اختارت مجلة الجيش لهذا الشهر، افتتاحية ذَكرت فيها من نسى أو تناسى أن الوطن جيش وأن الجيش عقيدة وجذور عريقة مسقية بدماء الشهداء الطاهرات، حيث من لا تاريخ له، لا جيش له وإن امتلك كل العتاد المادي والبشري، فمهنة الجيش في الدول التي لها تاريخ، ليست وظيفة ولكنها عقيدة تسمى الوطن، ولعل الجيش الوطني الشعبي ودونا عن كل جيوش وعساكر الآخرين، يبقى الجيش الاستثناء الذي لا زال يحمل عراقته من دماء شهدائه، كما يحمل اسمه من وجود شعبه، حيث يكفي عنوان “الجيش الوطني الشعبي”، حتى يعلم القاصي والداني أن جزائر الاستثناء بها جيش عتاده شعب وشعب عدته جيش خرج من صلبه، وهي المعادلة التي لا يفهمها ممن ممالكهم وعروشهم من ورق يحرس تيجانها، عساكر ولائهم ليس للأوطان ولكن للملوك ولعقيدة “عاش الملك مات الملك”..
مجلة الجيش، عنونت افتتاحيتها ب “على نهج شهدائنا” والنهج عهد وميثاق شرف، وليس غريبا على سليل جيش التحرير أن يكون خير خلف لخير سلف، ما دام طريق الرجال وإيمانهم يحمل شعار: إننا على العهد باقون وما ظلم من شابه أصله وأباه، فهذا من ذاك والأحفاد سلالة الأجداد..
عبارة “على نهج شهدائنا” رسالة واضحة لما وراء البحر والرمل معا، وفيها من التحدي ما فيها من عزيمة، أن الجزائر بتاريخ رجالها العريق تزخر بالشهداء الأموات منها والأحياء ممن هم على نهجهم باقون وسائرون، إذا ما تعرض شبرا من أرض الوطن لانتهاك، وطبعا كما هو معروف عن “سليل” جيش التحرير، فإن الجزائر تبقى الاستثناء الذي يقرن القول بالفعل، فليتذكر أصحاب القصور ممالك كانت أو “عقول” أن بالجزائر، جيشا وطنيا شعبيا وأن العنوان الثابت في مساره مختزل في عبارة “على نهج شهدائنا”.