
حتى نخرج كجزائريين، في اعتقادي المتواضع و قناعتي الراسخة، من مرحلة التهديم إلى مرحلة البناء والتطور، يجب أن نضع كل ما من شأنه أن يعمق عوامل التفرقة والتهديم، كعادات وتقاليد مختلفة باحترامها، والعمل على تحويلها إلى عوامل ثراء لثقافة مجتمع بدلا من عوامل تفرقة تفتح نار جهنم على البلد، وإعادة المستعمر من جديد…يكون ذلك بتحديد معالم مجتمع بكل أبعاده الثقافية، الدينية، الاقتصادية، السياسية وبكل مكوناته الاجتماعية…. وصقله في بوتقة بيان أول نوفمبر 1954، لبناء دولة ما بعد الاستقلال كما حددها المؤسسون للبيان وإعلان ثورة التحرير…. حددوا الهدف الأسمى وهو استرجاع الأرض والعرض والسيادة – مع الأسف السادة، ظلت مخدوشة لحد الساعة بفعل فاعل – كان ذلك بتحويل الهدف من بنائها أقصد الدولة إلى هدف الاستيلاء على السلطة وبناء نظام سياسي مرتكزاته هو عدم الخروج عليه لضرب كل تفكير وطني صحيح…
ماذا قال المؤسسون الأوائل لبيان أول نوفمبر عن دولة ما بعد الاستقلال: ” بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية في ظل إطار المبادئ الإسلامية…”. وجعلوها مرهونة بالحريات بما فيها الدينية… ويجب أن نفرق بين المبادئ الاسلامية والشريعة الاسلامية لبناء الدولة؟؟
اليوم، يجب العمل على بناء تلك الدولة، التي أساسها توسيع وترقية الحريات الفردية والجماعية وربطها بالمسؤولية..
” إنك حر ومسؤول عن حريتك…” متى اعتديت على حرية الآخر تنال جزاءك بالعقاب بصرامة تطبيق القانون… وتبدا معالم ذلك بالبناء الصحيح لتصبح ثقافة الأجيال ، بإعادة النظر اولا بمنظومة التربية والتعليم، كالمناهج والمستوى العلمي لاختيار المعلم ، مع تحسين وضعه الاجتماعي ماديا ومكانة ، كونه النموذج الذي تقتدي به الأجيال…، على أن تمس كل المراحل المختلفة ، من دور الحضانة، الى البحث العلمي… تأتي في المرتبة الثانية، إصلاح جذري لقطاع العدالة ” العدل أساس الملك.” لا عقاب ولا مساس بالحريات إلا بالقانون… الهدف هو الوصول بالمجتمع إلى تجسيد هدف أساسي هو، بناء وترسيخ فكر “التعايش السلمي” بين مكونات المجتمع…، في دولة الحق والقانون والمؤسسات السيادية التقريرية… العلاقات السلطوية والوظيفية بين المؤسسات الدستورية “السلطة القضائية، والسلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية “، واضحة المعالم ومحددة لا تداخل بينها.
وهو ممكن انجازه على صعوبته متى صدقت النوايا واتبعناها بالالتزام بالعمل الجاد مع كل الخيرين في البلد وما أكثرهم، أنهم موجودون في كل القطاعات والمؤسسات، يحتاج منهجية العمل للوصول إليهم وإقناعهم بالمسعى وذلك ببعث الأمل في المستقبل وتوضيح الرؤيا السياسية كأهداف لذلك…صعب لكنه ليس مستحيلا… وما ذلك على الله والمخلصين بعزيز..
الصادق طماش