
وداد الحاج
غبي و أحمق من يعتقد أن الفساد هو مجرد سلوك منحرف و شخصي قامت به عصبة من اللصوص ساقتهم الظروف لمناصب المسؤولية في مفاصل الدولة ،هو منظومة متكاملة يرعاها العدو التاريخي للجزائر ممثلا في الدولة الفرنسية التي لم تتوقف جرائمها في الجزائر في فترة الاستقلال ولكنها اشعلت حروبا أخرى أكثر دموية وتأثيرا…هي قتلت الأجساد و عممت الخراب ولا يمكن بأي شكل من الاشكال أن نجد محطة واحدة مما مرت به الجزائر دون ان نعثر على دليل على تورط باريس و أجهزتها الأمنية في تزوير التاريخ و السطو على الذاكرة و تحريك بيادقها في الداخل والخارج.
تشتعل الحدود الجزائرية من غربها لشرقها وعلى امتداد منطقة الساحل بكثير من التوترات الأمنية بالغة الخطورة ،في حين تموج الساحة الداخلية بعشرات من بؤر التوتر و القضايا و هذا الكل يتم في عزف متناغم يوحي بأن وراء الأكمة ما وراءها.
قاعات المحاكم تزدحم يوميا بقضايا الفساد ورموزه ،وهناك عشرات الأحكام التي صدرت باسم الشعب أدانت رموز النظام السابق لكن هناك سؤال يكتسب مشروعيته و قوته من هواجس تتملك قطاعا كبيرا من الجزائريين ..هل سيتوقف الفساد بسجن طحكوت وحداد و الشلة المعروفة.
شخصيا لا أظن ذلك فالفساد ليس مجرد أشخاص انحرفت أخلاقهم تحت إغراء المال ،الأمر أكبر و أشمل من مجرد توصيف مختزل