تعالت منذ أيام أصوات الموالين في مختلف أرجاء الوطن ، محذرين من أزمة حقيقية تهدد الثروة الحيوانية ، وبالإضافة إلى لتأخر سقوط الأمطار الذي استدعى إقامة صلاة الاستسقاء، فإن المشكل الأعمق ،هو المضاربة في الأعلاف والتي نقلت الأزمة من التلاعب بالزيت والخضروات ،والحليب،إلى التلاعب بالأعلاف ،حيث حرب المضاربة تم نقل ساحتها من الإنسان إلى الحيوان ، والهدف الواضح من معارك الضرب تحت الحزام، أن الحكومة كلما سيطرت على ضفة ، فتحت اللوبيات ضفة أخرى،لتصبح الحلقة المفرغة جزءا من التلاعب بأرزاق الناس وحتى بحياة حيواناتهم..
هناك مخططات مدروسة لإثارة القلاقل واختلاق الأزمات وما يجري الآن في سوق الموالين والأعلاف من تهديد للثروة الحيوانية، يستدعي تدخلا عاجلا لوقف تلك الحرب المعلنة من طرف لوبيات التخلاط، فالقضية تجاوزت التحليلات، والتفسيرات، ولكنها جبهات لمعارك مفتوحة وحرب استنزاف،المستهدف الأول والأخير فيها استقرار الجبهة الاجتماعية، فليس معقولا ولا صدفة، أن تتوالى عملية الاحتقان والشحن والتأجيج، والحكاية كما الحلقة، لعبة تأجيج مدروسة..
الثروة الحيوانية مهددة بفعل المضاربة والتلاعب بأسعار الأعلاف، و “التخلاط” الذي وصل لحد استهداف الموالين في رزقهم، يستدعي الضرب بقوة على يد من يتحكم في لعبة العلف، فمتى يتم تفكيك هذه الالغام المتوالية، وهل ستظل أجهزة الرقابة تطارد الألغام المزروعة، لتحل كل مشكله على حدى أما أن الصرامة تقتضي أن تذهب الدولة مباشرة لمكمن العلة، لتجفيف المستنقعات بدلا من محاربة الذباب؟!