
- علي ربيج: توظيف الثورة الجزائرية مناورة
- لمين مستاك: الرئيس الفرنسي يغذي التطرف
يعتبر مراقبون أن التوجهات السياسية للرئيس الفرنسي ماكرون بتوظيف ورقة الثورة الجزائرية و ملف الذاكرة،هي محاولة لاستمالة الكتلة الناخبة الجزائرية و المسلمة في الوقت نفسه تساهل ذات المسؤول مع تمرير قانون مكافحة الانفصالية الذي تم تمريره مؤخرا يستهدف بشكل أساسي الناشطين الجزائريين و يضيق عليهم بدعوى مكافحة التطرف حيث يمنع القانون رفع الراية الجزائرية باعتباره أكثر الرموز الحاضرة في مختلف الفعاليات.
أجمع فاعلون و ناشطون في تصريح “للوسط” أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريد تعويض خسارته بعد تراجع شعبيته نظرا للأداء الباهت على المستوى الداخلي و الخارجي، من خلال الاستثمار في ملف الذاكرة لاستقطاب الجالية الجزائرية في فرنسا ،وفي نفس الوقت يحاول استمالة الطرف المعادي للإسلام الذي يشكل أكبر وعاء انتخابي في فرنسا، وجدير بالذكر أن حكومة ماكرون أعدت عام 2020 مشروع قرار “قانون الانفصالية” المثير للجدل،و الذي يمنع المسلمين المقيمين في فرنسا من فتح مدارس لتعليم أبنائهم، بذريعة حماية “مبادئ الجمهورية“.
و كان الرئيس ماكرون عبر عن استعداده في العديد من المرات للاعتراف بتجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، حيث صرح من الجزائر حينما كان مرشحا للرئاسيات الماضية بأن الاستعمار جريمة ضد الإنسانية، و منذ وصوله على رأس الدولة الفرنسية سهل الوصول إلى أرشيف حقبة الاستعمار، و تم الاعتراف بتعذيب و قتل المناضل الجزائري علي بومنجل عام 1957.
علي ربيج
الثورة الجزائرية ستحسم الرئاسيات الفرنسية
وقال المحلل السياسي علي ربيج في تصريح “للوسط”:” ماكرون يحاول استمالة الكتلة الناخبة الجزائرية في فرنسا في الرئاسيات المقبلة، و ثورة الجزائر مفتاح ماكرون لولاية ثانية، قبيل نحو عام من موعد الرئاسيات الفرنسية، بدأ إيمانويل ماكرون بمغازلة الناخبين من أصول جزائرية على بوابة ذاكرة حرب التحرير الجزائرية”.
و أكد ربيج أن تصريحات ماكرون حول الثورة الجزائرية تتجه نحوالتوظيف السياسي في علاقتها مع الجزائر،لتهدئة الأوضاع واستمالة الكتلة الناخبة الجزائرية و المسلمة في فرنسا لأنه مقبل على حملة انتخابية شرسة وحظوظه تراجعت نظرا لأدائه الباهت على المستوى الداخلي و الخارجي.
و أشار أن فرنسا متخوفة من فقدان الجزائر كشريك اقتصادي إستراتيجي، لافتا أن المؤشرات توحي أن هناك إرادة سياسية في الجزائر بقيادة رئيسها عبد المجيد تبون للتوجه نحو التنويع في شركائها الاقتصاديين و السياسيين .
و شدد علي ربيج أن الجزائر تشكل إغراء لفرنسا التي لا تريد أن تضيع الفرصة و تسمح بدخول منافسين حقيقيين في الخط، خاصة أن الشريك الاقتصادي الصيني الروسي أبان عن نضج و مسؤولية وفق قاعدة رابح رابح
لمين مستاك
استمالة الطرف المعادي للإسلام
اعتبر المحلل السياسي مستاك أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريد استمالة الناخبين من أصول جزائرية عبر الثورة الجزائرية وملفات الذاكرة،لافتا أنه في نفس الوقت يحاول استمالة الطرف المعادي للإسلام الذي يشكل أكبر وعاء انتخابي في فرنسا.
و قال مستاك في تصريح “للوسط” أن ماكرون يلعب على الطرفين لاستمالة أصوات الناخبين، فهو يوظف الثورة الجزائرية و ملفات الذاكرة لمغازلة الناخبين من الأصول الجزائرية، من جهة أخر يعزز مشروع قانون معاد للمسلمين لاستمالة هذا الوعاء الانتخابي الذي يشكل نسبة كبيرة في فرنسا”.
و استبعد المحلل السياسي لمين مستاك قيام ماكرون بالاعتراف رسميا بتجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، معتبرا أن كل المعطيات تؤكد بان ماكرون لن يغامر و يعترف بتجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر .
في حين أكد لمين مستاك أن فرنسا متخوفة من فقدان امتيازاتها في الجزائر، خاصة تغيير توجه السلطة الحالية نحو إعادة النظر في شراكتها مع الاتحاد الأوروبي، و توجهها نحو تنويع شركائها الاقتصاديين.
و اعتبر المحلل السياسي لمين مستاك أن خطابات ماكرون حول الذاكرة هي مجرد وعود سياسية رمزية لم تر النور، لم تصل إلى قرارات فعلية على أرض الواقع، واعتذار رسمي من فرنسا للجزائر على جرائمها الاستعمارية.
إيمان لواس