الأولىالعالم

تهديدات علنية تستهدف آلاف الجزائريين

  • حالة من الإفلاس الأخلاقي والاقتصادي تهدد بالأسوأ

 

أرجع مراقبون في تصريح خصوا به الوسط تركيز المترشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمع إجراؤها في العاشر من شهر أفريل 2022 على ملف الهجرة وطغيان الخطاب المعادي للأجانب على التوجه العام يعود إلى عجز النخبة الفرنسية عن تقديم البدائل للمشكلات الحقيقية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي إلى جانب تصاعد وازدهار التيارات الشعبوية في أوقات الأزمات بفرنسا والتي أدت الى ميل الشعب الفرنسي الى الأطروحات اليمينية التي غذاها المناخ المتوتر الذي نشأ عن تنامي التطرف العنيف في فرنسا خلال السنوات الأخيرة والذي تجسد في التفجيرات والاغتيالات التي جعلت الأجانب والمسلمين بالدرجة الأولى مصدرا  للإرهاب في نظر الرأي العام.

 

عجز النخبة في إيجاد حلول للمشكلات 

 

يرى الدكتور في العلاقات الدولية زهير بوعمامة أن العروض الانتخابية لأبرز المترشحين الحاليين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية تراعي حقيقة المزاج العام في فرنسا موضحا أنه بعد الأزمة التي عاشتها الحكومة الفرنسية مؤخرا من احتجاجات “السترات الصفراء ” واستنكار للوضعية الاجتماعية والاقتصادية في فرنسا تبين أن هناك أزمة حقيقية وعدم رضا تسببت فيها خيارات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأمر الذي تسبب في توسيع رقعة الغضب والسخط لدى المجتمع الفرنسي فولد عنه نوع من الوطنية والعنصرية لاعتقاده أن الأجانب يأخذون من مكانتهم الاقتصادية والاجتماعية ويشاركونهم ثرواتهم الأمر الذي غذى فكره وأصبح يميل إلى الاطروحات اليمينية لذلك يضيف المتحدث أن إدراك المرشحين أن المزاج العام لمن ينتخبون موجودين في أقصى اليمين جعلهم يستثمرون في مثل هذه المواضيع التقليدية التي لا تكلفهم شيئا

 من جهة ثانية لفت الخبير في العلاقات الدولية إلى أن فرنسا حاليا تعيش حالة من التقهقر والتراجع على المستوى الاقتصادي والاجتماعي بالمقارنة مع ألمانيا والهند والصين والبرازيل ففشل النخب الفرنسية في إيجاد المبررات والتهرب من مناقشة المواضيع الجوهرية للأزمة الصحية والاقتصادية لاسيما تدهور المستوى التعليمي في الجامعة الفرنسية وعوض أن يقدموا حلولا مبتكرة لتخرج فرنسا من أزمتها الحقيقية راحوا يرمون بسهامهم على المهاجرين وتحميل مسؤولية كل هذه المواضيع والأزمات وصعوبتها الاقتصادية والاجتماعية على عاتق المهاجرين لتحافظ على العنفوان الفرنسي وصورة فرنسا.

 وأكد زهير بوعمامة أن استثمار الطبقة السياسية الفرنسية في ملف الهجرة وتبني خطاب المعاداة والعنصرية تجاه كل ما هو أجنبي وتطبيق ما يسمى بنموذج الادماج في مسألة الهوية وعدم احترام خصوصية الأقليات مثلما دعا إليه اليميني زمور ومنافسته لوبان كلها خطابات شعبوية لا تسمن ولا تغني من جوع لأن المشكلات الحقيقية التي تعيشها فرنسا لا علاقة لها بالمهاجرين باعتبار أن هذه الفئة من الشعب الفرنسي قانونيا وأردف بالقول “حتى لو اعترفنا أن هناك مشكلات ذات علاقة بالجالية فالمسؤول الأول عن هذه الوضعية يعود الى  خيارات حكومات فرنسا الخاطئة تجاه هؤلاء المهاجرين وما تعرضوا له من تهميش وإقصاء طيلة الحكومات الفرنسية المتعاقبة.

 

الوضعية الاقتصادية أفقرت البرنامج الانتخابي

 

فيما اعتبر الخبير المختص في ملف الهجرات حسان قاسيمي أن تدهور الوضعية الاقتصادية والاجتماعية بفرنسا إلى هذا المستوى أثر على محتوى البرنامج الانتخابي حيث أن انهيار المستوى المعيشي الذي وصل الى درجة عجز المواطن عن تلبية حاجياته والذي جعل ظاهرة الفقر في تنام بشكل مستمر ليتبعها توسيع رقعة اللا أمن ولد نوعا من الوطنية الزائدة وصلت حد العنصرية تجاه كل ما هو غير فرنسي الأمر الذي ساعد المترشحين على استغلال هذه الورقة واستمالة الشعب في ظل فشلهم وعجزهم عن إيجاد حلول بديلة وكفيلة لإخراج فرنسا من انتكاستها الحقيقية

 

طبقة سياسية مفلسة

 

اعتبر قاسيمي أن الطبقة السياسية الفرنسية الحالية لم تتجدد ولا ترقى لمستوى قيادة دولة لافتا أنه الى غاية اليوم خطابات الطبقة السياسية لم تضع الازمة الحقيقية التي تعيشها فرنسا في صلب أولويات البرنامج الانتخابي أين كان يتوقع أن تعالج العديد من الملفات التي من شأنها أن تساهم في استعادة فرنسا لعافيتها مردفا بالقول أنه ” برنامج فقير المحتوى ويفتقد للعديد من الملفات ذات الأولوية خاصة فيما يخص التنمية الاقتصادية محاربة البطالة والتعليم ..” .

  كما أشار المتحدث إلى بروز بعض الانتهازيين في هذه الانتخابات مثل اليميني المتطرف ايريك زمور وغيره والذي اغتنم فرصة الانتخابات للاستثمار في العنصرية والعدوان الذي يكنه في قلبه تجاه كل ما هو أجنبي وعربي على وجه الخصوص

 وأكد قاسيمي أن تركيز المترشحين على ملف الهجرة في حملتهم الانتخابية في عز الظروف الاقتصادية المتدنية التي تعيشها فرنسا منذ سنوات يعبر عن فشل الطبقة السياسية الحالية في تقديم برنامج انتخابي قوي يشفي غليل الشعب الفرنسي كما لوحظ صعود في خطاب المعاداة والتطرف من كونه مجرد خطاب مرتبط بفكر وعقيدة تجاه الأجانب ليتحول الى صراعات سياسية يمينية ويسارية مما سيفتح بابا خطيرا على الاستقرار الاقتصادي والسياسي في فرنسا

 وختم المتحدث أن ثقافة العدوان الفرنسي ليست وليدة اليوم وفكرة أن فرنسا هي بلد حقوق الانسان والحريات عبارة عن فكرة سوقتها فرنسا للعالم لا تعكس حقيقة هذه الدولة الاستعمارية الطاغية التي طالما حاربت كل القيم الإنسانية ولم تكن أبدا دولة تؤمن بحقوق الإنسان والديمقراطية

 

س.يوبي

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى