الأولىالجزائر

حان الوقت لوضع حد لحركة “الماك”

  • أحوز معلومات حول مخططات للفوضى

 

 

دعا رئيس حزب الجيل الجديد، جيلالي سفيان، أمس، على خلفية إعلان وزارة الدفاع الوطني، إحباط “مؤامرة خطيرة” تستهدف البلاد، خططت لها الحركة الانفصالية “ماك”، أنه قد حان الوقت لتضع السلطة حد نهائي لهذه الحركة، بالتعاون مع مواطني منطقة القبائل الشرفاء الرافضين للمساس بوحدة وسيادة التراب الوطني، على اعتبار أن هذه الاقليات على -حد وصفه- يجب ردعهم، لأنهم يحاولون دفع البلاد نحو الهاوية، من خلال محاولاتها ضرب ركيزة الدولة التي هي الجيش الوطني مؤكدا بأن توجيه أسهمها نحوه هو أمر جد خطير،وجب وضع حد له.

أورد جيلالي سفيان خلال استضافته في فوروم جريدة الحوار، أن الحركة الانفصالية الماك كانت متواجدة منذ سنوات بمنطقة القبائل،مستغلة تهميش الحكومات السابقة للمنطقة وعدم نيلها اعتبارها مثل ما يدعون، بهدف الاستقلال والانفصال عن الدولة،لافتا في هذا الخصوص،أنه اختار سابقا مجادلتهم بالتي هي أحسن، لكن اليوم تغيرت الأوضاع،لأن عناصرها تغلغلت في جموع الحراك، بهدف ضرب البلاد وخلق صدامات وشرارات لاستفزاز قوات الأمن، بحثا عن أي انزلاقات لا يحمد عقباها للاستعانة بالخارج، كما أصبحت تتكلم باسم الحراك الشعبي وتخون من يريد سلك سبل الحوار،لذلك وجب اليوم القضاء عليها نهائيا، متابعا في نفس الوقت، “لاحظنا نوع من تحالف بين طرفين في الحراك الشعبي الحالي يمين متطرف هوياتي،مع طرف آخر يريد العودة بنا لسنوات الجمر، كانت نتيجتها أن عناصرها  أصبحت متورطة في بعض الممارسات الخطيرة التي وصفتها وزارة الدفاع بأنها اجرامية ارهابية.

 

الخطاب الراديكالي مآله الفشل

 

 ذكر جيلالي سفيان، أن الحراك الحالي لا يمثل الحراك بالمفهوم الواسع الذي كان في 22 فبراير الذي كان يعد بالملايين، من منطلق أن الحراك حاليا انقسم إلى فكرتين، حيث أن هناك تيار آمن بالحراك وسلك سبل الحوار لاقتحام المعترك السياسي، تيار ثاني يفكر في إسقاط النظام، والذي يعني اسقاط الدولة ومحاولة ضرب ركيزة الدولة التي هي الجيش وتوجيه الأسهم نحوها، ما يعتبر فعل خطير يجب نزعه من الجذور، مؤكدا بالمناسبة رفضه القاطع للشعارات الأخيرة المرفوعة، والتي يكمن الهدف الخفي من ورائها هو دفع الشعب نحو التطرف.

وأشار المتحدث ذاته، أن هناك فرق شاسع  بين رفض الغير شرعية التي ميزت الرئيس السابق، ورفض رئيس شرعي منتخب، ما  حسبه أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن نتقبل الحوار أو نرفضه كلية، مما سيؤدي بنا أن نرفع الراية البيضاء ونترك البلاد تذهب للهاوية، مشيرا في سياق متصل، أن حتى الافراج عن معتقلي الرأي تم تأويله لغير معناه، حيث أصبحت بعض الأوساط تتعامل معه كأنه موقف ضعف من السلطة، في حين أنه حقيقة أثار غضب من كان يريد دفع البلاد لأزمات لا نهاية لها.

أحوز معلومات حول مخططات للفوضى

استغرب رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، من تنديد تشكيلات سياسية شاركت في كل الانتخابات التي أشرف عليها النظام السابق، بالمسار الانتخابي الحالي،في إشارة إلى الأحزاب المقاطعة لتشريعيات 12 جوان، مشيرا أن المقاطعة كخيار سياسي حاليا تفتقر إلى المبررات الكافية، على اعتبار أن الجزائر تعيش مرحلة إعادة بناء نظام سياسي جديد، معتبرا أن الفكري الثوري لا يمكن أن يتواصل دون تبنى طرح سياسي يخرجنا من الأزمة، متابعا أنه يحوز على معلومات تتضمن مخططات هدفها الزج بالبلاد للفوضى، قائلا: “أحوز على معلومات استقيتها من الداخل والخارج تُفيد بمحاولة بعض الأطراف دفع المواطن إلى الاصطدام وخلق شرارة في الشارع لاستفزاز قوات الأمن”.

 

النظام الحالي ليس امتدادا للنظام السابق 

 

في سياق مغاير، أفصح رئيس الحزب الجديد، أن هناك من يعتقد أن النظام الحالي هو امتداد للنظام السابق، وهذا ربما راجع للمسؤولين الذين أخفقوا في إيصال المعلومة الصحيحة للمواطن، مع العلم أنه يجب علينا أن نعترف أن المواطن فقد حقيقة ثقته في المسؤول، في حين أن النظام السابق انهار بالكامل ونحن اليوم بصدد بناء نظام سياسي جديد بوجوه جديدة، ما جعلنا ندعم كل قرارات والمشاريع التي جاء بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من تعديل الدستور وتعديل قانون الانتخابات وغيره، باعتبارنا دخلنا في مرحلة بناء نظام سياسي، والتغيير لا يكون بالأقوال بل بالأفعال واقتحام الميدان، لبناء مسار سياسي جديد، مؤكدا أن المشاركين في العملية السياسية سابقا هم نفسهم اليوم من ينتقدون من يريد المشاركة في المشهد السياسي، لا فتا بقوله: “نحن كنا نحاول توعية المواطن بالمواقف والعمل الميداني، في الوقت الذي كان البعض ينال الامتيازات السياسية والكوطات”، في إشارة منه أنه يبقى  مع هذا حزب معارض راديكالي يريد التغيير ولن يصبح يوما حزب موالاة، من منطلق أننا مارسنا السياسة منذ 30 سنة ولم نسقط في فخ التبعية والموالاة والمحاباة، باعتبارنا من أوائل المنتقدين للسلطة، وكنا في الصفوف الأول للحراك المبارك، كما أن جيل الجديد لديه مشروع وبرنامج سياسي واعد.

 

لا يمكننا انتظار انتخابات نزيهة مائة بالمائة 

 

توقع جيلالي سفيان،أنه لا يمكننا انتظار نزاهة انتخابات مائة بالمائة، بسبب بقاء بقايا العصابة، لكننا مع هذا لا يمكننا ضرب مصداقية العملية الانتخابية مع وجود بعض الخروقات المحلية هنا وهناك، متوقعا أن يكون تقييم الاستحقاقات القادمة جيد جدا مقارنة بما سبقه، في السياق ذاته،معترفا بتعرض حزبه لعراقيل مباشرة ضد القانون، كانت حاجز لنا والعديد من الأحزاب لجمع التوقيعات وتطبيق بنود قانون الانتخابات الجديد خاصة ما تعلق بالمناصفة، لكنهم والحمد لله حظو بمساعدة من قبل السلطة وتجاوزوها، لافتا بالمناسبة أن عملية جمع التوقيعات كانت بمثابة حافز مشجع لنا للاحتكاك بالشارع،وجيل الجديد اجتهد لجلب استمارات حلايلية،مستنكرا وجود عدد كبير من الأحزاب السياسية قامت بجمع التوقيعات عن طريق بطاقة الانخراط مصادق عليها في البلديات، لكن مع هذا تمكنا من جمع 37 ألف توقيع على المستوى 36 ولاية، وبقي لنا جمع 26 ألف آخرين، بسبب إسقاط عدد كبير من الأسماء بحجة ازدواجية التوقيع.

الإعلان عن المشروع السياسي للحزب 

كشف رئيس الحزب الجديد، جيلالي سفيان، أنه سيتم خلال الأيام القادمة الإعلان على المشروع السياسي للحزب لسنة 2021، الذي يمكننا من الوصول الى بناء دولة القانون في ظل ديمقراطية متوازنة، تمكننا من الخروج بحلول موضوعية لمشاكل موضوعية بعيدة عن التطرف، متابعا: “إذا الشعب منحنا قوة سنعمل على تحقيقه،موضحا في نفس الصدد، أن ظاهرة سوسيال ميديا والبوز لن تبني حزب سياسي وقاعدة نضالية تقود مؤسسات الدولة وتبني دولة الغد، كما أن التجمعات ليست مهمة وأكبر دليل تجمع العهدة الخامسة، بأنها تفكر بمنطق شعبوي كيما كان المثل الشعبي يقول الناس يلمها البندير وتفرقها العصا، لكن بالمقابل هناك أمم تعمل في صمت وتحقق ديمقراطية حقة، ونحن حزب انطلق من الصفر والآن لديه اطارات وبرنامج يعول عليه.

حق الاختيار بين الأطروحات الايديولوجية

أما بخصوص المشهد السياسي، شدد ضيف الحوار أنه قد حان الوقت لإعطاء المواطن حق الاختيار بين العديد من الأطروحات الايديولوجية التي تعبر عن ميولاته، ودورنا اليوم تقديم أطروحة واضحة تعطينا قيمة ووزن داخل المشهد السياسي من خلال أقلية أو أغلبية برلمانية، مضيفا أن هناك انعدام ثقة المجتمع في الفعل السياسي، وهو الحاجز الذي يجب علينا تجاوزه،مبينا بالمناسبة أنه ربما سيكون هناك عزوف سواء تلقائي أو عمدي، مما يعبر أن الشعب الجزائري ليست لديه ثقافة ووعي سياسي بفعل الممارسات السابقة من تزوير وتلاعب بالأصوات، بقوله: “أتوقع أن يكون ضعف عدد المنتخبين في الاستحقاقات القادمة مقارنة بالاستفتاء على الدستور الصعب، باعتبار تصويت يكون بناء على فهم وثيقة، في حين نمط الانتخابي الحالي سيساهم في تحقيق نتائج فريدة من نوعها، رغم ما سيتعرض له لا محالة من صعوبات، في تأكيد منه أن ثقة المواطن بالفعل السياسي يأتي بخطوات تدريجية وليس بكبسة زر.

مريم خميسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى