
لقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي التي تنشر صورا ومقاطع فيديوهات تبين خيبة الجيش الإسرائيلي واندحاره وسهولة استسلامه والحط من قيمته, سلاحا جديدا يقلق الكيان الصهيوني ويدخله في دوامة من الأرق المتواصل, زيادة على نشر صور جرائمه الحربية المقترفة في حق الأبرياء العزل من أطفال ونساء, الشيء الذي جعله يشن حملات واسعة من المداهمات والاعتقالات على نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية, مع تسخيره لأجهزة مختصة في المجال الإلكتروني تتتبع كل ما ينشر من صور أو فيديوهات توثق جرائمه النكراء في غزة.
لذلك أصبح ما ينشر على هذه المنصات نوعا من الحرب النفسية الموجهة, يقوم بها الشباب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني وتعنته, وبالفعل فقد آتت أكلها وأصبحت تقلق العدو الصهيوني وأجهزة مخابراته, فقد اعتبرت بعض المواقع الغربية أن هذه المحتويات مضللة وأن هذه المنصات لم تستطع محاربة هذه المعلومات الزائفة, كما أعتبر مختصون أن هذه الحملة لم يشهد لها مثيل منذ الهجوم الذي شنته كتائب القسام على ثكنات العدو الصهيوني وتمزيقه.
وبالفعل فقد كانت ثورة حقيقية عارمة, عمت منصات التواصل الاجتماعي في كل الدول العربية وخاصة في الجزائر مساندة للقضية الفلسطينية, مبينة بالصور والفيديوهات جرائم العدو الصهيوني المقترفة في حق الأطفال والنساء, وبشاعة هذه الجرائم التي استعملت فيها أسلحة محرمة دوليا, الشيء الذي نتجت عنه موجات من الغضب الشعبي وردود أفعال مستنكرة كبيرة, وهذا بالتزامن مع المظاهرات التلقائية التي خرجت في جميع الدول العربية وحتى في أمريكا ذاتها التي باركت هذه الحرب وبعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا.
الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان ولا يطعن فيها طاعن ممن يتبنون ازدواجية المعايير, أن الكيان الصهيوني جبان يخاف المواجهة, الشيء الذي جعله يختبئ وراء طائرته الحربية التي تقتل الأبرياء ولا تفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية, زيادة على تعمده حصار غزة حصارا كليا, من قطع للماء والغذاء والدواء والوقود, مما تسبب في خروج المستشفيات عن الخدمة وانهيار المنظومة الصحية بالكامل, مما قد يتسبب في كارثة صحية قد تعرض حياة جميع الجرحى والمصابين وحديثي الولادة إلى الخطر, كل هذا والبيت الأبيض يدعي أنه لم يتأكد من استعمال العدو الصهيوني للفسفور الأبيض, وأن الهدنة الإنسانية ستستفيد منها حماس.
إنها كارثة إنسانية وجريمة كاملة الأركان تقترف في حق أبناء غزة والعالم يتفرج دون أن تصدر منه أفعالا ملموسة سوى التنديد والتخوف من توسع رقعة النزاع, وما زاد الطين بلة الدعم الغربي للكيان الصهيوني وخاصة ما أقدم عليه الرئيس الفرنسي من دعم ومساندة, متشدقا بالإنسانية, وكأنه لا يعلم جرائم فرنسا في الجزائر التي راح ضحيتها 5 ملايين و630 ألف شهيد, زيادة على جرائمه النووية في الصحراء الجزائرية, التي مازالت أثارها قائمة لحد الساعة من معاناة وأمراض.
بلخيري محمد الناصر