
أكد مختصون في تصريحات خصوا به جريدة “الوسط ” على أهمية توجه الشركات الكبرى للاستثمار الفلاحي على غرار “كوسيدار” و “سوناطراك” في تحقيق الأمن الغذائي والرفع من نسبة الاكتفاء الذاتي وتجسيد التنمية الفلاحية، باعتبار أنها تمتلك من القدرات المالية والخبرة التسييرية في ميدان التنقيب وإنجاز الطرقات والمسالك ما يؤهلها لامتلاك التكنولوجيا وأحدث الأساليب والتقنيات في مجال الاستثمار الفلاحي وباستطاعتها استغلال مساحات كبيرة خاصة في الزراعة الصحراوية.
إيمان لواس
اهتمام خاص بالشعب الاستراتيجية
اعتبر الخبير الاقتصادي عبد القادر بريش أن توجه الشركات الكبرى للاستثمار الفلاحي قرارا إستراتيجيا يصب في تحقيق الأمن الغذائي والرفع من نسبة الاكتفاء الذاتي في الشعب الإستراتيجية خاصة شعبة الحبوب، مع إمكانية التوجه إلى شعبة الحليب وتربية المواشي من أجل تغطية احتياجات السوق من اللحوم الحمراء.
أكد البروفيسورعبد القادر بريش في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن المراهنة على دخول شركة كوسيدار وشركة سوناطراك مجال الاستثمار الفلاحي باعتبارأنهما من كبريات الشركات الوطنية والإفريقية، لافتا أنهما حتى على المستوى العالمي تمتلكان من القدرات المالية والخبرة التسييرية ما يؤهلهما لامتلاك التكنولوجيا،وأحدث الأساليب والتقنيات في مجال الاستثمار الفلاحي وباستطاعتها استغلال مساحات كبيرة خاصة في الزراعة الصحراوية.
ويرى عبد القادر بريش أنه بدخول هاتين الشركتين مجال الاستثمار الفلاحي يشجع شركات جزائرية أخرى من القطاعين العام والخاص إلى تنويع محفظة نشاطهم والدخول إلى مجال الاستثمار الفلاحي، وكذلك يحفز ويشجع المستثمرين الأجانب للدخول في مجال الاستثمار الفلاحي برأس أجنبي أو بالشراكة مع الرأسمال الجزائري، وهذا يعزز ويقوي القطاع الفلاحي ويسهم بقوة في تحقيق الأهداف الوطنية والإستراتيجية الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي
وفي سياق متصل، قال البروفيسور عبد القادر بريش:” مسألة الأمن الغذائي مسألة حيوية وأساسية بالنسبة للأمن القومي للدولة، فإن دخول الدولة كمالك الرأس المال ومستثمر في القطاعات الإستراتيجية أصبح توجها عالميا في الوقت الراهن، الإشكالية ليست في طبيعة الملكية للاستثمار بل الأمر يتعلق بالتحكم في التكنولوجيا وفي التسيير وفي نظام الحوكمة المتبع وملكية الدولة لمثل هكذا استثمارات إستراتيجية سيعمل على تحقيق الأهداف وفي الآجال الزمنية المعقولة والمستهدفة%.
رهان على الخبرة والإمكانات الضخمة
أكد الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة أن قرارإقحام شركات كبرى مثل سوناطراك وكوسيدار في التنمية الفلاحية سيكون له صدى كبير خاصة في الزراعات الكبرى كالحبوب، وذلك نظرا للإمكانيات والخبرة لهذه الشركات في ميدان التنقيب وإنجاز الطرقات والمسالك وخاصة في صحرائنا الكبرى.
إعتبر الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة في تصريح خص به جريدة “الوسط” أنه نظرا للإمكانيات الكبرى التي تتوفرعليها هذه الشركات في المجالات الكبرى كالتنقيب وإنجاز الطرقات والإمكانيات المادية، حيث يمكن أن تلعب دورا فعالا في مجال التنمية الفلاحية ميدانيا ويبقى التنسيق مع مصالح الفلاحة لتحديد أنواع الزراعات الكبرى حسب احتياجات البلاد وخاصة في زراعة الحبوب كالقمح والشعير والخرطال والذرة الصفراء والنباتات الزيتية كالسلجم وقصب السكر والشمندر السكري.
وأوضح لعلى بوخالفة أن توجه هذه الشركات في الاستثمار الفلاحي يندرج في إطار التنسيق بين الهيئات المكلفة بالفلاحة وتخفيف الضغط على وزارة الفلاحة التي تعاني من نقص الإمكانيات، والتضامن والعمل التكميلي لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين.
وشدد لعلى بوخالفة على أن الجزائر بلد فلاحي بامتياز يمتلك كل الطاقات والإمكانيات لتجسيد التنمية الفلاحية وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين وضمان أمن غذاء الأجيال القادمة، مؤكدا على أن الفلاحة تعتبر العمود الفقري لبناء الاقتصاد الوطني الشامل.
في حين أشار المتحدث إلى أن هناك بعض العراقيل على غرار البيروقراطية وغياب التخطيط الاستراتيجي والتنظيم المحكم والمتابعة الميدانية وفي بعض الأحيان نقص الخبرة الكافية وخاصة فيما يتعلق بالزراعات الكبرى
و يرى الخبير الفلاحي أن مستقبل الزراعة في الجزائر الجديدة يكمن في إعطاء أهمية كبيرة للاستثمار في المناطق الصحراوية و ذلك بسبب وجود المياه الجوفية و الأراضي الشاسعة، لافتا إلى الجزائر تمتلك أكبر مخزون عالمي من المياه الجوفية تقدر بأكثر من 45 ألف مليار متر مكعب و سوناطراك تمتلك إمكانيات هائلة و خبرة معتبرة في مجال البحث و التنقيب لإنجاز آبار تستغل في الفلاحة، نفس الشيء لشركة كوسيدار ذات خبرة في إنجاز المشاريع الكبرى، مرافعا إلى ضرورة التنسيق مع هذه الشراكات و وزارة الفلاحة لتحقيق تنمية فلاحية وخاصة في ما يتعلق بتنمية الفلاحة الصحراوية، مشيرا إلى أن هذه الفكرة يمكن تكون الحل الوحيد للقضاء على العراقيل التي تقف حاجزا لتجسيد التنمية الفلاحية و تمكننا من تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين و ضمان أمن غذاء الأجيال القادمة و حتى اقتحام الأسواق العالمية لتصدير الفائض من المنتوج الفلاحي.
إيمان لواس