أقلام

‫تقدير موقف..‬‬ ‫ضريبة خاصة لأزمة الضياع العربي‬‬

‫ ‬‬
‫تصدع عربي بعد تماسك في عزحتمية التوافق الاستراتيجي, تعداه إلى وهن ثم ضياع مع صمت سياسي ودبلوماسي, والشرق العربي يشهد تكالبا غربيا أصبح كساحة حرب دولية رأس حربتها الكيان الصهيوني وخوضه حربا على عدة جبهات,بداية من غزة التي ما تزال تقاوم ولم تستسلم ولم يتسلل لها وهن الانصياع, إلى لبنان التي نجح الكيان الصهيوني في ضرب حزب الله بفجائية التفجيرات القاصمة التي كانت نتاج عمل استخباراتي, مع عمليات الاغتيالات لقادته ومنهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله, وهذا يعد اختراق مخابراتي خطير يمس بمسارات الحزب وسمعته, كما له عدة أسباب منها جدية العدو الصهيوني واصراره في تحقيق أهدافه على جميع الأصعدة السياسية والدبلوماسية والمخابراتية, مع دعم الولايات المتحدة الأمريكية المفتوح والمتواصل. حتى ولو كان ما يقوم به إجرام حربي ضد الإنسانية, ثم سوريا إلى سقط نظامها ليستغل الكيان الصهيوني الفرصة ويقوم باستهداف قوة ردعها الجوية والصاروخية وتعطيل جميع احزمتها الدفاعية, ليجعل منها دولة ضعيفة بدون عدة وعتاد, ليزيد إصراره على البقاء إلى الأبد في الجولان مع احتلاله لمزيد من الأراضي بحجة أمن إسرائيل, والمؤسف أن الغرب يجد دائما تبريرات لهذه الأعمال الإجرامية.‬‬
‫نحن اليوم بصدد سياسية غربية جديدة تخدم مصالحه, تريد إجراء تغييرات في المشرق العربي وإحداث تحولات إقليمية, وبالفعل لقد تم له ما يريد وذلك بتعطيل الدور الروسي وإخراجه من اللعبة السياسية وفرض هيمنة كلية على المنطقة ككل بتقليم مخالب الدول العربية التي لها حدود مع الكيان الصهيوني واجبارها على التطبيع والاستسلام للأمر الواقع, والإبقاء على التنظيمات التي كانت على رأس قائمة الإرهاب كفازعة تحركها كيما شاءت وكلما احتاجت لها, فصناعة الغرب للإرهاب كان له دور سياسي واستراتيجي في تغير الكثير من المسائل المعادلات السياسية العويصة لصالحه. ‬‬
‫فخرجات السلام التي تقوم الخارجية الأمريكية ما هي إلا تمثيل مفضوح للاستهلاك الإعلامي, فمنذ عدوان الكيان الصهيوني على غزة الذي تعدى السنة لم تتوقف التصريحات اليومية للغرب ولا الخرجات السياسية وجولاتها بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية بوجوب إيقاف الحرب, رغم الخراب والدمار والتجويع والترحيل والقتل الممنهج للنساء والأطفال والشيوخ والذي وصل إلى أكثر من 42500 شهيد, مع أن الصمت العالمي أصبح مقززا وانسانيته منعدمة وهو يشاهد الكلاب الضالة تنهج جثث الأطفال في مشاهد يندى لها جبين الإنسانية.‬‬
‫واستنادا لما قيل أتذكر قول دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق عندما قال ” قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تدمير وتفتيت ثلاث دول عربية قوية العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية, ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا قدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر” , وبالفعل نجح الكيان الصهيوني بمساهمة غربية سياسية واستخباراتية ودعم مفتوح بالسلاح والتقنيات الحديثة في الدفاعات الجوية في ثباته كرأس حربة كورقة ضاغطة للحصول على ما يريد دعما لمصالحه السياسية والاقتصادية, وبالتالي أصبحت الطائفية لعنة الدهر التي أورثت العرب الخذلان والهوان وسبة أبدية ستبقى تلاحق الأجيال ولن ينساها التاريخ, مع أن الواجب الذي يجب أن يتبع هو الاعتصام بالله وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك وحل الطائفية وشراكها الممزق لوحدة الأمة ‬‬
أجيال الأمة العربية تنتظر اليوم من القادة العرب التفاتة جادة للواقع المعاش و تشخيص حالته وتحديد الدواء لهذا الضياع, مع تظافر كل الجهود العربية من أجل وحدة عربية حقيقية ترفع الغبن وتعيد العرب إلى مكانتهم التي كان يحسب لها ألف حساب, وقد كانت الجزائر السباقة في المناداة محليا وفي المحافل الدولية بوحدة الصف العربي وإنصاف المظلومين ومساندة القضايا العادلة في العالم, و دعم هذه الجهود والعمل على ترسيخها كسياسية عربية وإقليمية رادعة, فكل الوسائل متاحة والعرب يملكون من الإمكانيات المادية والاقتصادية التي تؤهلهم للريادة في زمن التمدد الصهيوني الكبير سواء في المشرق العربي وأفريقيا, كما يمكنهم الكلام بصوت عال عندما يكون له محل من الإعراب, فالتطبيع مع الكيان الصهيوني يعني الرضوخ والخنوع والاستسلام والقبول بالأمر الواقع.
‪ ‬‬
بلخيري محمد الناصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى