الأولىالجزائر

تعميم اللغة الإنجليزية قرار سياسي حكيم

· رابح لعروسي : خطوة جريئة تستحق التنويه
· بوجمعة محمد شيهوب : نطالب بتطبيق القرار في سبتمبر
· مسعود عمراوي : علينا الحذر من عرقلة العملية
· سيدعلي بحاري: ضرورة التوسع في تعليم هذه اللغة الحية

خرج اجتماع مجلس الوزراء الأخير الذي ترأسه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بجملة من القرارات الجادة من بينها قرار اعتماد اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي والذي جاء بعد دراسة عميقة من طرف الخبراء والمختصين، حيث أجمع الكثير من النقابيون والباحثون ليومية “الوسط “على أن هذا القرار سيخدم المنظومة التربوية الجزائرية بشكل عام.

إرادة رئيس الجمهورية

أكد المحلل السياسي البروفيسور رابح لعروسي لـ”الوسط” أن التوصل إلى هذا القرار يعكس إرادة رئيس الجمهورية في الذهاب إلى إدخال إصلاحات حقيقية في المنظومة التربوية من خلال إدراج اللغة الانجليزية في الطور الابتدائي كأول خطوة في هذا المسار وهي ترجمة لمطلب الكثير من تنظيمات المجموعة التربوية إلى جانب مطالب أخرى تنتظر التجسيد سيما ما تعلق بمراجعة البرامج التي أصبحت تثقل التلميذ في الابتدائي.
وفي سياق ذي صلة يرى الباحث الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 ،من زاوية التحليل السياسي أنها خطوة جريئة من طرف القائمين على المنظومة التربوية لمواكبة التطور التكنولوجي الحاصل اليوم والذي تتصدر اللغة الانجليزية مجال البحث ولغة التخاطب على المستوى العالمي وعليه تدريس اللغة الإنجليزية في الطور القاعدي تجعل من التلميذ قادرا على التحكم في اللغات وأكثر انفتاحا على العالم.

هل يكون التطبيق في سبتمبر المقبل؟

أوضح رئيس المنظمة الجزائرية لأساتذة التربية “مجال”، بوجمعة محمد شيهوب ليومية “الوسط” أن هذا القرار كان منتظرا وعليه فخلال لقائنا مع وزير التربية الوطنية يوم 23 فيفري في لقاء ثنائي مع المكتب الوطني رفعنا هذا المطلب الذي طالبت به المنظمة منذ 7 سنوات حيث أكد لنا وزير القطاع التربية في الجزائر بأنه سيتخذ هذا القرار في الأيام القادمة الذي سيدرج اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي والآن صدر في اجتماع مجلس الوزراء الأخير وطبعا نحن نثمن هذا القرار وندعمه وندعو إلى تطبيقه في بداية الموسم الدراسي المقبل في سبتمبر 2022 وعدم تأجيله إلى الموسم الآخر لأننا نرى أنه سيكون له أثر جد كبير في دعم نوعية المنظومة التربوية بحيث أن أغلب البحوث العلمية بنسبة 90 بالمائة في العالم تعتمد على اللغة الإنجليزية بالدرجة الأولى فهي تعتبر لغة حية وتدريسها ابتداء من التعليم الابتدائي سيعطي قاعدة صلبة ولغوية للتلاميذ التي تمكنهم مستقبلا بتوظيفها في مسارهم الدراسي لكونها أهم أداة للبحث العلمي.
وأضاف ذات المتحدث أن اللغة الفرنسية وفق كل الدراسات عبارة عن لغة ميتة كما أن أغلب المنظومات العالمية لا تعتمد على الفرنسية بل حتى المنظومة التربوية الفرنسية الآن أصبحت تنجز أغلب البحوث العلمية في جامعاتها باللغة الإنجليزية وحتى طلاب الفرنسية طالبوا برد الاعتبار للفرنسية ونحن نتساءل لماذا مازالت اللغة الفرنسية تفرض علينا وهي في الأصل لغة ميتة وفي هذا الصدد نقول أنه لابأس أن تبقى تدرس في المتوسط والثانوي مثل اللغة الروسية أو الصينية أو غيرها من اللغات في إطار تدريس اللغات ، كما أنه يمكنها أن تكون لغة قاعدية في المرحلة الابتدائية ونسعى مستقبلا لتحقيق مطلبنا لكي تكون اللغة الإنجليزية في مكان اللغة الفرنسية وهذه خطوة أولى والحكومة أرادت أن تكون لغة ثانية وكمرحلة أولى نتمنى أن نمشي إلى مرحلة ثانية في السنوات المقبلة من خلال حذف اللغة الفرنسية في الابتدائي وتبقى في المتوسط والثانوي فقط.
وكشف شيهوب أن قرار تعميم الإنجليزية في الطور الابتدائي سيسمح بتوظيف الكثير من أساتذة اللغة الإنجليزية مؤكدا لـ “الوسط ” أنه تلقى العديد من الاتصالات من أساتذة الإنجليزية بعدما نشرنا ما تضمنه اللقاء مع وزير التربية حيث أن الكثير من هؤلاء الأساتذة حاولوا التأكد من صحة الخبر كما أنهم استبشروا خيرا لأن الكثير من خريجي الجامعات للغة الإنجليزية هم بطالين الآن في الجزائر وبالتالي فهذا القرار سيمتص وعاء كبير منهم و سيقلل الضغط على المجتمع ومنظومة الشغل بشكل عام.

عدم تحديد زمن التطبيق

واعتبر القيادي في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين مسعود عمراوي أن تعميم اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي وفق ما جاء في اجتماع مجلس الوزراء في 19 جوان 2022 قرار نثمنه، وقد تأخر كثيرا، ونحذر من الارتجال، غير أن عدم تحديد زمن التطبيق يبقي الباب مفتوحا لعرقلة العملية كما حدث سنوات التسعينات رغم التجربة الناجحة، لأن وكلاء فرنسا سيعرقلون العملية على حد قول البرلماني السابق.

التوسع من الروضة حتى الجامعة

أشار رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية سيدعلي بحاري في تصريح ليومية” الوسط ” إلى أنه نظرا للتقدم التقني الهائل الذي يشهده العالم و الثورة في مجال الاتصالات والمعلومات فقد أصبح العالم قرية واحدة وأضحى الاتصال المباشر وغير المباشر بين شعوب وثقافات العالم حتميا مما جعل الانعزال عن دائرة الأحداث أمرا مستحيلا ولقد فرضت ضرورة الاتصال و التواصل الإنساني على كثير من الدول الاهتمام بتطوير وسائل الاتصال حيث تأتي معرفة اللغات الحية وإتقانها على هرم هذه الوسائل للإفادة من الجديد المفيدة الذي تنتجه الثقافات المختلفة حول العالم ومن أهم اللغات الأجنبية في عصرنا هذا اللغة الإنجليزية التي تعد لغة الاتصال والتفاهم بين كثير من بلدان العالم فهي لغة المؤتمرات و الملتقيات السياسية والعلمية و النشر والبحث العلمي في كثير من المجالات وخصوصا التقنية والطبية ولغة التجارة و الاقتصاد وغيرها والجزائر بما تملكه من أهمية بحكم موقعها الجغرافي كهمزة وصل بين القارات وبحكم موقعها على خريطة الاقتصاد العالمي إذ هي من بين الدول المصدرة النفط والغاز وبروزها أيضا في مجالات المعادن أيضا على المستوى العلمي هذا على نطاق الجغرافيا و الاقتصاد وعليه فتعليم اللغة الإنجليزية بالمدارس الابتدائية موضوع حوار وطني بين المهتمين به في المؤسسات التعليمية والإعلامية وبين شرائح المجتمع عموما فقد ظهر في هذا السياق اتجاهان الأول يريد ويدعو إلى التوسع في تعليم اللغة الإنجليزية بدء من الروضة حتى الجامعة معتمدا في ذلك على حاجة الجزائر تلك اللغة وأبرز هذا بمبررات عديدة مبنية على افتراضات ونظريات تربوية ومنها جاء القرار السياسي الحكيم باعتماد بدأ تدريس اللغة الإنجليزية في مرحلة الابتدائي.

حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى