحيات ، لاسيما و أنه كان يرى أويحيى يدخل المحكمة ثم يخرج والشرطي يقدم له التحية بأنه فعلا مسرحية ، ولا يدركون أن تحية الشرطي لأويحيى ماهي إلا رد فعل ، و الأهم هو ما يوجد في ملفات العدالة ، والتحقيقات متواصلة .

الحراك الذي لا ينكر أحد أن فيه الكثير من المندسين و الكثير من المحسوبين على أحزاب سياسية مختلفة ، هدفهم خدمة أجندات أخرى ومصالح معينة ، لاشك أنه سيعرف نقطة تحول ، خاصة بعدما كان غالبية الحراك يطالبون بمن سموه رئيس العصابة السعيد بوتفليقة ، بل حتى هناك من طالب بإعدامه ، فمن المؤكد أن الحراك سيتحول بعد أن شاهد الشعب صور السعيد بوتفليقة الآمر الناهي في المرحلة السابقة يتجه نحو القضبان من باب المحكمة العسكرية ، ونفس الشيىء بالنسبة لأسماء كان يخاف الكثير ذكرها حتى مع نفسها رأوها تتجه إلى القضبان ، فيما يتعلق بالجنرال توفيق و الجنرال بشير طرطاق .

كل هذه ردود الفعل أيقظت الحراك من الصدمة التي كان يعيشها ، وبدأ يدرك أن الحرب على الفاسد التي انطلقت و محاسبة رموز النظام السابق ، و المتورطين في الفاسد ، والتي كان الجيش وبقيادة الفريق أحمد قايد صالح كان قد دعا إليها في احدى خطاباته ، لم تكن لا لعبة ولا مسرحية مثلما يحاول الكثير أن يشوشوا على أصحاب النوايا الحسنة في الحراك وزرع الشك داخله ، بل تعدى الأمر إلى تأليب هذه الفئة الضالة على الجيش ، اذ من غير المعقول أن يتم استهداف من كان أول المبادرين إلى الإصلاح وأعلن الحرب على المفسدين ، وهنا أدرك الكثير من أهل الحراك ، أن الحراك فعلا مخترق ، و يحاول توجيهه نحو ضرب الجيش الذي هو بذاته مع مطالب الشعب وباشر عملية إصلاحات ، يبدو أنها لم تعجب الكثير من الأطراف مما يعرف بالقوى الغير الدستورية ، أو الدولة العميقة .

وعلى العموم من المتوقع جدا ، أن يأخذ الحراك نفسا آخر ، حتى وفي رمضان لاسيما بعد تيقنه أن النتائج التي حققها هي نتائج حقيقية وليست نتائج وهمية وليست مسرحيات ، ومن المؤكد أن يزيد التلاحم ،و الارتباط بين الشعب و الجيش وتزيد الشعارات الداعمة للجيش و الفريق أحمد قايد صالح ، بعدما سعت العديد من المؤدلجين إلى ضرب تلك الثقة بين الشعب و جيشه الذي كان يبدو لهم أملهم الأخير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى