
الصهيونية إيديولوجيا متطرفة لا تعترف بالحريات ولا بالديمقراطية, تخاف الشفافية وتبغض المصداقية وليس لها حيزا للإنسانية ولا مكانة أخلاقية, لأنها كيان غاصب محتل, منذ 76 سنة وهو يمارس المذابح والمجازر على الشعب الفلسطيني الأعزل, مستعملا ترسانة حربية قوية زوده بها الغرب, ليعبث ويعربد ويرتكب الجرائم كما يحلو له, لا يأبه للأعراف والقوانين الدولية, ولا يعترف بالمحاكم الدولية ولا حتى بالأمم المتحدة, سياسته بنيت على الحقد والكراهية وسفك الدماء, لذلك تجد له رهبة وحساسية من الإعلام الحر الذي ينشر غسيله المتسخ وفضائحه وجرائمه التي فاقت كل تصور بشري وخيال علمي, لذلك تجده يغتال ويستهدف الإعلاميين عمدا ومع سبق الإصرار والترصد ولم يكفه ذلك بل عمد لاستهداف أهاليهم وعائلاتهم, فقد وصل عدد الصحفيين المستهدفين الذين سقطوا شهداء في ميدان الشرف أكثر من 106 وهذا منذ الحرب على قطاع غزة, وهذا العدد يفوق عدد القتلى من الصحفيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية خلال 6 سنوات.
الكيان الصهيوني تكونت له عقدة مرضية من الإعلام الحر, لأنه فضحه في المحافل الدولية وأسقط أقنعته المتلونة وكشف جرائمه ضد الإنسانية, وقتله للأطفال وتحطيم عظامهم بالحجارة كما فعل بأطفال الحجارة الأبرياء الذين دفعتهم براءتهم التي فاقت سنهم بكثير بالدفاع عن أرضهم وعرضهم وهم يرون صباحا ومساءا جرائمه ضد الحرائر الفلسطينيات والمدنيين العزل. إن الحقيقة لا تطمس لأنها حياة و أخلاق وقيم ومبادئ, كل الكون يتغنى بها, نجدها في تغريدة عصفور, وتحرك غصن وتموج نسائم, كامنة في ضوء القمر بارزة مع بزوغ الفجر, قوية مع أشعة الشمس, إنها منطق الحياة وغاية فلسفية بكل ما في ذاتها من حركية حضارية وفكرية يسعى لها الجميع ليرتشف من رحيقها, نبحث عنها في كينونتنا وحتى في طيات سجلات أنفسنا.
هل يستطيع الكيان الصهيوني باستهدافه للإعلاميين أن يطمس الحقيقة؟ بالطبع لا إنها كالشمس لا يستطيع حجبها مهما بلغت قوته وجبروته, ما يخجل حقا ويضع العالم الحر في حرج كبير, كيف للعالم الغربي الذي يدعي الحضارة أن يضع يده في يد هذا الكيان المجرم, وهو يدرك جيدا أنه رأس كل الجرائم والموبقات وأنه رأس الفتن والمكائد والخديعة, وما يزيد الطين بلة ازدواجية المعايير التي زادت عن حدها وأصبحت سياسة لها أبعاد دبلوماسية لها وجهة رأي حسب المكبات المصلحية, وبالتالي خلقت فجوات أخلاقية وتصدع في القيم زعزعت اللحمة الدولية وفتت أي تقارب سياسي يبسط السلام الدولي, وينشر الورع والعدل والمساواة في جميع أنحاء العالم وخاصة الدول الفقيرة التي مزقتها الفتن والقلاقل و التناحرات القبلية والطائفية, وخاصة تلك الشعوب النازحة والهاربة من الجوع الذي يقتل أكثر من 19000 شخص كل يوم, الكيان الصهيوني اليوم سياسته العمياء أفقدته صوابه وأدخلته دوامة إجرامية معادية لكل حامل للقيم الإنسانية والأخلاقية.
تحركات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط توحي بأن الوضع أصبح خطيرا, والذي صرح أنه يريد ضمانات لعدم اتساع النزاع في المنطقة, وخاصة مشكلة الحدود بين الكيان الصهيوني ولبنان, وهذا بعد أن بدأ حزب الله بالتصعيد وضربه لأهداف صهيونية بواسطة صواريخ قوية دكت حصون جيش الاحتلال والتي جاءت ردا على قتل القيادي السياسي العسكري صالح العاروري, ولكن هذه التحركات الماروطينية ليست من أجل لبنان ولا الشعب الفلسطيني ولا مأساتة وإنما جاءت لإنقاذ الكيان الصهيوني من المأزق الذي يتخبط فيه عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا.
بلخيري محمد الناصر