إفتتاحية

جريمة أم حادث؟!

‪ ‬‬
كان يمكن أن يمر خبر سقوط طائرة الرئيس الإيراني ومقتله بمعية وزير خارجيته وعدد من المسؤولين العسكريين، كأي خبر عادي، مقترن بمشيئة الأقدار، لكن ولأن السياق الذي جرت فيه الحادثة، متخم بالأحداث والتحولات والصراع الدوليين في مساحة الشرق الأوسط، فإنه من العبث والسخافة والاستغباء، أن يتهم الطبيعة والرياح والعواصف، بسقوط طائرة رئاسية بهكذا استخفاف بالعقل الجمعي..
بين أن يكون سقوط طائرة الرئيس الإيراني، حادثة طبيعية نتيجة ظروف ما، وبين أن يكون جريمة مكتملة الأركان، تقف وراءها أجهزة استخباراتية محترفة، فإن كل المؤشرات تقودنا، إلى حقيقة واحدة مختزلها، أن جهاز الموساد الصهيوني، قد نفذ تهديداته التي توعد بها النظام الإيراني، بعد العملية التي نفذتها طهران منذ أسابيع ضد تل أبيب وذلك فيما عرفه العالم بقصف إيران لأهداف في عقر تل أبيب، والمهم هنا، أنه لا أحد يمكن أن يقتنع أن الطبيعة أهدت لإسرائيل صيدا ثمينا عن طريق الحظ وانتقمت لها من إيران عن طريق الصدفة..
السؤال العالق الآن، وبعيدا عن نفي دويلة الكيان لضلوعها في هكذا عملية، هل يكفي ذلك التبرؤ الإسرائيلي من العملية، أن تسقط، التهمة عن الكيان الصهيوني؟ وهل يمكن لعاقل أن يصدق أنه لا يد لأمريكا وإسرائيل في تصفية الرجل الأول في جمهورية إيران رغم كل الذي يعرفه العالم عن الصراع الإيراني الإسرائيلي، وخاصة على هامش غزة وما تمخض عنها من تحالفات مباشرة، جعلت من إيران عدوا للمصالح الأمريكية والأوربية والصهيونية في البحر الأحمر وذلك عن طريق اليمن؟! وبعبارة خاتمة..سقوط طائرة الرئيس الإيراني، لا يمكن أن تخرج عن سياق..تصفية استخباراتية بتأطير وتنفيذ صهيوني محترف..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى